هل تذكرون الشرارة التي أشعلت الأزمة المالية العالمية في 2008 أو ما عرفت بأزمة الرهن العقاري؟ تماما اليوم يحدث مع العملات الافتراضية.
يبدو أن السيولة المالية التي استثمرت بها العملات الافتراضية، بالتحديد خلال العام الجاري، ليست جميعها من مدخرات المستثمرين أو من استثمارات أخرى تم سحب السيولة منها، لكن هناك نسبة كبيرة كانت عبارة عن قروض.
وهو أمر تسبب في اندلاع الأزمة المالية العالمية، من خلال عمليات شراء واسعة للعقار عبر الاقتراض بنسبة 100%، والتأمين على العقار، وإعادة التأمين على العقار، أدى في المحصلة إلى عدم توفر سيولة للمقترضين للسداد.
700 مليار دولار في 7 أشهر
خلال الشهور السبعة الأخيرة، صعدت القيمة السوقية للعملات الافتراضية من متوسط 700 مليار دولار إلى 2.529 مليار دولار منتصف أبريل/نيسان الماضي، قبل أن تتراجع حاليا وتستقر عند 1.5 تريليون دولار موزعة على 7459 عملة.
ودفع ازدهار الطلب على العملات الافتراضية منذ كسر عملة بيتكوين السقف الأعلى لها، في نوفمر/تشرين الثاني الماضي، فوق 20 ألف دولار، إلى البحث عن سيولة نقدية لغرض الاستثمار فيها، ظنا من المستثمرين جني أرباح سريعة.
وعلى الرغم من نجاح مستثمرين في تحقيق أرباح بلغت 400% من إجمالي رأس المال المستثمر به، إلا أن هناك؛ شريحة أخرى واسعة، انتظرت لجني نسبة ربح أعلى بكثير، بل شراء مزيد من العملة في السوق الافتراضية.
إلا أن أزمتي الصين، ممثلة بتقييد تداولات العملات الافتراضية اعتبارا من الأسبوع الماضي، وتغريدات لمؤسس شركة تسلا لصناعة السيارات الكهربائية إيلون ماسك، هبطت بالعملات الافتراضية لأدنى مستوى منذ مارس/آذار الماضي.
ومع قدوم موعد سداد القروض سواء كانت قروضا مصرفية أم قروضا أخرى تقدمها بعض منصات التداول، على شكل عملات افتراضية لمحفظة المستثمر، فإنه لم يجد السيولة النقدية للسداد.
نتيجة لذلك، لجأت شريحة واسعة من المستثمرين لسداد القروض المستحقة عليهم، إلى بيع ما لديهم من عملات افتراضية على خسارة، لتوفير سيولة للمقرضين من مؤسسات، أو عملات افتراضية بقيمة القرض لمنصات التداول.
نتيجة عمليات البيع الواسعة تذبذبت أسعار العملات الافتراضية بشدة خلال الأيام التي أعقبت تغريدات “ماسك” وقيود الصين الأخيرة، وتتجه لفترة أخرى من التذبذب، مع استمرار عمليات البيع.
مخاطر الاقتراض
يستخدم عديد من المتداولين في العملات المشفرة الأموال المقترَضة لزيادة عائداتهم، مما يجعلهم عرضة لتصفية مراكزهم تلقائياً في حالة انخفاض الأسعار.
في الـ24 ساعة الماضية بحسب تقرير لموقع الشرق السعودي، صُفّيَت حسابات أكثر من 700 ألف متداول، أي ما يعادل 8.1 مليارات دولار من العملة المشفرة، وفقاً لبيانات “Bybt.com”، وهي منصة تداول ومعلومات عن العقود الآجلة للعملات المشفرة.
قال تود موراكيس، المؤسس المشارك لـ”جيه إس تي كابيتال”، شركة خدمات مالية متخصصة في سوق الأصول الرقمية، إن الأخبار السيئة والتوقعات المتشائمة بهبوط السوق و”اضطرار بعض المتعاملين للبيع بمثابة وصفة لحدوث كارثة”.
“سنرى كثيراً من التحركات خلال الأسبوع المقبل، ولكن نأمل في أن تكون في نطاق، وإن كان أوسع من المعتاد. تقدم هذه السوق فرصا للمستثمرين حالياً، ولكن أعتقد أنكم سترون المستثمرين ينتظرون ويتركون الأمور تستقر”.