يضع الائتمان الكربوني للشركات رصيدا طنا واحدا من ثاني أكسيد الكربون، ويكون لها الحق في انبعاثه عبر أنشطتها، فما هو الائتمان الكربوني؟
إذا تمكنت من إدارة الائتمان الخاص بك بشكل رشيد، فتستطيع تحقيق عدد كبير من الأشياء الإيجابية في حياتك مثل تسديد الرسوم الدراسية الجامعية أو تجديد سيارتك، ولكنك في المقابل إذا لم تحسن استغلاله يمكن أن تكون العواقب وخيمة للغاية.. وفي هذه الحالة أنت من سيقع عليك الضرر بسبب عدم الإدارة الرشيدة، ويكون البنك مستفيدا إذا نجحت في تسديد ديونك والوفاء بالغرامات الموقعة عليك.
مع الفارق فإن الائتمان الكربوني يضع للشركات في أرصدتها طنا واحدا من ثاني أكسيد الكربون أو كمية مكافئة من غاز دفيئة مختلف، ويكون لها الحق في انبعاثه من خلال أنشطتها، ولكنها إذا لم تنجح في إدارة الأمور بحكمة لا تجعلها تتجاوز هذا الرصيد، فإنه سيتعين عليها شراء أرصدة الكربون لتعويض انبعاثاتها.
وإذا كنت في الشكل التقليدي للائتمان مستفيدا في حالة الإدارة الجيدة، والبنك قد يستفيد لاحقا من الغرامات التي توقع عليك في حال عدم الإدارة الرشيدة، فإن البيئة في الائتمان الكربوني مستفيدة من كل الاتجاهات، ففي حال التزام الشركات، فمعنى ذلك أنه سيحدث انخفاض في الانبعاثات، وفي حال عدم التزامها واتجاهها لشراء أرصدة الكريون، فإن ذلك سوف يتيح تمويلا يمكن استخدامه لتمويل مشروعات الطاقة المتجددة وحماية الغابات ومشروعات إدارة التحريج في جميع أنحاء العالم.
وظهر مصطلح “الائتمان الكربوني” لأول مره عام 1997، حيث طورته الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ (IPCC) التابعة للأمم المتحدة لتقليل انبعاثات الكربون في جميع أنحاء العالم ، وذلك اتفاقية عام 1997 المعروفة باسم بروتوكول كيوتو، وحددت الاتفاقية أهدافًا ملزمة لخفض الانبعاثات للبلدان التي وقعت عليها، و اتفاقية أخرى ، تُعرف باسم اتفاقيات مراكش ، حددت القواعد الخاصة بكيفية عمل النظام.
ويتم توزيع (ائتمانات الكربون) على مختلف البلدان بناء على تقديرات الانبعاثات المحتملة لكل دولة، وبمجرد تحديد الحصص، يمكن توزيعها محليا بشكل أكبر من قبل كل دولة.
والفكرة الرئيسية هي أن الشركات التي تتبع نهجا صديقا للبيئة ستعمل على خفض انبعاثاتها. وهذا بدوره سيخلق فائضاً الائتمان الكربوني يمكنهم إعادة بيعه لشركات أخرى، وذلك من شأنه أن يجبر الشركات التي تنتج كميات عالية من التلوث على أن يكون لها تكاليف تشغيل أعلى، مما يضطرها إلى وضع سلبي تنافسي.
قمة المناخ في جلاسكو
لن تتوقف قمة المناخ في جلاسكو نهاية أكتوبر الحالي عند فكرة الرصيد الكربوني للشركات أو المؤسسات، بل تسعى لخطة كونية لحماية الأرض من أضرار التغير المناخي الذي يهدد البشرية جمعاء.
الزراعة
سيؤثر الاحتباس الحراري بشكل خطير على الزراعة؛ وسوف تؤثر درجات الحرارة المرتفعة، والحشائش الضارة المتزايدة، والحشرات الضارة سلباً على بعض أنواع المحاصيل الزراعية.
ومن المحتمل أيضًا أن يؤدي الاحتباس الحراري إلى نقص الغذاء العالمي، وبالتالي سيكون من الصعب الحصول على الغذاء المحلي لأن الزراعة في الإمارات ستعاني من المزيد من المياه المالحة -غير الصالحة للزراعة-.
المدن
ومن الطبيعي أن ينخفض استهلاك الطاقة فيما يتعلق بالسخانات في فصل الشتاء بسبب الاحتباس الحراري، ومع ذلك ستزداد الحاجة إلى مكيفات الهواء في فصل الصيف.
وسيزداد أيضا استخدام المياه واستهلاك الطاقة بشكل كبير لأغراض التبريد في المناطق الحضرية؛ ومن المفترض أن تتماشى البنية التحتية في المدن الساحلية المنخفضة مع ارتفاع مستويات سطح البحر.
لذلك ستكون طموحات قمة المناخ هذا العام بدون سقف، عسى ان يتفق ويتوافق المشاركون “نحو 197 دولة” على خطة حياد كربوني آمنة، كما أعلنت الإمارات قبل أيام من القمة.