في إطار فعاليات منتدى فرص الأعمال السعودي الأمريكي الرابع، الذي تنظمه وزارةالتجارة والصناعة بمشاركة حشدٍ من صناع القرار وكبار المسؤولين الحكوميين، ونخبة من رجال وسيدات الأعمال والتجارة في البلدين، انعقدت عقب الافتتاح عدد من الجلسات الحوارية وورش العمل التي دعت لتبادل المعرفة ووجهات النظر للارتقاء بالشراكة الاستراتيجية الجديدة بين البلدين وتوسيع هذه الشراكة لتلبي متطلبات القرن الحادي والعشرين في مختلف المجالات.
انعقدت الجلسة الرئيسية الصباحية بعنوان بناء سلسلة توريد فعالة للموردين المحليين وترأس الجلسة السيد جوزيه بوستامانتي نائب الرئيس التنفيذي لشركة فلور وتحدث فيها الأستاذ عبدالعزيز العبدالكريم نائب رئيس المشتروات وإدارة سلسلة التوريد في أرامكو السعودية، وتناول رؤية وأهداف مركز أرامكو السعودية لريادة الأعمال (وعد)، واستعرض خططه وجهوده الرامية لتحويل الأفكار المبتكرة إلى مشاريع ناجحة، ودعم ومساندة المنشآت الصغيرة بشكلٍ مستدام عبر المساعدات المالية وبرامج التأهيل والتدريب، بالإضافة إلى تطوير قدرات رواد الأعمال ليصبحوا أصحاب مشاريع ناجحين بما يتناغم مع توجهات الدولة الاستراتيجية في التحول للاقتصاد القائم على المعرفة.
وتحدث في الجلسة السيد نورم غيلسدورف، رئيس شركة هانيويل العالمية في روسيا، آسيا الوسطى، والشرق الأوسط. كما شارك في الجلسة الأستاذ فهد حميد الدين، الرئيس التنفيذي للتسويق والإعلام والتنمية المستدامة في مدينة الملك عبدالله الاقتصادية، والسيد إدوارد مونسير، رئيس شركة إيميرسون، والمهندس فيصل بافرط، المدير التنفيذي لوكالة تنمية الاستثمار في هيئة الاستثمار العامة السعودية (ساجيا).
وضمن الجلسات الحوارية داخل قاعة المنتدى تناولت الجلسة الأولى بناء محور النقل الإقليمي، وترأسها سعادة السفير سميث رئيس (سي اند ام) العالمية وشارك فيها بالنقاش معالي الأستاذ سليمان بن عبدالله الحمدان رئيس الهيئة العامة للطيران المدني والدكتور نبيل بن محمد العامودي رئيس المؤسسة العامة للموانئ السعودية والأستاذ ماهر حبسيني مدير عام العمليات لشركة فيديكس العالمية في الشرق الأوسط وأفريقيا.
وخلال الجلسة تطرق معالي الأستاذ سليمان بن عبدالله الحمدان رئيس الهيئة العامة للطيران المدني لمزايا التخصيص كونه يوفر فرصاً جيدة للقطاع الخاص محلياً وعالمياً، معدداً أهم منجزات الهيئة العامة للطيران المدني، وأشار إلى تأسيس شركة الطيران المدني السعودي القابضة التي أسند إليها الإشراف على الوحدات التي سيتم تخصيصها.
وكشف أن خمس تحالفات دولية تتنافس على تنفيذ مطار الطائف الدولي الجديد بينما تتنافس خمس شركات عالمية متخصصة على مشروع تشغيل مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة بعد إعادة تأهيله من أصل 17 شركة تقدمت للمنافسة ،وفازت شركة سويس بورت السويسرية برخصة تقديم خدمات المناولة الأرضية في مطارات المملكة، وستعمل خلال الشهرين القادمين. وفازت شركة مطارات دبلن بحق إدارة وتشغيل الصالة الخامسة بمطار الملك خالد الدولي بالرياض، وسيبدأ العمل فيها خلال الشهرين القادمين وستبلغ الطاقة الاستيعابية أكثر من 12 مليون راكب سنوياً على أن يتم تخصيص المطار خلال الربع الأول من هذا العام تحت مسمى شركة مطارات الرياض علما بأن الشركة تم تأسيسها بالفعل، كما سيتم تخصيص قطاع الملاحة الجوية تحت مسمى شركة خدمات الملاحة الجوية خلال الربع الثاني من العام الحالي.
كذلك سيتم تخصيص قطاع تقنية المعلومات تحت مسمى الشركة السعودية لأنظمة معلومات الطيران خلال الربع الثالث أو الرابع من هذا العام، على أن يتم خلال السنوات الخمس القادمة تخصيص بقية الوحدات الاستراتيجية في المطارات الدولية، إلى جانب تخصيص بعض المطارات الإقليمية والداخلية والتي يبلغ عددها 22 مطاراً.
والآن يجري العمل على طرح نشاط الشحن الجوي ونشاط خدمات التموين للرحلات الجوية للمنافسة العالمية. كذلك طرح أنشطة الاستثمار العقاري في أراضي المطارات وفق نموذج مدن المطارات من خلال المنافسات العالمية. كما سيتم تخصيص أكاديمية هيئة الطيران المدني لتصبح مركز تميز للتدريب بالتنسيق مع المنظمة الدولية للطيران المدني (ايكاو).
ولتنفيذ هذه الخطط الطموحة سنعمل للاستفادة من الموقع الجغرافي الذي يتوسط قارات العالم الرئيسية، واتساع المجال الجوي السعودي الشاسع الذي يربط الشرق بالغرب ويشكل معبراً هاماً للحركة الجوية ويمتاز بالممرات الجوية قصيرة المدى التي تقلل ساعات الطيران وتوفر استهلاك الوقود.
وأشار الحمدان إلى أن السوق المحلي في المملكة يعتبر أكبر سوق للنقل الداخلي في المنطقة، حيث بلغت نسبة الزيادة في عدد الركاب للعام 2015 9.5% مقارنة بالعام السابق، وبلغت نسبة الزيادة في عدد الرحلات 9.8% وفي حجم الشحن الجوي بنسبة 14.4% . وبالنسبة لعدد الزوار المشاعر المقدسة بلغ عدد الركاب من الحجاج والمعتمرين 10 مليون راكب في 2015 ومن المتوقع أن يتضاعف في السنوات القادمة خاصة بعد الانتهاء من مشاريع توسعة الحرمين الشريفين الضخمة الجاري تنفيذها حالياً.
ورحب الحمدان بالشراكة مع الجهات والشركات الأميركية للاستثمار في القطاع الأمر الذي سيعود بالنفع على البلدين والشعبين، في ظل منظومة الملاحة الجوية السعودية التي تتوافق مع المعايير والقواعد القياسية الدولية المعمول بها في هذا المجال.
واستعرض معالي المهندس صالح الجاسر، الرئيس التنفيذي للخطوط الجوية العربية السعودية، المنجزات التي حققتها الشركة خلال الفترة الماضية، بتقديمها خدمات نقل جوي متوافقة مع روح وأصالة الثقافة الوطنية، وإسهامها في جعل صناعة الطيران من المعارف الراسخة بالمملكة، وأعلن معالي المهندس عن خطة استراتيجية طموحة وبرنامج تحول شامل تنفذه الشركة خلال السنوات الخمس القادمة، يهدف للوصول إلى طاقة استيعابية تستوعب 45 مليون راكب سنوياً يسافرون على متن أسطول يضم 200 طائرة بحلول العام 2020م. فضلاً عن خطة الشركة لاستثمار حوالي (60) مليار في الأسطول والتجهيزات والبنية التحتية لتقنية المعلومات.
مع مساعي دائمة للناقل الوطني لتدريب وابتعاث 5000 طالب إلى الولايات المتحدة الأمريكية من خلال برنامج خادم الحرمين الشريفين الـملك سلمان (بعثتك وظيفتك) بالتعاون مع وزارة التعليم العالي، حيث تم تخصيص 3000 بعثة لدراسة علوم الطيران، و2000 بعثة لدراسة صيانة الطائرات.
وفي الجلسة الحوارية الثانية التي ترأسها المهندس عبدالعزيز بن محمد البابطين، استعرض المتحدثون فرص الأعمال المتاحة في مجال الأغذية والصناعات، حيث تناولت الأستاذ نشوى طاهر، عضو مجلس إدارة شركة رضوى التجارية، واقع الاستثمار الأجنبي في صناعة الدواجن، مشيرة إلى أن المملكة تأتي ضمن الدول الأكثر استهلاكاً في العالم، ب42 كيلوجراماً للفرد على في السنة. وشارك في الجلسة السيد روستو مورات المدير العام لشركة كارجيل للأغذية والمكونات الحيوية الصناعية، والدكتور عبد الملك الحسيني الرئيس التنفيذي لشركة أراسكو، والسيد توماس تريمبل رئيس وحدة الأعمال الإستراتيجية لشركة المراعي، والدكتور حسن أحمد المستشار الزراعي للمملكة والبحرين في السفارة الأمريكية بالرياض. حيث تحدث الدكتور عبدالملك الحسيني، عن دور شركة أراسكو في دعم الأمن الغذائي في المملكة وعدد من دول المنطقة وأفريقيا، خصوصاً في مجال الأعلاف، وإنتاج الدواجن، والعمليات اللوجستية، وكذلك في المكملات والحلول الغذائية بالشراكة مع كارجل للأغذية، بالإضافة إلى جودة وأمان الغذاء بالشراكة مع شركة مارييه.
مشيراً إلى أن الشركة تتطلع دائماً إلى شراكات مؤسساتية تقوم على بناء وتعزيز قدراتنا في توفير حلول الأمن الغذائي، وعملياتها تقوم على الاحترام المتبادل مع المجتمعات الذي نعمل معها.
وأوضح الدكتور حسن أحمد مستشار وزارة الزراعة، أن المملكة تتمتع بأكبر أسواق منطقة الخليج باعتبارها المستورد الأكبر للمنتجات الغذائية والزراعية وأكبر مورديها في هذا المجال موجودون في أمريكا والبرازيل والأرجنتين والهند، لافتاً إلى أن الصادرات السعودية إلى أمريكا شهدت نمواً مستداماً في السنوات الخمس الأخيرة ووصلت إلى معدلات قياسية العام الماضي لتسجل 1.4 مليار دولار أي ما يعادل 8% من حصتها السوقية، وقال أن الإنتاج الأمريكي لديه قدرة كبيرة على الوصول للأسواق السعودية، لكن هناك متطلبات خاصة بالسوق، خصوصاً متطلبات اللحوم الحلال والأعلاف.
والمملكة تتمتع بسوق متطور فيما يتعلق بالصناعات الغذائية، والطلب في هذا القطاع ينمو بشكل متسارع، ومع السماح للأجانب بملكية 100% لمشاريعهم في المملكة، من المتوقع أن يشهد السوق السعودي المزيد من النمو في هذا المجال.
وذكر الدكتور حسن أنه تم مؤخراً إنهاء برنامج إنتاج القمح الذي دام 30 عاماً، وذلك بسبب شح المياه في المملكة، وسيتم إيقاف دعم برنامج إنتاج الأعلاف بحلول العام 2019م مما سيفتح المجال أمام موردي الأعلاف الأمريكيين وتشجيع المستثمرين السعوديين على الاستثمار في أمريكا، كذلك توفير الدعم للمستثمرين من وراء البحار للاستفادة من الفرص التي يوفرها السوق السعودي.
من جهته، قال توماس تريمبل، رئيس وحدة الأعمال الاستراتيجية بشركة المراعي، تعتبر شركة المراعي من أهم العلامات المميزة وتمتاز بالنمو المستدام ولها تجربة مبهرة في إنتاج الأغذية. وهي تعد عملياً أكبر شركة منتجات ألبان عالمياً. وأوضح توماس أن الشركة تستثمر 30% من العائدات على رأس المال واستعرض فرص الاستثمار الواعدة في صناعة الأغذية السعودية. وقال إن الشركة تعمل باستمرار على توفير فرص العمل للشباب السعودي ودعم خطط المملكة لتوطين الوظائف في مختلف القطاعات الصناعية.
من جانبه تحدث السيد روستو مورات تركسيوجلو، مدير عام شركة كارجيل للأغذية والمكونات الحيوية الصناعية، مشيراً إلى أن نمو السكان المستمر يمنح المملكة ميزة تنافسية هامة وفرصة واعدة لتطوير صناعة المعجنات والمشروبات الخفيفة، مع تدني أسعار الطاقة والبنية التحتية ما يجعلها بيئة جاذبة للاستثمارات.
وأضاف أن الشركة بحثت عن شريك في المملكة يشاركها ذات القيمة والرؤى، ويشكل شريكاً مثالياً لها في المملكة، وقد وقع الاختيار على شركة أراسكو حيث ستجتمع خبرات كارجيل وقدرات أراسكو الهائلة، وستبدأ العمليات في النصف الثاني من العام الحالي، وسنقوم بتقديم طيف واسع من الحلول المبتكرة للصناعات الغذائية ذات القيمة العالية لتطوير منتجات أفضل وأكثر جودة.
وخلال حفل الغداء خاطب الحضور المتحدث الرسمي صاحب السمو الأمير عبدالله بن فيصل بن تركي سفير خادم الحرمين الشريفين في الولايات المتحدة الأمريكية، وتطرق سموه إلى مواطن القوة في الشراكة السعودية الأمريكية على المستوي التجاري والاقتصادي بين البلدين، مشدداً على عمق العلاقة بين البلدين وداعياً إلى تطويرها بما يخدم مصلحة الطرفين. وعقب ذلك تحدث السيد تيم ليندر كينج نائب رئيس البعثة في السفارة الأمريكية في الرياض والذي أشاد بدوره بالتطورات العديدة في مجالات الشراكة التجارية والاقتصادية بين الدولتين الشقيقتين.
الجدير بالذكر أن أكثر من 70 متحدثاً شاركوا في جلسات المنتدى التي حضرها ما يزيد على 1.000 من كبار المسؤولين وصناع القرار في المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، والذين سيعملون معاً لتوفير ما يلزم من معلومات لجعل أصحاب القرار فى كلا البلدين مطلعين على أحدث تطورات و تقنيات الأعمال الحديثة واكتشاف الفرص التجارية في الأسواق السعودية والأمريكية، بالإضافة إلى التعريف بالإصلاحات التنظيمية في أجهزة القطاع العام وحديث الحقائق الاقتصادية والأرقام عن مؤشرات اداء هذه القطاعات. كذلك، سيناقش المنتدى فى محطته الاخيرة امكانية طرح مبادرات أعمال فعالة لتكون قاعدة متينة ومستمرة لشراكة ثنائية تعزز التعاون المستقبلي بين البلدين.
أضف تعليق