تقارير رئيسي

ماجد الفطيم ..مسيرة عطاء لاتنسى

شاءت الأقدار  أن تُغلق أخر صفحات مسيرته المعطاءة، ويسدل الموت الستار على رحلة كفاحه، ليرحل هو ويبقى سيرته عامرة  بالدورس والنجاحات..إنه رجل الأعمال الإماراتي، ماجد الفطيم مؤسس «مجموعة ماجد الفطيم»، والتى تعد من كبرى الشركات القابضة، وتمتلك مراكز التسوق ومحال التجزئة ومؤسسات ترفيهية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

 

البداية والنشأة

فلم يكن الفطيم  نموذجًا لرجل المال والأعمال الناجح فحسب، بل كان أحد أهم الشخصيات البارزة، صاحبة الأيادي البيضاء والأعمال الجليلة.

بدأ حياته العملية موظفًا في بنك عمان، الذي أصبح فيما بعد بنك المشرق، نشأ في عائلة تجارية حيث يعمل والده وعمه في تجارة الأخشاب والأقمشة واللؤلؤ.

 

لكنه استطاع أن يقنع عائلته في بداية الخمسينات، باستيراد 50 سيارة من نوع “تويوتا”، تم بيعها بأسرع مما توقعا وحققت لهما أرباحًا جيدة، مما دفع حمد ومحمد الفطيم إلى دعم ماجد وإنشاء شركةٍ جديدة بينه وبين ابن عمه عبد الله سميت حينها باسم الوالدين (شركة حمد ومحمد الفطيم).

 

في عام 1955 سافر ماجد إلى طوكيو، ليعود ومعه توكيل سيارات “تويوتا”، الذي بدأ به عمله الخاص وحقق فيه نجاحًا كبيرًا لفت إليه الأنظار.

 

وفي عام 1992، كانت النقلة النوعية في حياة الفطيم المهنية، وذلك عندما أسس مجموعة “ماجد الفطيم القابضة”، المتخصصة في مجال تطوير وإدارة مراكز التسوق، والمدن المتكاملة ومنشآت التجزئة والترفيه على مستوى الشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا لتبدأ مسيرة حافلة بالنجاح والعطاء والتميز.

 

اليوم، تمتلك وتدير المجموعة 13 فندقًا و27 مركزًا تجاريًا، أبرزها (مول الإمارات) في دبي، و(مول مصر) في القاهرة، فضلًا عن أربعة مشاريع مدن متكاملة بالإضافة إلى العديد من المشاريع قيد الإنشاء.

 

كما تمتلك رخصة حصرية لتشغيل سلسلة الـ”هايبر” ماركت للشركة الفرنسية (كارفور) في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ووسط آسيا.

 

وعن إدارة المجموعة يشغل ابنه طارق عضوية مجلس الإدارة، بينما يدير أفراد من خارج العائلة الشركة القابضة التي تنشر إيراداتها وأرباحها سنويًا.

 

وتعتبر مجموعة ماجد الفطيم الشركة الأم لعدد من الأعمال التجارية الرائدة كشركة تمويل متخصصة بإصدار عدد من البطاقات الائتمانية الاستهلاكية مثل بطاقتي نجم وفوياجر، وشركة متخصصة بالأزياء والأناقة تدير عددًا من أبرز الأسماء والعلامات التجارية في عالم الأزياء والموضة مثل Abercrombie & Fitch وAllSaints وlululemon athletica.

 

كما تعتبر مجموعة ماجد الفطيم الشركة الأم لوحدة أعمالٍ خاصة بالعناية والرعاية الصحية تضمّ شبكة مراكز City Centre Clinics.

 

وتشغل المجموعة شركة إدارة المرافق Enova من خلال مشروع مشترك مع شركة Veolia العالمية الرائدة في مجال إدارة الموارد البيئية.

 

وتمتلك المجموعة حقوق متجر LEGO وAmerican Girl المعتمد في منطقة الشرق الأوسط كما أنها تعمل في قطاع الأطعمة والمشروبات من خلال شراكةٍ استثنائية مع شركة Gourmet Gulf.ويمتلك الفطيم 13 فندقًا، بما في ذلك فندق كمبينسكي مول الإمارات في دبي، والذي يضم 393 غرفةً في منتهى الرفاهية.

الأعمال الخيرية

أما أعماله الخيرية، فتندرج ضمن مؤسسته الخاصة «ماجد الفطيم الخيرية»، التي تتوزع إسهاماتها الإنسانية على كل القطاعات الخيرية، من برامج رعاية صحية، وإفطار الصائمين في رمضان، وبناء مساكن للمحتاجين، بالإضافة إلى مساعدة الفقراء وبناء المساجد. وبلغت قيمة تبرعاتها السنوية نحو 23 مليون دولار أميركي (85 مليون درهم) توزعت بين برامج الرعاية الصحية، وإفطار الصائمين وبناء المساكن للمحتاجين، وبرامج التوعية الصحية.

وأطلق الفطيم مجموعة من المبادرات لخدمة مجتمعه كان من أبرزها إعلانه الأخير عن توفير 3000 فرصة عمل للمواطنين كمساهمة في برنامج “نافس” التي أطلقتها حكومة الإمارات.

إذ أعلنت الشركة التزامها ومشاركتها في تنفيذ سلسلة من المبادرات التي تركز على تطوير التقدم المهني للكوادر الوطنية، وتماشيًا مع أهداف برنامج “نافس” الذي يدعو مؤسسات القطاعين العام والخاص إلى المساهمة عمليًا في تعزيز وتنمية القوى العاملة الوطنية على المدى البعيد.

كذلك، أعلنت المجموعة، اعتزامها توسيع نطاق برنامجها لتنمية واستقطاب المواهب الإماراتية بهدف توفير المزيد من الفرص المهنية لمواطني الدولة عبر قطاعاتها المتعددة في دولة الإمارات وخارجها.

وجاءت هذه المبادرة من شركة “ماجد الفطيم” بهدف تذليل العقبات وتحفيز المزيد من مواطني الدولة على العمل في القطاع الخاص، كما تعد الشراكة مع برنامج “نافس” خطوة حاسمة لمؤسسات القطاع الخاص لتعزيز مساهمتها في دعم “مشاريع الخمسين” على مستوى دولة الإمارات.

كما حرصت المؤسسة على تقديم الدعم لكافة المبادرات التي تعنى بعمل الخير، منها دعمها لبنك الإمارات للطعام، وذلك عبر كافة قطاعات أعمال شركة ماجد الفطيم، وذلك عبر دعم البنك بفائض الطعام والمنتجات الغذائية من كافة أسواقها وفنادقها، بالإضافة إلى تبني الشركة رسالة البنك المجتمعية عبر كافة قنوات الدعاية والإعلان لديها، لتوعية المجتمع بشأن قيمة حفظ الطعام.

كما أطلقت المؤسسة حملة خيرية بهدف إدخال السعادة والبهجة على قلوب الأطفال الأكثر احتياجاً خلال موسم الأعياد، حيث خصصت صناديق للتبرع بالهدايا في أماكن بارزة داخل مراكز التسوق التابعة لها والتي يبلغ عددها أكثر من 20 مركزاً موجودة في كل من الإمارات والبحرين وعمان ومصر ولبنان، لتتيح الفرصة أمام الزوار للمشاركة في منح السعادة للأطفال وإسعاد كل طفل محتاج خلال موسم الأعياد.

ولم تبخل المؤسسة بتقديم التبرعات كل عام للمؤسسات الخيرية تجاوزت الملايين لكثير من المؤسسات منها مؤسسة الهلال الأحمر الإماراتية. كما تعاونت المؤسسة مع وزارة الصحة في حملات متتالية امتدت لسنوات للتوعية بأمراض القلب والأوعية الدموية، حيث استضافت فحوص قلب وقائية مجانية للنساء على امتداد مراكز تسوقها في العديد من الدول، لإجراء فحوص للنساء واتخاذ قرارات صائبة بشأن صحتهن.

ولدعم القضاء على مرض التيتانوس في المواليد والأمهات، دخلت المؤسسة في شراكة مع شركة «بروكتر آند جامبل» لدعم حملة «بامبرز- يونيسيف» لجمع مليون لقاح لدعم الحملة العالمية الهادفة إلى القضاء على المرض في جميع أنحاء العالم. ومن أنشطتها على الصعيد المحلي، دخلت مجموعة ماجد الفطيم في شراكة في «مشروع التشابه» لدعم العمال في الدولة وتوفير دورات تدريبية جماعية لهم، وتزويدهم بحقائب رعاية صحية تحتوي على دواء لتخفيف آلام العضلات.

وتواصلت تبرعات المؤسسة للمستشفيات في الدولة، منها تبرعات تجاوزت 25 مليون درهم لقسم العناية المركزة للأطفال الحديثي الولادة في مستشفى لطيفة، من خلال إضافة 16 سريراً، كما تبرعت بأكثر من 15 مليون درهم لتأسيس مركز غسيل الكلى الجديد في مستشفى الفجيرة، كما تبرعت بمبلغ مليون درهم لكسوة 25 ألف طفل، دعماً لحملة كسوة مليون طفل محروم حول العالم.

وأطلقت المؤسسة سياسة عمل لحماية حقوق العمال في جميع مشروعاتها، وتشجيع الشركات الإقليمية على اعتماد أفضل الممارسات بشأن معاملة العمال. وتضع هذه السياسة الخطوط العريضة لالتزاماتها المتعلقة بحقوق العمال، ويتضمن ذلك دفع الأجور في مواعيدها، وحق العامل في الإجازة السنوية، وتوفير المسكن المناسب.

وشيدت المؤسسة عشرات المساكن للمواطنين في مختلف إمارات الدولة بالتعاون مع العديد من البلديات بعشرات الملايين، فضلاً عن مشاريع لإنشاء العديد من المساجد بملايين الدراهم.

وتواصل عطاء المؤسسة في الأعمال الخيرية، حيث كثفت تعاونها مع مختلف وزارات الدولة منها وزارة الصحة، حيث ساهمت في تأسيس مركز غسيل الكلى الجديد بمستشفى الفجيرة، بعد أن تكفلت المؤسسة بتشييده وتجهيزه، وذلك ضمن برامجها وأعمالها الخيرية في إطار مسؤوليتها المجتمعية، حيث يضم المركز 18 وحدة لغسيل الكلى حديثة ومجهزة بشكل متكامل، ويعمل المركز بطاقة استيعابية تقدر بنحو 180 مريضاً. كما تبرعت المؤسسة بحوالي مليون درهم لفائدة لجنة الأسر المتعففة بأم القيوين التابعة لجمعية دار البر في دبي.