تفتح زيارة الأمير محمد بن سلمان ولي العهد لبريطانيا ، آفاقا جديدة لزيادة التعاون الاقتصادي بين البلدين فزيارة الأمير ستتضمن جدول أعمال مزدوج ، كرئيس لبعثة تجارية مربحة، والثانية كقائد عربي يبحث عن الدعم الغربي في جملة الإصلاحات الجذرية التي قام بها في المملكة.
صفقات متوقعة بـ100 مليار دولار
على الصعيد الاقتصادى من المتوقع أن تشهد الزيارة الرسمية الأولى للأمير محمد بن سلمان كولي للعهد صفقات بـ100 مليار دولار بحسب ما أفادته صحيفة فاينانشل تايمز وهي تشمل اتفاقيات مع القطاع الخاص ومذكرات تفاهم. حيث تسعى الدولتان للتعاون في مجال التكنولوجيا والتعليم والأمن.وتشمل كذلك تأسيس مجلس للشراكة الاستراتيجة من شأنه قيادة الاستثمارات السعودية في بريطانيا خلال الأعوام العشرة المقبلة.
وقال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في مقابلة حصرية مع صحيفة “تليغراف Telegraph” البريطانية، إنه يأمل في أن تكون الشركات البريطانية قادرة على الاستفادة من التغيرات العميقة التي تحدث في بلاده، بعد إتمام مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي”.
وأوضح ولي العهد قائلاً: “نحن نعتقد أن السعودية بحاجة إلى أن تكون جزءاً من الاقتصاد العالمي. إن الشعب بحاجة إلى أن يكون قادراً على التحرك بحرية، كما أننا بحاجة إلى تطبيق المعايير المماثلة لبقية دول العالم”.
وأردف قائلاً: “بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ستكون هناك فرصٌ ضخمة لبريطانيا نتيجةً للرؤية 2030”.
وتقدم بورصة لندن عرضاً قوياً للفوز بطرح أرامكو ، إلا أنها تواجه منافسة قوية من مقدمي العروض الآخرين، خاصة نيويورك التي تحظى بتأييد الرئيس الأميركي، دونالد ترمب.
ومن المتوقع أن تتطرق المناقشات إلى الاكتتاب العام المبدئي المقرر لشركة “أرامكو” السعودية العملاقة للطاقة، وفقا لما ذكره عدة مسؤولين، حيث تتنافس بورصة لندن مع نيويورك وهونج كونج للتسجيل الدولي المحتمل من قبل الشركة، ولكن من الممكن أيضا أن ينتهي الاكتتاب العام بقائمة محلية فقط أو بيع خاص.
غير أن الوزير الجبير الذي وصف العلاقات البريطانية السعودية بأنها “صادقة وصريحة”، لم يذكر تفاصيل عن خطط أرامكو السعودية.
وأشار الجبير إلى أن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست) في عام 2019 لن يؤثر على رؤية الرياض لبريطانيا كوجهة استثمارية، ووصف بريطانيا بأنها واحدة من “القوى العظمى” في العالم.
ولفتت الصحيفة إلى أن جولة الأمير محمد بن سلمان الأولى في الخارج منذ أن ولي العهد في السعودية تهدف إلى الترويج للمملكة كوجهة تجارية آمنة.
في السياق، قال مايكل ستيفنس الباحث في المعهد الملكي للخدمات المتحدة، إن “الرحلة تهدف في المقام الأول إلى تعزيز الثقة في الإصلاحات الاقتصادية التي يقوم بها ولي العهد، وتعزيز الشعور بأن السعودية مكان جيد للاستثمار”.
العلاقات الاقتصادية السعودية – البريطانية
يجمع كل من السعودية وبريطانيا العديد من القنوات المشتركة لتبادل الخبرات سواء من خلال الزيارات الرسمية أو الوفود التجارية المتبادلة على مستوى القطاعين العام والخاص.
ويعد “حوار المملكتين” برئاسة وزيري الخارجية في البلدين إحدى القنوات المهمة، باجتماعاته الدورية بالتناوب في البلدين؛ لمناقشة التحديات التي تواجه المملكتين وللحوار والتواصل وتبادل الرؤى على كل الأصعدة والاتفاق على تنفيذ برامج تعاون ثنائية بين الجانبين في كافة المجالات المتاحة،
كما يمثل مجلس الأعمال السعودي البريطاني بمجلس الغرف التجارية الصناعية السعودية -باجتماعاته الدورية- قناة مهمة أخرى لتعزيز وتطوير حجم التعاون القائم بين البلدين بما يخدم المصالح المشتركة للجانبين في المجالات المتعلقة بالاقتصاد والتجارة والاستثمار.
وتعد المملكة السعودية شريكا رئيسيا لبريطانيا باعتبارها أكبر سوق في المنطقة للدول الاقتصادية الكبرى، وتشير الإحصاءات الخاصة بحجم التبادل التجاري إلى زيادة الصادرات السعودية إلى بريطانيا نسبيا، حيث بلغت نحو 5 مليارات ريال، بخلاف الارتفاع الملحوظ للصادرات البريطانية للمملكة والتي وصلت إلى نحو26 مليار ريال عام 2016م.
وتمثل المواد البترولية ومشتقاتها أهم الصادرات السعودية إلى بريطانيا من حيث القيمة، وتليها معدات النقل وماكينات توليد الكهرباء والبلاستيك الخام وماكينات التصنيع العامة. وتتصدر ماكينات توليد الطاقة ومعداتها الصادرات البريطانية من حيث القيمة إلى المملكة السعودية، بالإضافة إلى قطع غيار الطائرات والسيارات والحديد والصلب.
أما في جانب الاستثمارات الأجنبية في المملكة السعودية فتحتل بريطانيا المرتبة الثانية بعد الولايات المتحدة الأمريكية ويقدر حجم استثماراتها المباشرة والمشتركة نحو 72 مليار ريال من ضمنها مساهمتها في 200 مشروع مشترك. بينما يقدر حجم الاستثمارات السعودية في بريطانيا بنحو 21.6 مليار ريال.
وتشير التوقعات إلى أن المملكة المتحدة يمكن أن تصدر سلع وخدمات الطاقة المتجددة إلى السعودية بأكثر من 300 مليون جنيه استرليني بحلول عام 2023، وقد وقعت شركة الترفيه البريطانية Vue International شراكة لفتح 30 دار سينما في السعودية. كذلك تمتد العلاقات بين الدولتين إلى قطاع السياحة حيث إن لندن أكثر مدن أوروبا الغربية التي يقصدها الخليجيون ويمثل السعوديون 20% منهم وينفقون نحو 2400 جنيه استرليني في كل زيارة. ومن المتوقع أن ترتفع الزيارات من السعوديين إلى بريطانيا بـ20% بحلول 2020. كذلك نحو 100 ألف بريطاني يزورون السعودية كل سنة من بينهم نحو 24 ألف بريطاني يقصدون مكة المكرمة للحج والعمرة.
زيارة مصر .. تأسيس صندوق استثماري بقيمة 16 مليار دولار
زيارته لبريطانيا هى الثانية بعد مصر والتى تضمنت توقيع عدة اتفاقات اقتصادية في قطاعات مختلفة، كان أبرزها التوقيع على اتفاق معدل لإنشاء صندوق مصري سعودي للاستثمار بين صندوق الاستثمارات العامة في المملكة العربية السعودية ووزارة الاستثمار والتعاون الدولي في مصر، ، وتأسيس صندوق استثماري مصري سعودي بإجمالي مبلغ ١٦ مليار دولار لضخ الاستثمارت السعودية في تلك المشروعات فى عدد من محافظات مصر، على أن يتم اختيار المشروعات من خريطة مصر الاستثمارية التي أعدتها وزارة الاستثمار والتعاون الدولي بالتنسيق مع باقي الوزارات والهيئات الحكومية.
مشروع «نيوم السعودي» الذي تشارك فيه مصر بألف كيلو متر من سيناء
ستشارك مصر بألف كيلو متر مربع من أراضيها في جنوب سيناء لتكون جزءاً من مشروع مدينة “نيوم” السعودية العملاقة التي أعلنت عنها المملكة في أكتوبر الماضي، بحسب مقاله مسؤول سعودي، اليوم الإثنين، لوكالة رويترز.
وفي أكتوبر الماضي، كان قد أعلن ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، عن خطة إنشاء منطقة “نيوم”، التي تمتد لأول مرة بين ثلاث دول هي السعودية ومصر والأردن، باستثمارات تبلغ 500 مليار دولار.
وتقع المنطقة شمال غرب المملكة، على مساحة 26.5 ألف كيلو متر مربع، وتطل من الشمال والغرب على البحر الأحمر وخليج العقبة بطول 468 كيلو متراً، ويحيط بها من الشرق جبال بارتفاع 2500 متر.
وبحسب ما أعلنه بن سلمان، فإن المشروع سيركز على 9 قطاعات استثمارية متخصصة، على أن تنتهي المرحلة الأولى منه في 2025.
وخلال الشهر الماضي، بدأت الحكومة السعودية إرساء عقود تطوير منطقة نيوم الاقتصادية، وطلبت من شركات بناء محلية تشييد خمسة قصور هناك.
وتتفاوض الرياض حاليا مع 7 شركات سياحة والملاحة السياحية وتهدف إلى بناء موانئ خاصة باليخوت.
ومن المقرر أن تشارك مصر من خلال تطوير منطقتي شرم الشيخ والغردقة..
الجولة الأمريكية.. يعقد الأمير محادثات مع شركتي أبل وأمازون
كما سيتوجه محمد بن سلمان، الذي يبلغ من العمر الى باريس قبل أن ينهي جولته بزيارة واشنطن في 19 مارس.
وستشمل الجولة الأمريكية لولي العهد السعودي اجتماعا مع الرئيس دونالد ترامب وزيارات إلى وول ستريت وكاليفورنيا.
وكانت زيارة الرئيس ترامب إلى الرياض في العام الماضي أثمرت عن صفقات بمئات المليارات من الدولارات أهمها الاستثمارات السعودية في الولايات المتحدة.
ومن المقرر أن يعقد الأمير محمد بن سلمان محادثات مع شركتي أبل وأمازون حول صفقات معهم لفتح منافذ ومراكز بيانات في المملكة.
من جانبه، قال سام بلاتيس، الرئيس التنفيذي لشركة مينا كاتاليستس، للاستشارات، إن “ولي العهد يحاول بشكل استباقي إعادة توجيه الاقتصاد حول صناعات المعرفة الجديدة، ويهدف هذا إلى جذب الدراية الأمريكية كمحرك لمساعدة أجندته”.
أضف تعليق