تقارير

مستقبل “أوبك ” .. التداعيات المحتملة لانسحاب قطر

أعلنت قطرفي سلسلة من التغريدات أنها ستترك منظمة أوبك في الأول من يناير لعام 2019، وذلك بعد  قرابة 60 عامًا من العضوية.توجه الدوحة أثار جملة من التساؤلات حول التداعيات المحتملة للقرار على أسواق النفط .

توقع محللون اقتصاديون ألا يؤثر قرار قطر الانسحاب من منظمة الدول المصدرة للنفط “أوبك” بصورة ملحوظة على سوق النفط العالمية ومصالح بقية دول التكتل. ، نظرا إلى تصريحات الجانب القطري بأنه سيواصل الالتزام بتعهداته خارج أوبك”. ولفتوا إلى أنه  رغم محدودية انعكاسه على أسعار النفط ، غير أنه سيؤدي إلى تشتت مواقف دول الشرق الأوسط حول أسعار الطاقة، حيث سيكون لدى كل من إيران وقطر والعراق، وحتى فنزويلا مواقف خاصة بها

وبالنظر إلى إمكانية زيادة قطر إنتاجها النفطي، لفتوا إلى أنها إن قررت، فلن يؤثر سلبا أيضا على السوق العالمية، لاسيما وأن أن البلاد لا تملك ما يكفي من الإمكانيات لزيادة إنتاجها من النفط، إذ أنها التزمت بخفض الإنتاج بكمية 30 ألف برميل يوميا بموجب اتفاق وقعته ضمن أوبك مطلع 2017، وفي أكتوبر الماضي خفضت إنتاجها بمقدار 40 ألف برميل يوميا، “وهو ما يشير إلى وجود صعوبات تواجهها قطر أمام زيادة الإنتاج ,فضلاً عن كونها ا ليست من الدول الفاعلة في قطاع النفط، خاصة وأن السعودية وروسيا أعلنتا الاستمرار في التعاون لخفض إنتاجهما من الزيت الثقيل، خلال قمة العشرين، وأوضحت شبكة “فوكس نيوز” الأمريكية، أن السعودية وروسيا هما من يسيطران على صناعة النفط في العالم، لذا فخروج قطر لن يؤثر كثيرا، ولن يؤدي لزيادة الأسعار، التي زادت بالفعل بعد إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عن التوافق مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان على تمديد الاتفاق بشأن تخفيض إنتاج النفط

وبحسب التقرير الشهري للمنظمة، فإن إنتاج قطر خلال أكتوبر الماضي ارتفع بواقع 14 ألف برميل يومياً، في حين بلغ إنتاج قطر خلال الشهر ذاته 609 آلاف برميل يومياً.وانضمت قطر إلى “أوبك” بعد عام من تأسيسها في 1960، وهي منظمة عالمية تشكلت لتنظيم الأسعار والمعروض من النفط في السوق العالمية، وتضم 12 دولة

وأعلنت دولة قطر الاثنين، انسحابها من عضوية منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك)، وذلك اعتباراً من مطلع يناير 2019. وقال سعد بن شريدة الكعبي، وزير الدولة لشؤون الطاقة، خلال مؤتمر صحفي، إنه تم إبلاغ أوبك بالقرار، موضحاً أنه يعكس رغبة قطر بتركيز جهودها على تنمية وتطوير صناعة الغاز الطبيعي. وأضاف أنها تسعى لتركيز جهودها أيضاً “على تنفيذ الخطط التي تم إعلانها مؤخراً لزيادة إنتاج الدولة من الغاز الطبيعي المسال من 77 إلى 110 مليون طن سنوياً”.وتابع الكعبي: “عكفت قطر خلال السنوات الماضية على وضع ملامح استراتيجية مستقبلية ترتكز على النمو والتوسع في قطر وخارجها”.

وأكد أن “تحقيق أهدافنا الطموحة يتطلب الكثير من التركيز والالتزام في تطوير وتعزيز مكانة قطر العالمية الرائدة في إنتاج الغاز الطبيعي المسال”.وأشار إلى أن “قطر ستظل تعتز بمكانتها العالمية في طليعة الدول المنتجة للغاز الطبيعي، وكأكبر مُصدر للطاقة النظيفة من الغاز الطبيعي المسال، وهو ما أتاح لها أن تحقق اقتصاداً قوياً ومنيعاً”

أسواق النفط تفاعلت سريعاً مع القرار  , قفزت أسعار النفط الخام بأكثر من 4.54%

القرار القطرى جاء قبل يوم واحد  من اجتماع أوبك ” في 5 ديسمبر بمقرّ المنظمة بالعاصمة النمساوية فيينا، لاتخاذ قرار نهائي لخفض الإنتاج من عدمه في 2019. في سبيل تحقيق الاستقرار في سوق عانت من أسوأ شهر لها منذ أكثر من عقد، ووافقت أوبك وحلفاؤها، بما في ذلك روسيا، عام 2016 على خفض الإنتاج بنحو 1.8 مليون برميل يومياً للحد من وفرة النفط عالمياً الذي أدى إلى انخفاض سعره إلى أقل من 30 دولاراً بعد أن وصل سعره إلى 100 دولار.

 

وبهذا تكون قطر أول دولة شرق أوسطية تغادر أوبك.حيث أن هناك ثلاث دول غادرت المنظمة، من بينها دولتان عادتا بعد الانسحاب، فقد غادرت الاكوادور عام 1992 بعد أزمة اقتصادية وسياسية، وبقيت عضويتها معلقة حتى عام 2007، وأيضاً غادرت الغابون عام 1995 ولكنها عادت عام 2016، وعلقت إندونيسيا عضويتها عام 2016 بعد أن أصبحت بلداً مستورداً للنفط.

مستقبل أوبك أصبح مبهما وغير مضمون، وهناك مخاوف من انسحاب المزيد من الأعضاء، فعلى الرغم  من أن قطر ليست دولة رئيسية في تصدير الغاز، إلا أنها في طريقها لإنتاج أكثر من 6 ملايين برميل من النفط يوميا، بحلول عام 2022