تقارير

لماذا تبدو “أمازون ” الأقرب لتخطى حاجز التريليون دولار ؟

تمضى أمازون عملاق التجارة الإلكترونية فى طريقها نحو تخطى قيمتها السوقية حاجز التريليون دولار وذلك عقب تجاوز القيمة السوقية للشركة حاجز 900 مليار دولار  وتسجيلها أرباحاً فصلية قياسية بقيمة 2.5 مليار دولار لتؤكد تفردها  دون أي منافسة تذكر بنصيب الأسد في السوق الأميركية منذرة بإزاحة أبل و مايكروسوفت صاحبتي أعلى قيمة سوقية في وول ستريت

هناك العديد من العوامل التي ساعدت شركة أمازون في فرض سيطرتها على مجال التجارة الإلكترونية الذي بدأته بالكتب في عام 1997، ومن هذه العوامل: التطورات المستمرة التي تجريها الشركة،والهوس بأنظمة الأتمتة، واستراتيجيات التسعير، وفي خلال العام القادم ستساعد هذه العوامل أيضًا أمازون في السيطرة على مجال جديد لها وهو مجال الإعلانات الرقمية.

 

“أمازون” تستحوذ على نصف السوق فى أميركا بنهاية في 2018

وبالأرقام وحسب دراسة لـ eMarketer، من المتوقع أن تستحوذ “أمازون” على نصف سوق التجارة الإلكترونية في الولايات المتحدة نهاية في 2018، وستصل مبيعات الشركة إلى ما يقارب 260 مليار دولار هذا العام، مرتفعة 30% عن العام الماضي.جاوز

أما منافسو “أمازون”، فيأتي في المركز الأول EBAY بنسبة لا تتجاوز 7% من سوق التجارة الإلكترونية الأميركية، ثم “أبل” بـ3.5%، تليهما كل من home depot و best buy و macy’s و Costco، بنسب ضئيلة لا تتعدى 3%.

وتعتبر مبيعات الإلكترونيات نقطة قوة “أمازون”، حيث تستحوذ على أكثر من ربع مبيعاتها، تليها الملابس والإكسسوارات بأكثر من 15%.

وحقق مهرجان التسوق السنوي أو ما يعرف بالـ prime day، مبيعات تفوق 4 مليارات دولار خلال يوم ونصف اليوم فقط، واجه فيها المتسوقون مشاكل تقنية تعزى للضغط الهائل على الشبكة، لكنها لم تؤثر على شهيتهم للتسوق.

الشركة تتوقع ربحا تشغيليا بين 1.4 مليار و2.4 مليار دولار في الربع الثالث

وتتوقع الشركة ربحا تشغيليا بين 1.4 مليار و2.4 مليار دولار في الربع الثالث، بما يتجاوز تقديرات المحللين البالغة 843 مليون دولار.وارتفعت إيرادات أمازون لخدمات الانترنت (أمازون ويب سيرفسيز)، وحدة الخدمات السحابية السريعة النمو لشركة أمازون، بنسبة 49 بالمئة إلى 6.11 مليار دولار، لتفوق متوسط التقديرات البالغ ستة مليارات دولار، وفقا لتومسون رويترز آي/بي/إي/إس.

وقفزت أرباح تشغيل أمازون ويب سيرفسيز 80 بالمئة إلى 1.64 مليار دولار، مما عزز أرباح الشركة بأكملها التي وصلت إلى مثلي التوقعات البالغة 2.50 دولار للسهم.وزاد صافي مبيعات الشركة في أمريكا الشمالية، أكبر أسواقها، 43.8 بالمئة إلى 32.17 مليار دولار في الربع الثاني من العام. وسجلت الشركة التي تتخذ من سياتل مقرا لها ارتفاعا نسبته 39 بالمئة في صافي المبيعات الإجمالية ليصل إلى 52.89 مليار دولار، بما يقل عن متوسط تقديرات المحللين البالغ 53.40 مليار دولار.

وارتفع إجمالي نفقات التشغيل 33.7 بالمئة إلى 49.90 مليار دولار.وزاد صافي ربح الشركة إلى 2.53 مليار دولار أو 5.07 دولار للسهم في الربع الثاني المنتهي في 30 يونيو حزيران، من 197 مليون دولار أو 40 سنتا للسهم قبل عام.

 

أمازون تدخل قطاع الرعاية الصحية

 

وأعلنت شركة أمازون أنها اشترت صيدلية بيلباك الإلكترونية بمليار دولار، وفقًا لصحيفة نيويورك تايمز. وهزت هذه الأخبار قطاع الأدوية الذي تصل قيمته إلى نحو 560 مليار دولار. وانخفضت أسهم شركات الأدوية ذات الملكية العامة مثل والجرينز ورايت-إيد وسي في إس بنسبة 9.4% و13% و9.2% على التوالي.

بيلباك فريدة في مجال الصيدلة، وخلافًا لمنافساتها، لا تملك مخازن، إذ تسلم الأدوية عبر البريد. وبدلًا من تغليف أدوية الزبون وفقًا للوصفة الطبية (عقار واحد لمدة شهر في زجاجة وعقار آخر في زجاجة أخرى، مثلًا)، تعبئ بيلباك الأدوية وفقًا للجرعة.

من جهة أخرى، يبدو أن مؤسس الشركة jeff bezos ، وبعد أن أوصل الشركة إلى ما فوق السحاب، بدأ تركيزه الحالي ينصب على إيصال الشركة إلى الفضاء، فمشروعه الرائد Blue Origin يهدف إلى ارسال السياح إلى الفضاء، وقد بات المشروع في مراحل اختباره الأخيرة.

أمازون تخطط لزيادة حصتها بسوق الإعلانات الرقمية في عام 2019

لشق طريقها إلى قطاع تسيطر عليه أكبر الشركات التقنية بشكل ساحق -مثل عملاقة البحث جوجل وأكبر منصة تواصل اجتماعي بالعالم فيسبوك- تقوم أمازون بتحركات جديدة إلى إعلانات مبرمجة ذاتية الخدمة. حيث تخطط الشركة لقضاء العام القادم بقوة في توسيع بنيتهم التحتية التي ستساعدهم في إقناع المزيد من العلامات التجارية لشراء مساحات إعلانية على مواقعها الإلكترونية (مثل IMDb) وكذلك من خلال منصة الإعلان الخاصة بها. ولتحقيق هذه الأهداف ستعمل أمازون مع شركات التكنولوجيا، والوكالات الرقمية، وشركات الإعلام لبناء منصات تجعل شراء إعلانات أمازون أمراً سهلاً مثل ملء عربة التسوق عبر موقعها الإلكتروني.

يستعد مجال صناعة الإعلانات للتغيير، حيث تدعم منصة دبل كليك DoubleClick التابعة لشركة جوجل شراء الإعلانات التي تظهر في محركات البحث على ياهو ومايكروسوفت بينغ Microsoft Bing، كما تعمل على بناء نفس القدرات للتعامل مع إعلانات أمازون التي سيتم إطلاقها في وقت لاحق من هذا العام.

على الرغم من طموحات أمازون الكبيرة، فإن فيسبوك وجوجل يتمتعان بسيطرة كبيرة على سوق الإعلانات الرقمية في الولايات المتحدة، ولكن منافسين مثل أمازون وسناب شات بدأوا مشاركتهم في حصتهم السوقية.

وفقًا لتقرير من شركة الأبحاث إي ماركيتر eMarketer من المحتمل أن تتراجع حصة جوجل وفيسبوك من احتكار إيرادات الإعلانات الرقمية في الولايات المتحدة إلى 55.8 % بحلول عام 2020 بعدما كانت 56.8 % هذا العام، وستزداد حصة أمازون إلى 4.5 % بعدما كانت 2.7 % هذا العام.

والأهم من ذلك أن حصة شركتي جوجل وفيسبوك من إيرادات الإعلانات الرقمية الجديدة آخذة في الانخفاض أيضًا ففي هذا العام سيحصلون على ما يقرب من 48 % من إجمالي نفقات المعلنين الجديدة. وبالمقارنة فإن هذا الرقم كان حوالي 73 % في عام 2016.

لم يواجه كل من جوجل وفيسبوك مطلقًا مثل هذا الأمر من قبل، فمن المرجح أن تقوم أمازون -التي تعتبر خامس أكبر مشغل إعلان رقمي وفقًا لقائمة موقع eMarketer- بالاستحواذ على نسبة 2.7 % من سوق الولايات المتحدة هذا العام. ولكن بحلول عام 2020 من المتوقع أن تقفز شركة أمازون إلى المركز الثالث بالاستحواذ على نسبة 4.5 % متفوقةً على شركتي مايكروسوفت وشركة Oath -التي تضم شركتي ياهو وAOL والتابعة لشركة الإتصالات الأمريكية Verizon- مع مبيعات تبلغ قيمتها 6.4 مليار دولار من مبيعات الإعلانات الرقمية في الولايات المتحدة.

 

من الواضح أن شركة أمازون ستتغلب بالفعل على هذه التوقعات، حيث توقعت شركة eMarketer أن أمازون ستحقق 3.7 مليار دولار من عائدات الإعلانات العالمية هذا العام، ولكن تقرير أمازون الذي صدر في 26 أبريل الماضي  أشار إلى أن مجموع مبيعات أعمالها الإعلانية بلغ 2.03 مليار دولار في الربع الأول وحده، كما أفادت شركة أمازون أن مبيعات الإعلانات لديها تشمل إيرادات أخرى.

وكالات الإعلان الآن تعتمد على الملاحظات والبيانات التي تقدمها منصة إعلانات أمازون وتقارنها مع ما تقدمه شركة جوجل العملاقة في هذا المجال، حيث تقول شركة فورستر Forrester للأبحاث: “إن شركة أمازون أغنى من أي منافس آخر من حيث معلومات الشراء والبيانات السلوكية”.

تعتبر أمازون أكثر درايةً بما يشتري المستهلكين من أي منصة أخرى. حيث توجد ميزة تكمن في حقيقة أنها لا تحتاج إلى إغلاق الحلقة من خلال اتمام عملية بيع الإعلان فقط إنما من خلال قراءة البيانات الكاملة مثل تحديد وقت مشاهدة أحد الأشخاص لإعلان عبر الإنترنت ومتى أدت هذه المشاهدة إلى عملية شراء فعلية، لذلك تتميز شركة أمازون بتقديمها حلقة بيع الإعلانات الرقمية كاملة.