أثار الحديث عن اتجاه منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” لبحث خياراتها لدعم السوق موجة صعود لأسعار النفط يوم الإثنين الماضي، بعد تراجعها لمستويات متدنية خلال الفترة الماضية.
وأشار تقرير إلى أن الهبوط مؤخرا في أسعار النفط قد يكون كافيا لبعض أعضاء “أوبك” لتجاوز الخلافات والنظر في العمل المشترك لتعزيز الأسعار.
تصريحات وردود أفعال
– قال “محمد بن صالح السادة” رئيس “أوبك” يوم الإثنين إن المنظمة تعتزم عقد لقاء لأعضائها على هامش مؤتمر للطاقة في الجزائر في نهاية سبتمبر/أيلول المقبل، ما قفز بأسعار النفط 3% تقريبا.
– ترى “هيلما كروفت” رئيس قطاع إستراتيجيات السلع في “آر بي سي” أن الأسعار تأثرت برسالة “أوبك” سريعا، حيث إن المنظمة ترى ضرورة تغيير توجهاتها لدعم الأسعار المنخفضة خلال الفترة الماضية.
– أضافت أن “أوبك” بإمكانها العمل على الاقتراح الفنزويلي لرصد الإنتاج الفردي للبلدان، معتبرة أنه يمكن تشكيل لجنة لدراسة المقترح لكن على الأرجح لن يتم اتخاذ إجراءات سريعة في هذا الشأن.
– كما يمكن للحديث عن آلية جديدة لـ”أوبك” أن يشكل تغييرا في نفسية المستثمرين في سوق النفط، مع ظهور اعتقاد لدى السوق بأن المنظمة سوف تتدخل لموازنة السوق، وفقا للخبيرة نفسها.
خلافات وحرب أسعار
– عمل بعض أعضاء “أوبك” منذ اتفاق المنظمة في نوفمبر/تشرين الثاني 2014 على ترك السوق لتحديد أسعار النفط على محاولة السعي للتوصل لاتفاق لتجميد إنتاج الخام، ما يمكن أن يمنح “أوبك” سيطرة أكبر على السعر من خلال الإنتاج.
– قادت السعودية منظمة “أوبك” لإنهاء حصص الإنتاج وترك التسعير للسوق، إلا أن دولا أعضاء في المنظمة وأخرى من خارجها استمرت في ضخ مستويات عالية من الخام، ما أدى لزيادة المعروض وتراجع الأسعار لمستويات أقل من 30 دولارا للبرميل في فبراير/شباط الماضي.
– كانت السعودية قد أعلنت مرارا أنها لن توافق على أي اتفاق لتجميد الإنتاج إلا في حال موافقة كل الأعضاء، في حين أن إيران رفضت المشاركة في هذا الاقتراح مع حقيقة سعيها لزيادة الإنتاج لتعويض فترة العقوبات التي فرضت عليها بسبب البرنامج النووي.
– تزامنت عودة إيران لسوق النفط مع حرب أسعار بين المنتجين في إطار السعي للاستحواذ على الحصص السوقية، خاصة في آسيا التي تشهد زيادة في إمدادات العراق من النفط للصين مثلا.
هل تنجح المساعي؟
– من المتوقع أن تكون روسيا التي تعتبر أكبر منتج للنفط في العالم ركنا أساسيا في أي اتفاق بشأن الإنتاج، مع تصريحات وزير الطاقة “ألكسندر نوفاك” حول استعداد “موسكو” لبحث تجميد الإنتاج في حال تراجع أسعار النفط بدرجة أكبر، مع إمكانية الاجتماع بنظيره السعودي “خالد الفالح” في الشهر المقبل.
– منعت الخلافات في “أوبك” أي توصل لاتفاق حول خطط تجميد الإنتاج، رغم المحادثات التي تمت في اجتماعات المنظمة، والاجتماع الخاص الذي تم في الدوحة خلال شهر أبريل/نيسان الماضي، إلا أن هبوط الأسعار لمستويات أدنى 40 دولارا قد يمثل دافعا قويا للعودة إلى مساعي الاتفاق.
– يقول “جون كيلدوف” من شركة “أجين كابيتال” إن الأمر قد يختلف هذه المرة، مع احتمالات اتجاه إيران للموافقة على عقد صفقة لخفض الإنتاج في نهاية المطاف.
– تقترب إيران من العودة لمستويات التصدير قبل فترة العقوبات الاقتصادية، في حين يرى محللون أن السعودية تمتلك حافزا جديدا لزيادة أسعار النفط لإنجاح خطتها الاقتصادية الداخلية، بالإضافة إلى عدم رغبتها في هبوط الأسعار قبل الاكتتاب المرتقب لشركة “أرامكو” في وقت لاحق من العام الجاري.
توقعات متباينة
– نقلت تقارير عن بعض مسؤولي “أوبك” قولهم إن تجميد الإنتاج ليس ضمن المقترحات الحالية، في حين يعتقد “كيلدوف” أن تجميد الإنتاج في الوضع الحالي لن يشكل أي فارق على الأسعار، مع تسجيل مستويات مرتفعة في السعودية (10.5 مليون برميل يوميا) وعودة إيران القوية للسوق، وارتفاع عدد منصات التنقيب الأمريكية.
– ترى “كروفت” أن “أوبك” لن تفعل آليات جديدة محتملة لتعزيز السوق إلا في حال تواصل تداول النفط عند 40 دولارا أو تراجعه أدنى هذا المستوى، في حين يعتقد محللون أن النفط قد يتجه لمزيد من الهبوط مع إغلاق بعض المصافي من أجل التحول إلى وقود الشتاء، ما سوف يخفض الطلب مع حقيقة ارتفاع مستوى المخزونات.
– في حين يقول “مايك دراجوسيتس” خبير السلع في “تي دي” إنه لا يعتقد أن “أوبك” بحاجة للتوصل لاتفاق بشأن الإنتاج، رغم الجهود التي تبذلها فنزويلا والأكوادور في هذا الشأن، مع اتجاه الطلب للارتفاع وتواصل هبوط المعروض في الولايات المتحدة، وهو ما يعطي إشارات على توازن السوق في وقت لاحق من العام الحالي.
– يضيف أنه لا إشارات حول اتفاق السعودية أو إيران حول صفقة أو اجتماع، لكنه يعتقد بإمكانية استمرار تسريب “الشائعات” حول صفقة لتجميد الإنتاج.
أضف تعليق