تقارير

نتائج “سابك” ..هل تعزز الصفقة المحتملة مع “أرامكو” ؟

فاجأت سابك الأسواق وتمكنت من تجاوز جميع التوقعات حول نتائجها المالية بالربع الثاني من العام الجاري حيث بلغت أرباحها نحو 12.2 مليار ريال بنهاية النصف الأول من 2018 بنسبة 36%، مقارنة بـ8.9 مليار ريال في الفترة نفسها من العام الماضي.

وعلى صعيد نتائج الربع الثاني ، فقد قفزت أرباح “سابك” الفصلية بنسبة 80.5% إلى 6.7 مليار ريال مقارنة بـ3.7 مليار ريال بالربع المماثل من العام الماضي. وأتت النتائج أعلى من متوسط توقعات المحللين والبالغ 5.6 مليار ريال.وبلغ إجمالي المبيعات خلال الربع الحالي 43.28 مليار ريال مقابل 34.44 مليار ريال للربع المماثل من العام السابق، وذلك بارتفاع قدره 26% ومقابل 41.86 للربع السابق من العام الحالي، وذلك بارتفاع قدره 3%.في حين بلغ إجمالي المبيعات خلال الفترة الحالية 85.15 مليار ريال مقابل 70.76 مليار ريال للفترة المماثلة من العام السابق، وذلك بارتفاع قدره 20%.

وأرجعت الشركة سبب ارتفاع الأرباح خلال الربع الحالي مقارنة بالربع المماثل من العام السابق إلى ارتفاع متوسط أسعار بيع المنتجات وزيادة الكميات المبيعة. مثل سعر النافتا الذي ارتفع بنسبة 40% في الربع الثاني على أساس سنوي”.

فضلاً عن انخفاض التكاليف الإدارية على أساس ربعي بنحو 4%، وبنسبة 10% كمتوسط لآخر 3 سنوات، و”بالتالي هناك ترشيد للإنفاق وللتكاليف على كافة المحاور تنتهجه “سابك” في استراتيجيتها”.

محاولات سابك لجعل جميع مواقعها متصلة في ما بينها على شكل “Ecosystem”، “والتى نجحت مؤخرا أسهمت فى ارتفاع الأرباح  , فوفق النظام إذا ارتفعت منتجات مصنع معين يتم تعزيز اللقيم المناسب له من مصنع آخر في حال كان مغلقا بهدف الصيانة، وبالتالي فقد تمت معالجة الهوامش ليس فقط بالربع الثاني بل في الفصول الماضية أيضاً.

النصف الأول شهد قيام سابك بمبادرة استراتيجية لإعادة الهيكلة بلغ أثرها المالي على إجمالي تكاليف الربع الأول 1.1 مليار ريال سعودي. غير أن المفاجأة الجديدة تمثلت بأثر تكلفة برنامج إعادة الهيكلة وحصرها فقط في الربع الأول وإذا ما استثنينا أثر إعادة الهيكلة، نرى ارتفاعا على أساس ربعي بنحو 700 مليون ريال بمعدل 3.5%.

وقال يوسف البنيان، الرئيس التنفيذي للشركة السعودية للصناعات الأساسية “سابك”، إن تحسن ربحية الشركة يأتي من حرص سابك على موثوقية مصانعها والتي حققت زيادة بالإنتاج بلغت 1.5 مليون طن خلال النصف الأول من العام الحالي إضافة إلى تخفيض التكاليف التشغيلية والإدارية بنحو 7% خلال الربع الثاني، مقارنة بالربع السابق، متوقعاً ألا يقل الإنتاج بنهاية العام عن 3 ملايين طن من المنتجات.

وحول المشروع المشترك للصناعات البتروكيماوية في الولايات المتحدة الأمريكية مع شركة تابعة لـ “إكسون موبيل” أوضح البنيان أن الإدارة المالية لا تزال تسعى بالتعاون مع الشركاء لبحث أفضل حلول التمويل للمشروع، مع الأخذ بالاعتبار حصول سابك على تقييم (A+) من وكالة فيتش وهو يعكس قدرات سابك المالية، ما سيساعدها على الحصول على أفضل الطرق لتمويل هذا المشروع وبأقل التكاليف.

وعن الأثر المالي لمشروع سماك لإنتاج البولي ميثيل ميثا كريليت “الأكريليك” والذي بدأ الإنتاج التجاري خلال النصف الأول من 2018، ذكر أنه لا تأثير كبيرا على نتائج سابك للربع الثاني من هذا المشروع الصغير الذي أنشئ لدعم قطاع الصناعات التحويلية في المملكة.

وأضاف  البنيان إن لدى سابك خططا لتوسعة حضورها في الأسواق العالمية؛ وبصفة خاصة في أمريكا الشمالية والصين وشمال إفريقيا، مضيفا أن الشركة تدرس خيارات متعددة، لكنه لم يذكر تفاصيل أكثر.

وتابع أنه فيما يتعلق بأوروبا، فمازالت سابك ملتزمة باستثمارها في كلاريانت، وتنتظر موافقة سلطات مكافحة الاحتكار للاستحواذ على 25 بالمئة في الشركة المنتجة للكيماويات المتخصصة، بموجب صفقة أعلنتها في يناير كانون الثاني.

نتائج الشركات التابعة بشّرت بأرباح قوية لـ “سابك” فقد قفزت أرباح شركة ينساب ق في الربع الثاني بنسبة 173%، لتسجل 820 مليون ريال ولتفوق التوقعات التي كان متوسطها عند 760 مليون ريال.وقد عزت الشركة المملوكة لسابك بنسبة 51% ارتفاع الأرباح إلى ارتفاع أسعار البيع لمعظم المنتجات وزيادة الكميات المنتجة والمباعة وذلك لتوقف بعض المصانع للصيانة في الربع المقابل من 2017.

أما كيان التي تمتلك فيها سابك 35% فقد قفزت أرباحها بنسبة 260%، إلى 880 مليون ريال لتأتي عند ضعف توقعات المحللين. وهذا بسبب تحسن الأداء التشغيلي لمعظم مصانع الشركة وارتفاع أسعار البيع، بحسب الشركة.

وعلى صعيد الصفقات المحتملة بيحث مصرفيون تمويلا محتملا كبيرا بقيمة 70 مليار دولار بحسب تقديرات، لدعم استحواذ شركة النفط العملاقة أرامكو السعودية على حصة أغلبية في الشركة السعودية للصناعات الأساسية سابك وفقا لما نقلته وكالة رويترز عن مصادر مصرفية لم تحدد طبيعتها.وتهدف أرامكو إلى شراء حصة مسيطرة في سابك المنتجة للبتروكيماويات، وقد تشتري كامل الحصة المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة، أكبر صندوق ثروة سيادي في المملكة، والبالغة 70 بالمئة.

ومن المتوقع أن تحقق شركة سابك أرباحاً صافيةً خلال العام الحالي 2018 حوالي 24 مليار ريال ولو افترضنا أن أرامكو استحوذت على كامل حصة صندوق الاستثمارات العامة البالغة 70 % فإن الأرباح المتوقع تسجيلها لصالح شركة أرامكو حوالي 17 مليار ريال، أما أرباح أرامكو من مبيعات النفط سوف تحقق هذا العام رقماً كبيراً مع ارتفاع أسعار النفط وزيادة كميات الإنتاج وكذلك خفض ضريبة الدخل حيث تشير التقديرات بأن تحقق أرامكو أرباحاً صافيةً من مبيعات النفط الخام فقط حوالي 280 مليار ريال ومع إضافة أرباح سابك والشركات الأخرى ومصافي التكرير إليها قد تصل الأرباح المجمعة للشركة الى أكثر من 320 مليار ريال وهو ما يرفع قيمة شركة أرامكو عند الطرح الأولي إلى أكثر من 6 تريليون ريال.

صندوق الاستثمارات العامة الطرف الثاني في هذه الصفقة سوف يحصل على تدفقات نقدية تقدر بحوالي 230 مليار ريال إذا تم احتساب سعر السهم في حدود 110 ريالات وهو السعر العادل للسهم حسب أساسيات الشركة وسوف تُضخ هذه الأموال في استثمارات جديدة سواء في تطوير البنية التحتية لمدينة نيوم ومشروع القدية الترفيهي أو ضخها في استثمارات لتطوير التقنية والذكاء الاصطناعي أو أي فرص استثمارية أخرى تحقق عوائد مجزية وتنوع المحفظة الاستثمارية من أجل تعزيز ربحية الصندوق بعد سنوات من الجمود كانت فيها سياسة الصندوق الاستثمارية تحفظية تعتمد كثيراً على الاستثمار في حصص مسيطرة في شركات مساهمة محلية أو الاستثمار في أدوات الدين وتحقيق عوائد متدنية ولكن مع تغير سياسة الدولة الاقتصادية فإن صندوق الاستثمارات العامة أصبح هو الذراع القوي والفعال لتحقيق هدف الحكومة في تنويع وتنمية مصادر الدخل غير النفطية وزيادتها خلال السنوات القادمة الى أن تصل إلى تريليون ريال بحلول عام 2030 والتقليل من الاعتماد على الإيرادات النفطية.

أما شركة سابك الطرف الثالث في هذه الصفقة فإنها سوف تستفيد من شركة أرامكو المصدر الرئيسي للقيم الذي تعتمد عليه في صناعتها البتروكيميائية وهذه الشراكة الاستراتيجية سوف تعزز من قدرة سابك على النمو والتوسع والمنافسة عالمياً والوصول الى أسواق جديدة بدعم من أرامكو وتبادل الخبرات وتقليل التكاليف سواء في مجال الأبحاث أو عمليات التوسع والابتكار.