في وقت تتسبب فيه أزمة كورونا بفجوات مالية ضخمة لدى حكومات الاقتصادات الناشئة، يبدو أن نتائج انتخابات أمريكا تحمل الحل للأزمة.
وحسب رويترز، ارتفعت سندات وعملات الأسواق الناشئة بعد أن كشفت الانتخابات الأمريكية عن أن الديمقراطي جو بايدن صار أكثر قربا من الفوز بالبيت الأبيض.
ويقول محللون إن الزيادة في الإقبال على المخاطرة بين المستثمرين بعد انتخابات الرئاسة الأمريكية هذا الأسبوع ستسفر على الأرجح عن فورة في الاقتراض في نهاية العام من جانب حكومات الدول النامية.
وتراجعت العملة الأمريكية إلى قاع شهرين، مما جعل الأسواق الناشئة أكثر جاذبية بالنسبة للمستثمرين بغير الدولار.
ويُنظر إلى احتمالات تهدئة بايدن حرب دونالد ترامب التجارية مع الصين باعتبارها مؤشرا إيجابيا آخر.
ارتفاع إصدارات السندات
وقال محللون في مورجان ستانلي في مذكرة اليوم الجمعة “بالنظر إلى خلفية السوق المواتية لذلك، نتوقع ارتفاع المعروض (من إصدار الديون) خلال الأسابيع المقبلة”.
وتوقعوا إصدار ديون سيادية بقيمة 25 مليار دولار وما قيمته 5 مليارات أخرى من مبيعات الديون شبه السيادية قبل نهاية العام.
وتأتي الفورة في وقت تتسبب فيه أزمة فيروس كورونا في فجوات مالية ضخمة لدى الحكومات.
وكان المحللون قد توقعوا بالفعل أن يتساوى إجمالي إصدار ديون الأسواق الناشئة مع الرقم القياسي البالغ 620 مليار دولار الذي باعت به الحكومات والشركات في 2017 أو يتجاوزه.
وقال تيم آش من بلوباي أسيت مانجمنت “مع تراجع ضغط الائتمان هذا، يجب أن تميل الحكومات إلى أن تأتي بجموعة كبيرة من الإصدارات، إذ لا يزال يبدو أن العام المقبل سيكون شديد الصعوبة”.
وأضاف آش أن الانتعاش هذا الأسبوع شهد قفزة للشراء من جانب المستثمرين المتصيدين للعوائد، والذين لا يشترون عادة ديون الأسواق الناشئة.
المزيد من الديون
وأظهرت دراسة لصندوق النقد الدولي في الآونة الأخيرة أن العقد الماضي شهد الزيادة الأكبر والأسرع والأوسع نطاقا في الديون بالدول النامية في آخر 50 عاما.
وأشارت حساباته إلى أن إجمالي ديون الأسواق الناشئة زاد 60 نقطة مئوية من الناتج المحلي الإجمالي.
في حين خلصت تقديرات معهد التمويل الدولي إلى أنها زادت عشر نقاط في وقت سابق من العام لتصل لمستوى غير مسبوق عند 230% من الناتج المحلي الإجمالي للأسواق الناشئة بصفة عامة.
وفي الوقت الذي تواجه فيه بعض الدول العجز الضخم في الموازنة، فمن المشجع بالنسبة للدول استغلال انخفاض تكاليف الإقراض.
وقال رئيس أبحاث الأسواق الناشئة لدى يو.بي.إس مانيك ناراين “من الواضح أن هوامش الائتمان تتقلص هذا الأسبوع، لذا فإن التكلفة أقل (بالنسبة لمقترضي الأسواق الناشئة) لأن يأتوا ويصدروا ديونا الآن”.
وقال “لكن إذا كان من الأفضل أن يقوموا بذلك الآن أو ينتظروا للربع الأول من العام المقبل.. لست متأكدا تماما”، في إشارة إلى احتمالات دفع مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي أسعار الفائدة العالمية للنزول بمزيد من التحفيز.