اخبار

لندن ترفع درجة التأهب القصوى استعدادا للاستفتاء

من الصعب العثور على غرفة خالية في أي فندق بالعاصمة البريطانية لندن أو منطقة كناري وارف أحد أشهر المناطق التجارية في بريطانيا، اليوم الخميس.

استأجرت المؤسسات المالية كل الغرف لتسكين العاملين الإضافيين الذي ستحتاج إليهم للعمل في هذه الليلة الفريدة.

وستبقى غرف العمل المخصصة لهذا الحدث في مدينة لندن مضاءة طوال ليلة الاستفتاء، في الوقت الذي تستعد فيه الشركات لنتائج الاستفتاء وما يمكن أن يكون أكثر يوم دراماتيكي للتعاملات المالية منذ انهيار بنك ليمان براذر الأمريكي الذي أدى لوقوع الأزمة المالية العالمية عام 2009.

وضاعفت مؤسسة هارجرافيز لانسداون، أكبر سوق للتمويل في بريطانيا، فريق عمل التعاملات المالية ثلاث مرات، واستعانت بموظفين جدد للمساعدة في الأعمال المكتبية وزيادة ساعات العمل لمساعدة عملاءها للاطلاع على كل ما يحدث.

وعمدت شركات أخرى إلى زيادة مستوى العاملين، مع الكثير من عمليات الاستبدال لعدد من الموظفين العاديين في الدوام الليلي بآخرين من العاملين المميزين في ساعات العمل الصباحية، والذين سيواصلون العمل حتى الليل.

تقلبات

وكان هناك الكثير من الأيام الاستثنائية الأخرى للجنية الاسترليني، نجمت عن صدمات في النظام المالي على مر السنين.

كان هناك يوما عام 1992 عندما أُجبر الاسترليني على الخروج من آلية سعر الصرف. بالإضافة إلى أسابيع كاملة من التقلبات أثناء أزمات الائتمان ومنطقة اليورو.

وكان هناك عدد قليل جدا لمثل هذا الحدث الكبير في الأسواق، بحسب جيريمي سترتش، رئيس استراتيجية العملات الأجنبية في “سي اي بي سي” أسواق رأس المال.

وقال :” لقد بحثنا بجهد عن حدث مشابهة، ولكن لم يكن هناك أيا منها”.

غير مستقر

وسنلتمس العذر لمن يراقب الموقف بشكل عابر، إذا ما اعتقد أن أسواق العملة كانت مشغولة بشدة خلال الأشهر الماضية، وحدث هذا بسبب نقص إجراءات التعامل.

على مدى الأسبوعين الماضيين، شعر المتعاملون بالقلق حول القيمة العادلة للجنيه الاسترليني، والحفاظ على حجم التجارة في العملة حول أقل من المعتاد بنسبة 25 بالمئة.

وقال سترتش : “كان هناك ندرة في السيولة (حجم التعامل) والتحركات كانت متقلبة وبلغ مستوى لتذبذب درجات عالية في الأسابيع القليلة الماضية.”

وإذا كان هناك نتيجة واضحة، يمكن أن تفتح الباب على مصراعيه وقد ترتفع السيولة.

وقد لا يتضح هذا على الفور. وحذرت البنوك الاستثمارية الكبرى العملاء من محدودية السيولة أو قدرتهم على الشراء أو البيع ، نظرا لأن الجميع سيسعى لجمع الأموال في نفس الوقت.

قوة

بنك انجلترا (البنك المركزي في انجلترا) يراقب الموقف. وقال في محضر اجتماع سياسته النقدية الأخير أنه سيراقب الوضع بقوة أكبر من المعتاد.

ووفقا لبيان الاجتماع فإن “هيئة تنظيم مراجعة الاحتياط المالي للمؤسسات المالية الكبرى في البنك المركزي سوف تضمن وجود السيولة الكافية لدى المؤسسات، بما في ذلك في العملات الأجنبية”.

وتشكل التجارة في الجنيه عادة ما يقرب من 15 بالمئة من سوق العملة العالمي، البالغ خمسة تريليونات دولار في اليوم، ما يجعلها رابع أكثر العملات تداولا.

حظر التجارة

ولكن بعض اللاعبين الصغار، هؤلاء الذين يتعاملون في معاملات تجارية أصغر وغالبا ما تكون شخصية، سيكونون أكثر هدوءا ليلة الإعلان عن نتائج الاستفتاء.

لقد أوقفوا التعامل تماما، نظرا لزيادة الشكوك.

بعض الشركات التي تتخصص في التحويلات الخارجية قيدت التجارة قبيل التصويت، كما عُلقت التحويلات من بلدان أخرى إلى الاسترليني، اليوم الخميس وحتى إعلان النتائج صباح غدا الجمعة.

في مكتب البريد، سجلت مبيعات العملة ارتفاعا 36 بالمئة في شهر يونيو/ حزيران الجاري أكثر من الماضي، وزادت صفقات المتعاملين عبر الإنترنت 154 بالمئة مقارنة بالعام الماضي.