اليوم ومع التصاعد الخطير الذي تشهده منطقة الشرق الأوسط، بين إسرائيل من جانب وإيران وحلفائها بالمنطقة من جانب آخر، هل أصبح العالم على شفا انهيار اقتصادي جديد ؟هل الازمة الاقتصادية بدأت بالفعل؟ وهل هي بداية الكساد الاقتصادي الجديد؟
خارطة الأسواق تشهد تراجعاً بأسهم الأسواق العربية بشكلٍ حاد اليوم الاثنين، متأثرة بالاضطرابات الجيوسياسية، والهبوط الحاد الذي تشهده الأسواق الآسيوية، والتذبذب في أسعار النفط والذهب.
مع إغلاق تداولات اليوم، تصدر “سوق دبي المالي” التراجعات بنسبة فاقت 4.5%، تلاه “سوق أبوظبي للأوراق المالية” بتراجع تجاوز 3.4%.
موجة بيع الأسهم تفاقمت اليوم الاثنين مع تنامي المخاوف من تأخر بنك الاحتياطي الفيدرالي عن الركب بدعمه للاقتصاد الأميركي المتباطئ، ما دفع المستثمرين إلى البحث عن ملاذ آمن في السندات. وانخفضت الأسهم اليابانية لليوم الثالث على التوالي مع تسعير المتداولين لمزيد من الزيادات المحلية في أسعار الفائدة. كما تُثار مخاوف المستثمرين من التوترات في المنطقة وسط تقارير تفيد بأن إيران قد توجه ضربة إلى إسرائيل، وما قد ينجم عن ذلك من تداعيات.
أسهم الإمارات
تراجع مؤشر سوق دبي المالي بواقع 4.52% مع هبوط الأسهم الكبرى بقيادة شركة “إعمار العقارية” 7.6%، و”إعمار للتطوير” 8.45% و”بنك دبي الإسلامي” 4.56%، و”بنك الإمارات دبي الوطني” بتراجع قدره 3.67%، وسط تداولات مرتفعة على كافة هذه الأسهم.
وخسر مؤشر سوق أبوظبي للأوراق المالية 3.42% من قيمته الإجمالية، وكانت أكبر التداولات على أسهم كل من شركة “العالمية القابضة” التي تراجعت أسهمها بنسبة 1.7%، وأسهم “ألفا ظبي القابضة” 4.88%، بينما تراجع سهم “الدار العقارية” بنسبة 7.25%.
وفقًا للعديد من الاقتصاديين، فإن خطر انهيار سوق الاسهم في عام 2024 كبير بالفعل، نظرًا للوضع و التوقعات الحالية. سيكون انهيار سوق الأسهم وشيكاً. ووفقاً لبعض المحللين، فإن انهيار السوق أكثر خطورة مما كان عليه في الازمة الاقتصادية 2008.
في الواقع، بدأ الاقتصاد العالمي بالفعل في إظهار علامات الضعف في عام 2024، خاصة في أوروبا و الولايات المتحدة، مما أدى إلى تفاقم الوضع، لا سيما من خلال الكشف عن نقاط الضعف في مختلف قطاعات الاقتصاد العالمي.
على العكس من ذلك، تقوم البنوك المركزية و الحكومات بتنظيم الاستجابة، لكن ردود الفعل العامة لم تجلب نتيجة بعد، و لم تكن قرارات رفع اسعار الفائدة الأولى كافية لوقف التضخم بل زادت الضغط على سوق الاسهم كذلك.
بشكل عام، يبدو أن ثقة المستثمرين قد تأثرت بشدة، و الإعلانات عن إجراءات التحفيز الاقتصادي بالكاد تكفي لتحقيق الاستقرار و تجنب انهيار سوق الاسهم.
لذلك يبدو أن انهيار سوق الاسهم الجديد أكثر ترجيحاً، و يحتمل أن يكون بنفس خطورة الكساد الاقتصادي الذي صاحب الازمة الاقتصادية 2008. وسيزداد احتمال حدوث ذلك مع استمرار الأزمة الروسية الأوكرانية و ارتفاع اسعار السلع الخام و النفط و مصادر الطاقة.
متى سيبدأ انهيار سوق الاسهم التالي؟
قد يأتي انهيار سوق الاسهم بعد تزايد الخسائر الاقتصادية بسبب عمليات البيع على المكشوف في سوق الاسهم منذ بداية العام، في حين يتباطأ النشاط بشكل حاد في جميع قطاعات الاقتصاد تقريبًا.
بالإضافة إلى ذلك، ارتفاع اسعار النفط، أثر على العمليات لدى الكثير من المصنعين و القطاعات الاخرى مثل السفر. لا تزال التوترات بين أوكرانيا و روسيا عالية مما قد لا يؤدي الى خفض اسعار النفط قريباً و التي بدورها تسهم في أسعار العديد من الصناعات و السلع الأخرى.
مع استمرار التوترات الدولية في العالم، يمكننا أن نتوقع استمرار التقلبات في الأيام القادمة، مع مفتاح انهيار سوق الاسهم الجديد في الأسابيع المقبلة و امكانية بداية كساد اقتصادي جديد. لذلك يجب متابعة الأخبار و مواكبة التطورات الجيوسياسية و الاقتصادية حول العالم لمعرفة كيف سيتطور الوضع و هل سنشهد انهيار سوق الاسهم كما حدث في 2020 مع أزمة كورونا أخر مرة.