تقارير

هل تساهم استثمارات التكنولوجيا الرقمية في تقليص وقت إنتاج النفط والغاز؟

جاء تقليص الوقت اللازم للإنتاج وتسريع وتسهيل عملية صنع القرار في صدارة المزايا المتوقعة التي تحققها التكنولوجيا الرقمية لشركات التنقيب عن النفط والغاز، بحسب استبيان جديد أجرته أكسنتشر (بورصة نيويورك: ACN) ومايكروسوفت (ناسداك: MSFT) وحمل عنوان “استبيان أكسنتشر ومايكروسوفت للتوجهات الرقمية لشركات التنقيب عن النفط والغاز”. وأشار المشاركون في الاستبيان أيضاً إلى القيمة النقدية التي تحققها التكنولوجيا الرقمية، لافتين إلى قدرة الموجة المقبلة من التكنولوجيا على دعم تطور أعمالهم، على الرغم من استمرار انخفاض أسعار النفط.

ورداً على سؤال حول أفضل الطرق التي تستفيد فيها الشركات من الحلول، جاء تحسين وتسريع عملية صنع القرار في المرتبة الأولى بنسبة (30 في المائة) كما هو الحال في نسخة عام 2016، بينما حل تقليص الوقت اللازم لإنتاج النفط والغاز في المرتبة الثانية بنسبة (19 في المائة) مقارنةً بالمركز الخامس في العام الماضي، فيما جاء خفض المخاطر بفضل القدرة على اتخاذ القرارات بشكل فوري في المرتبة الثالثة بنسبة (12 في المائة).

وسلط الاستبيان العالمي الضوء في نسخته السادسة على مجالات التنقيب التي ستكون حسب التوقعات أكبر المستفيدين اليوم من الحلول الرقمية، وشمل ذلك عمليات الإنتاج بنسبة 28 في المائة، والعمليات الجيولوجية والجيوفيزيائية بنسبة 27 في المائة، وعمليات الحفر وتجهيز الآبار للإنتاج بنسبة 19 في المائة.

ومن أصل ما يزيد على 300 مشارك في الاستبيان، يرى نحو الثلثين (62 في المائة) أن التقنيات الرقمية تحقق قيمة لأعمال شركاتهم، وقال 27 في المائة منهن أن القيمة تتراوح بشكل إجمالي بين 50 مليون دولار و100 مليون دولار أو أكثر، بينما قال 14 في المائة من المشاركين من شركات التنقيب أنهم لا يعرفون حجم القيمة النقدية التي تحققها التقنيات الرقمية، وقال 20 في المائة أنهم غير مهتمين بقياس القيمة، في حين يعتقد 4 في المائة أن التقنيات الرقمية لا تحقق أي قيمة لأعمالهم اليوم.

ويتوقع معظم الذين شملهم الاستبيان أن تحقق شركاتهم قيمة من التقنيات الرقمية، حيث قال 73 في المائة أن معظم حقول النفط والغاز التابعة لهم سوف تصبح مؤتمتة بالكامل باستخدام هذه التقنيات في غضون ثلاث إلى خمس سنوات.

من ناحية أخرى، قال 39 في المئة من المشاركين أن الخطر الأكبر لنقص الاستثمار الرقمي هو عدم امتلاك القدرة الكافية للمنافسة؛ بينما أشار 19 في المائة إلى عدم القدرة على دخول المشهد الجديد للطاقة. والمثير للدهشة أنه على الرغم من أن زيادة استخدام الأجهزة المتصلة في حقول النفط يعرض شركات التنقيب لمخاطر الأمن السيبراني، فإن الخوف من تزايد الهجمات الإلكترونية لم يحظى باهتمام سوى نسبة 18 في المائة من المشاركين.

وقال ريتش هولسمان، مدير التقنيات الرقمية في مجموعة قطاع الطاقة بأكسنتشر: “تتطور شركات التنقيب عن النفط والغاز من مجرد استخدام التقنيات الرقمية بشكل منفرد إلى الاستفادة من هذه التقنيات والطرق الجديدة ذات الصلة سعياً إلى تحقيق التحول في مجالات كاملة للأعمال. وكان رأي المشاركين في استبياننا بأن تقنيات البيانات الضخمة، والتحليلات، والحوسبة السحابية، وإنترنت الأشياء، والتنقل، والحواسيب الخارقة، والأمن السيبراني هي أكثر التقنيات القادرة على تحويل أعمالهم. ويخطط 70% من هؤلاء لإنفاق مبالغ إضافية على التقنيات الرقمية خلال الأعوام الثلاثة إلى الخمسة القادمة، إذ تشمل الموجة المقبلة الاستثمار في الحواسيب الخارقة، والتقنيات القابلة للارتداء، والروبوتات، والذكاء الاصطناعي، والبلوكتشين”.

وتشمل قائمة التقنيات الرقمية التي تستثمر فيها شركات التنقيب عن النفط والغاز اليوم كلاً من الأجهزة المتحركة (56%)، والحوسبة السحابية (45%)، والبيانات الضخمة والتحليلات (43%)، وإنترنت الأشياء (42%). وتتضمن مجالات الاستثمار ذات الأولوية لهذه التقنيات كلاً من إدارة الأصول، وإدارة المشاريع الرأسمالية، وتحسين الإنتاج.

بدوره قال إيغبرت شروير، المدير التنفيذي العالمي لقسم تصنيع العمليات بشركة مايكروسوفت: “ليست الكمية الضخمة للبيانات هي ما تحتل الأهمية الكبرى دائماً، بل مجموعة الحلول والتقنيات التي لم تكن توجد حتى قبل خمس سنوات. إن التقنيات الرقمية لها مساهمات أكبر بكثير من مجرد خفض التكاليف التشغيلية من خلال تحسين إنتاجية العمال والتنقل. كما تسهم الحوسبة السحابية، وإدارة الأصول المحسنة، والمراقبة عن بُعد من خلال التحليلات والذكاء الاصطناعي، في تعزيز التميز التشغيلي وإدارة البيانات المعمقة لقطاع النفط والغاز. لكن يتعين على شركات التنقيب عن النفط والغاز أن تطور قدراتها الداخلية وأن تستقطب مواهب خارجية لإدارة تحليلات البيانات وغيرها من التقنيات الرائدة، وذلك بهدف البقاء في طليعة الثورة الرقمية الحالية”.

وتواجه شركات التنقيب عن النفط والغاز حالياً تحديات في تعزيز المهارات الرقمية لقوى العمل الخاصة بها. وتعد عملية التوظيف التحدي الأكبر في هذا السياق، وخاصة في ما يتعلق بتطوير مهارات الموظفين الدائمين والمستقلين والموظفين الجدد. وقد قالت معظم الشركات إنها تحتاج إلى فترة تتراوح بين ثلاثة إلى خمسة أعوام لتطوير قاعدة المهارات الرقمية الضرورية. فمثلاً، قال معظم المشاركين بنسبة 85% إن شركاتهم كان ينقصها مهارات وقدرات التحليل. وفي حين تخطط الشركات لتحسين هذه النقطة، تعتبر فترة الثلاثة إلى خمسة أعوام طويلة جداً من الناحية التنافسية، خاصة وأن التقنيات تتطور بوتيرة سريعة جداً. وفي هذا الإطار، تشير دراسة أعدتها “أكسنتشر استراتيجي” بعنوان “بئر المواهب أصبحت جافة” إلى أن قطاع النفط والغاز قد يعاني من نقص يتراوح بين 10000 إلى 40000 موظف يتمتع بالمهارات الفنية اللازمة في القطاع النفطي بحلول العام 2025.

.