اخبار سياحة

مسندم.. طبيعة جغرافية فريدة ووجهة واعدة للسياحة البحرية

زارها 68,8 ألف سائح على متن 55 سفينة سياحية عملاقة

تتميز محافظة مسندم بطبيعة جغرافية فريدة من نوعها سواء من خلال الموقع الجغرافي أو التكوين الجيولوجي الذي أتاح لها منذ القدم أن تكون معبرا للسفن التجارية، وحديثا ناقلات النفط العملاقة إلى جانب السفن السياحية وسفن نقل المسافرين حيث تمثل الطبيعة الصخرية للمحافظة بأخوارها العديدة موانئ طبيعية تبحر عبرها هذه السفن أو تتوقف فيها كمحطة عبور رئيسية حيث شهد ميناء خصب إقبالا كبيرا في السنوات الماضية- خاصة بعد التوسعة التي شهدها- من خلال عبور أعداد هائلة من السفن السياحية العملاقة التي تتوقف فيه كمحطة رئيسية ضمن برنامج سياحي تم وضعه مسبقا ليجد السائح نفسه أمام خيارات عديدة للتجول في طبيعة ساحرة بمناظرها الجميلة من شطآن وجبال وأخوار إلى جانب المعالم الحضارية.

معلم سياحي

كما تستقطب الطبيعة التضاريسية للمحافظة اليخوت والسفن السياحية المحلية والعالمية ما بين المتوسطة والكبيرة والعملاقة حيث يستهوي السياح هنا تحديدا الغوص لمشاهدة الشعاب المرجانية الفريدة من نوعها إلى جانب التخييم سواء في مناطق الأخوار أو المناطق الجبلية إلى جانب الاستمتاع بالصيد ومشاهدة الدلافين التي تكثر في الأخوار والتي باتت معلما سياحيا مهما يجتذب السياح.

معالم طبيعية

وإلى جانب السياحة البيئية تميل بعض الأفواج السياحية إلى نظام الجولات السياحية البرية التي تستمر ليوم أو نصف يوم حيث تنظم هذه الجولات وفق شركات متخصصة بمرشدين سياحيين يأخذون السائح في جولة في أهم المعالم الطبيعية والحضارية في المحافظة حسب الجدول المعد مسبقا إلى جانب ما يتم تنظيمه من فقرات تراثية تعريفية تستعرض موجزا لتاريخ المحافظة وأهم الملامح والعادات والتقاليد إلى جانب العرض الحي لأهم الأكلات الشعبية والأدوات التراثية المختلفة واستخداماتها.

مقومات سياحية

وعليه تعكف وزارة التراث والسياحة إلى دعم هذا القطاع والترويج له مع مكتب محافظ مسندم بكافة الطرق والوسائل وذلك لوضع المحافظة على خريطة السياحة المحلية والعالمية حيث سعت وزارة التراث والسياحة إلى الترويج للمقومات السياحية بالمحافظة عن طريق إعداد كتيبات وخرائط وإرشادات تهم السائح القادم للمحافظة بما يخدم الهدف الأسمى الذي تسعى إليه ويحقق رؤية 2040م بإبراز المقومات السياحية وجعل سلطنة عمان وجهة سياحية عالمية ومعتمدة.

(عمان ) التقت مريم بنت أحمد دلك الشحية رئيسة قسم الترويج السياحي بإدارة التراث والسياحة بمحافظة مسندم وحاورتها حول إمكانيات المحافظة في استقبال السفن السياحية الكبيرة والعملاقة وأهم ما يتم تقديمه للترويج للمحافظة كوجهة سياحية عالمية حيث بدأت بالحديث عن عدد الشركات والمؤسسات العاملة في تنظيم الرحلات السياحية في مسندم ودورها في الترويج للسياحة قائلة: إن الشركات السياحية المحلية تصل إلى (72) شركة سياحية مشيرة إلى أن الشركات السياحية لديها أنشطة ومسارات مهيأة ومن خلالها تتيح للسائح فرصة الاستمتاع بالمقومات السياحية وذلك عن طريق رحلات السفاري والرحلات البحرية، ومن هذا المنطلق يبدأ السائح بنقل صورة مشرفة عن المحافظة بشكل خاص وسلطنة عمان بوجه عام.

تزايد أعداد السياح

وحول السفن السياحية التي زارت ميناء خصب تقول رئيسة قسم الترويج السياحي بإدارة التراث والسياحة: يشهد ميناء خصب تزايدا كبيرا عاما بعد عام في أعداد السفن السياحية بمختلف أنواعها وأحجامها حيث وصل عدد السفن السياحية خلال الموسم السياحي لعامي 2022-2023م، بمعدل (55) سفينة سياحية عملاقة متعددة الأحجام والأسماء أهمها سفينة (mainchef6) حيث كان عدد زيارات رسوها في الميناء ما يقارب (13) زيارة وسفينة (MCSOPERA) بمعدل (22 ) زيارة للموسم السياحي ووصل عدد زوار الميناء القادمين عبر السفن السياحية (68.805) سائحين.

رافد اقتصادي

وحول إسهام قطاع السفن السياحية في رفد الاقتصاد بشكل عام وخصب بشكل خاص بوجه عام تقول مريم بنت أحمد دلك الشحية رئيسة قسم الترويج السياحي بإدارة التراث والسياحة بمحافظة مسندم: إن سلطنة عمان تتيح للعالم فرصة للقدوم والتمتع بما تحتويه من مقومات وتاريخ عريق وتعتبر محافظة مسندم جوهرة السلطنة لما تحتويه من تضاريس ومعالم تجذب انتباه القادم إليها ومن هذا المنطلق فإن قطاع السفن يسهم بانتعاش الأسواق المحلية ووسائل النقل وكذلك الاستفادة تصل لأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة وهي تعتبر بوابه لرفع العائد لهذه الأسر المنتجة حيث مع الإقبال الكبير الذي تشهده المحافظة مؤخرا فإنها شهدت تناميا كبيرا في أعداد الشركات السياحية والمكاتب المنظمة لاستقبال الأفواج السياحية وعليه فإن ذلك أدى إلى إيجاد العديد من فرص العمل وإتاحة الفرصة للشباب والأسر المنتجة إلى جانب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة للاستفادة من هذا الإقبال السياحي خاصة في المواسم السياحية المزدهرة التي تشهدها المحافظة التي تتمثل في الموسم الصيفي والشتوي حيث نجد حركة اقتصادية نشطة مع وجود الإمداد المتمثل في الظهير الاقتصادي النشط لميناء خصب الذي يعد أكبر موانئ محافظة مسندم وأكثرها استقبالا للسفن السياحية وبالتالي يمكن القول: إن قطاع السياحة يعد رافدا رئيسيا للاقتصاد المحلي في المحافظة.

دعم الحرفيين

مضيفة رئيسة قسم الترويج السياحي بإدارة التراث والسياحة: لقد قامت هذه الإدارة متمثلة بوزارة التراث والسياحة بالتنسيق مع غرفة تجارة وصناعة عمان بمحافظة مسندم والشركات السياحية بتوفير عدد من الأكشاك لدعم الحرفيين وأصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لعرض منتجاتهم الحرفية على امتداد أرصفة الميناء عند قدوم السفن السياحية العابرة.

ترويج سياحي

وفيما يتعلق بالترويج للمقومات السياحية في المحافظة فإن الوزارة سعت على إعداد مواد ترويجية (كتيبات وخرائط وإرشادات تهم السائح القادم للمحافظة) إلى جانب إقامة الفعاليات والمهرجانات المختلفة والمسابقات الرياضية والترفيهية بتنظيم من مكتب محافظ مسندم الذي أطلق حملة ترويجية ضخمة بالتعاون مع مختلف المؤسسات الحكومية والخاصة ذات الصلة كما يتم الترويج من خلال بعض المؤثرين الإعلاميين لإظهار مختلف المناطق والمناظر السياحية بمحافظة مسندم إلى جانب الترويج لمختلف الخدمات.

إن طبيعة التكوين الجيولوجي لمحافظة مسندم يعد بحد ذاته رأس مال استثماريا يمكن العمل على تنميته من خلال الدراسة المستفيضة لطبيعة التركيب الصخري والساحلي لها وتطوير الموانئ لتكون هناك موانئ متخصصة لاستقبال السفن السياحية واليخوت إلى جانب انطلاق الرحلات البحرية منه ليكون هناك نوع من التخصص في العمل السياحي إلى جانب تطوير وتنمية منطقة الظهير الاقتصادي لهذه الموانئ لتكون منطقة متكاملة الخدمات السياحية من مكاتب السفر والسياحة إلى جانب المؤسسات الإيوائية وغيرها من الخدمات التي تعد إمدادا يسهم في تقوية هذا القطاع وهذا ما تأمل محافظة مسندم في تحقيقه خلال السنوات القادمة خاصة مع تزايد أعداد السياح المحليين والعالمين في المواسم السياحية.