بنوك مركزية تدرس إصدار العملات الرقمية
العملة السائلة تشهد موتا بطيئا في السويد
منطق “إذا لم تتمكن من التغلب عليهم، فانضم لهم” هو الأنسب حالياً لمحافظي البنوك المركزية، بعد تجربة عملة “بيتكوين” الرقمية والتي بلغ حجم سوقها نحو 10 مليارات دولار.
تطور لافت
وفي بلدان مثل بريطانيا وروسيا وكندا وأستراليا والصين، يدرس حالياً كيف يمكن صك العملة الرقمية الخاصة بكل دولة وضخ الأموال عبر نظام إلكتروني، وقد كثفت البنوك المركزية هذا العام من جهودها في هذا الصدد.
وفي تطور لافت أعلنت أربعة من أضخم البنوك العالمية مؤخراً، دخولها في تحالف من أجل إصدار عملة إلكترونية جديدة لتكون الخطوة الأولى من نوعها في هذا المجال.والبنوك هي: البنك السويسري العالمي “UBS”، و”دويتشه بنك” الألماني، وبنك“سانتاندر” البريطاني، إضافة إلى المصرف الأميركي “بني ميلون”، وتعتزم هذه المصارف طرح العملة في بدايات 2018.
ومؤخراً، كشف تقرير “أي بي إم”، أن البنوك والمؤسسات المالية تتبنى تقنية (بلوك تشين) المعتمدة في العملة الافتراضية بيتكوين، أي سجل التعاملات الموحد بوتيرة أسرع مما هو متوقع، مع تحول قرابة 15% من أكبر البنوك العالمية لطرح منتجات بلوك تشين التجارية العام القادم.
ومن المتوقع أن يكون لدى 65% من البنوك مشاريع (بلوك تشين) خلال 3 أعوام، مع تصدر هذا التوجه من قبل البنوك الكبيرة التي لديها أكثر من 100 ألف موظف. ومع نشوء المدن الذكية لدعم البرامج الوطنية، ينبغي أن تكون الحكومات مستعدّة لمواجهة التهديدات التي تتراوح ما بين القرصنة والجريمة الإلكترونية، وهنا يكمن دور تكنولوجيا (بلوك تشين) في مساعدة تلك المدن على تحقيق أهدافها من الاقتصاد الرقمي في الوقت الذي تضمن فيه أقصى درجات أمن الشبكة.
وقامت شركة ماستركارد بالمشاركة في عملية تمويل لم يكشف عن الكثير من حيثياتها لانتاج مجموعة من العملات الرقمية كـ البيتكوين و الليتكوين و صبها في بوصة العالم الرقمي لغرض الإثارة و الاستعراض كما أرادة أن تظهره للعالم معبرة بذلك دخولها لمجال التشفير و اهتمامها بهذه التكنولوجيا.
في حين أن هذا هو أول استثمار لعملاق الدفع ماستر كارد له صلة بعالم التشفير، وهذه الشركة متعددة الجنسيات ليست أول شركة تقتحم و تقوم بتمويل لهذا النوع من العمل مبدية بذلك نية واضحة و رغبتا منها خوض غمار عالم البيتكوين و تكنولوجيا blockchain.
السويد تتقدم
يعتزم البنك المركزي السويدي، إطلاق العملة الرقمية أو الإلكترونية، حيث ستصبح الكرونة “e-couronne” عملة إلكتروينة مكمَّلة للكرونة السويدية.
وقالت نائبة رئيس البنك المركزي السويدي سيسيليا سكينسلي، إن البنك المركزي سيمنح نفسه سنتين لدراسة كل الاحتمالات التكنولوجية والقانونية والعملية، والمقاربات الممكنة، خاصة من حيث المركزية أو اللامركزية لهذه المبادرة الطموحة.
وأكدت سكينسلي، أنه في الوقت الحالي ليست مسألة استبدال الكرونة بالكامل واردة، وأن العملات الورقية والمعدنية سيستمر إصدارها طالما الطلب عليها مستمر.
وذكرت صحيفة فاينانشال تايمز، أن العملة السائلة تشهد موتا بطيئا في السويد، وأن وسائل الدفع البديلة صارت منتشرة على نطاق واسع.
المراحل الأولى
ورغم أن البحث لا يزال في مراحله الأولى وحتى الآن لم يتم التوصل إلى إجابات العديد من الألغاز، لكن الجميع متفق على شيء واحد هو أن “العالم يتجه نحو استخدام العملات الرقمية”.وكثفت البنوك المركزية هذا العام جهودها في هذا الصدد. ورأى محافظو البنوك المركزية، أنه بعد تجربة عملة “بيتكوين” الرقمية، من الأنسب الاتجاه نحو استخدام العملات الرقمية.
والإقدام على هذه الخطوة الجديدة يتطلب معرفة الآلية المتبعة وأثرها على الاقتصاد والاستقرار المالي، والحماية الأمنية ضد المخترقين، وعليه بدأت البنوك المركزية الدور المنوط بها بدراسة متأنية للـ”بيتكوين”، التي أطلقت خلال 2009، وحققت هذه العملة تقدماً ملحوظاً بفضل تشفيرها.
في تقييم المخاطر والمنافع تتطلع البنوك المركزية على رؤى نظائرها في البلدان الأخرى والأكاديميين والبنوك التجارية، فهناك حاجة لمعرفة سبيل التحول للعملات الرقمية وأثره على الاقتصاد والاستقرار المالي، والحماية الأمنية ضد المخترقين.
بدأت البنوك المركزية الدور المنوط بها بدراسة متأنية للـ”بيتكوين”، العملة الرقمية التي أطلقت من قبل عالم حواسيب غير معروف خلال عام 2009، وحققت هذه العملة تقدماً ملحوظاً بفضل تشفيرها.
انجذب المصرفيون لسرعة وفعالية الأموال الرقمية التي لا تتبعها تكلفة للتعامل مع النقود والتي أيضاً يمكن تتبع حركتها عبر النظام المالي، وهذه المزايا تشكل حافزاً لتقليل المخاطر وعمليات الاحتيال.
اهتمام البنوك المركزية بالتوصل للأنظمة الإلكترونية اللازمة لتداول العملات الرقمية مثل ” Blockchain” الخاص بـ”بيتكوين” يأتي في ظل تحرك البنوك التجارية لاستخدام التكنولوجيا في تسهيل المعاملات عبر الحدود وتطوير البنية التحتية القديمة بمكاتبها.
رغم ذلك، لا يمكن للبنوك أن تتحكم في استخدام مجهولين للنقود الرقمية، فأحد عناصر الابتكار في “بيتكوين” هو اللامركزية، وسيتوجب على واضعي السياسات البحث عن نموذج مختلف.
المخاوف
هناك خلاف لم يحل بعد بين مؤيدي “البلوك شاين” الذين يشجعون المصادر المفتوحة والشبكات اللامركزية وبين أولئك الذين يسعون للانغلاق وقواعد البيانات التي يمكن السيطرة عليها.ما هو مثير، قدرة العملة الرقمية العالية على إجراء معاملات “الند للند” النقدية الإلكترونية وتحويل الأصول، وهو ما يعد تقدماً حقيقاً.
أحد السيناريوهات المنطوية على استخدام خوارزميات “بلوك شاين” هو تجاوز البنوك التجارية، حيث يمكن للأفراد أن يتعاملوا عبر حساباتهم مباشرة مع البنوك المركزية، والاستغناء عن دور الوسيط في تداول المال.
قلل باحثون من هذه المخاوف قائلين، إن العملات الخاصة لم تتقدم على العملات الورقية، مضيفين أن هناك واقعة سابقة نافست فيها العملات الخاصة النقود الورقية والسندات لكن في النهاية حلت مكانها العملات التقليدية الحكومية.
تحذيرات
هناك قضية أكبر، وهي تنظيم العملات الرقيمة، الأمر الذي يمثل تحدياً كبيراً ويحتاج لتضافر الجهود بين البلدان، إذ يجب على السلطات النقدية معاً البدء في التفكير بالسبل اللازمة لتنظيم الأمر في أنحاء العالم.عند التحرك رسمياً تجاه العملات الرقمية، قد يحدث ما يصعب تقديره، لكن التحول ربما يحدث من 5 إلى 10 سنوات، بحسب محللين.
بطبيعة الحال يتم معاملات ومعالجات مالية إلكترونية، لكن تكنولوجيا “بلوك شاين” يمكنها أن توفر نظما أكثر تطوراً مع حقبة “الأموال الذكية” المحتملة.
ستستفيد العملات الرقمية أيضاً من الدول النامية حيث إنها منخفضة التكلفة وسهلة الاستخدام عبر الأجهزة الإلكترونية، كما ستمكن هذه العملات من زيادة النشاط بالخدمات المالية حول العالم.
يبقى التحذير من أن العملة الرقمية الحكومية تحتاج لمزيد من الوقت قبل إصدارها، إضافة إلى ضرورة النظر جيداً في الجوانب الأمنية والتنظيمية، وهو ما تبحثه البنوك المركزية بالفعل.
حذر عربى
ولكن لا يزال العالم العربي يتعامل بحذر مع عملة البيتكوين. وباستثناء دبي ومطعم واحد في العاصمة الأردنية عمّان، وسوق السفير في الكويت، فلا تداول عربيا بهذه العملة التي لا يزال العالم يتعامل معها بكثير من الريبة، وكثير من عدم الفهم.
أبدى محافظ البنك المركزي التونسي الشاذلي العياري, معارضة شديدة لدخول مسالة تداول الاموال الافتراضية “بيتكوين” الى السوق التونسية.
وقال العياري خلال منتدى عربي يناقش مسالة الجرائم المالية الذي ينظمه الاتحاد الدولي للمصرفيين العرب بتونس “ان هذا العملة اكثر اشكالا من نظيرتها التقليدية ويمكن استعمالها في تمويل الارهاب”.
وأوضح العياري ان العملة الافتراضية “بيتكوين” تستخدم امكانيات تكنولوجية عالية ويصعب تعقبها مما يجعلها ملاذا امنا لتمويل عمليات ارهابية خاصة وان الحكومات تعوزها الامكنيات في هذا المجال، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الرسمية “وات”
النقود تدخل العالم الافتراضي
- البيتكوين، عملة افتراضية إلكترونية لا مركزية تستخدم فقط على الإنترنت. وهي وسيلة مُثلى لضمان سلامة المعاملات. تعتمد هذه العملة أساسا على التوقيع الإلكتروني والتشفير المباشر بين شخصين. ويتم إصدارها عن طريق الكمبيوتر المزود بكروت شاشة قوية أو أجهزة خارجية مصممة خصيصا لعمليات التعدين.
- وتعتمد هذه العملة على نظام الند للند، وهو نظام يمكن المستخدمين من التعامل علنا ومباشرة مع بعضهم البعض دون الحاجة إلى وسيط بنكي أو نقدي. ولا توجد رسوم تحويل ولا عمولة عند استخدام هذه العملة.
- وبإمكان المستخدم تبديل قطع بيتكوين النقدية الموجودة لديه بعملات أخرى حقيقية، ويمكن القيام بذلك بين المستخدمين أنفسهم.
- وتعد ألمانيا الدولة الوحيدة التي اعترفت رسميًا بعملة البيتكوين، وأنها نوع من النقود الإلكترونية، وبهذا اعتبرت الحكومة الألمانية أنها تستطيع فرض الضريبة على الأرباح التي تحققها الشركات التي تتعامل بالبيتكوين، في حين تبقى المعاملات المالية الفردية معفية من الضرائب.
وتزداد يوما بعد يوم أعداد المؤسسات والمطاعم ومواقع التجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط ومختلف أنحاء العالم التي تقبل دفع المشتريات والخدمات باستخدام العملة الرقمية.
أضف تعليق