تقارير

كيف تمكنت أرامكو من امتصاص صدمات انخفاض النفط ؟

تمكنت أرامكو من ترسيخ مكانتها بالسوق النفطية من خلال قدرتها على على امتصاص صدمات الأسعار حيث كشف  تحليل أن الشركة تعتبر الأكثر قدرة على مقاومة انخفاض أسعار النفط، مقارنة بأبرز منافسيها، وذلك اعتمادا على حسابات الشركة عام 2016.

ويأتي هذا الاستنتاج في ظل انخفاض تكاليف الإنتاج للشركة، حيث تتركز عملياتها الرئيسية في دولة واحدة فقط وهي السعودية وعدد موظفيها أقل من عدد موظفي منافسيها، على الرغم من أنها أكبر منتج للنفط في العالم. فحسب المؤشرات تراجعت أرباح أرامكو  21% مقارنة بتراجع تجاوز 50% لشركة “إكسون موبيل” بالوقت الذي وصل فيه سعر برميل النفط إلى 27 دولارا عام 2016.

وأ ظهرت الحسابات أن أرامكو كانت الشركة الأكثر ربحية في العالم ، حيث حققت 33.8 مليار دولار من الدخل الصافي خلال الأشهر الستة الأولى من عام 2017

وتتمتع أرامكو بتدفقات نقدية عالية جدا لكن نظام الشركة الضريبي السابق لا يبقي لديها كثيرا من الأرباح، إذ إن الحكومة السعودية تقتطع نحو 20% من الإيرادات بصورة مباشرة، كما يتم اقتصاص نحو 85% من أرباح الشركة بصورة ضريبة دخل وتدفع أرامكو للحكومة عوائد على المساهمين من نسبة الـ 15% المتبقية من الأرباح.

لذلك يتوقع أن يرفع قرار الحكومة السعودية بخفض ضريبة شركة أرامكو السعودية من 85% إلى 50%، صافي دخل الشركة بنحو 300%، وهو ما سيعزز قيمتها

وفى إجراء وصف بأنه يعيد التوازن لأسعار النفط الخام الآسيوي القياسي أعلنت أرامكو السعودية أنها بصدد تعديل مرجعها التسعيري للنفط الخام الآسيوي، وذلك في محاولة لتعزيز الموثوقية الكليّة للآلية المتّبعة لديها في أعمال التسعير.

وقال نائب رئيس أرامكو السعودية للتسويق والمبيعات وتخطيط الإمداد، أحمد السبيعي: “إننا نعمل على إعادة التوازن إلى خامنا الآسيوي المرجعي حتى نضمن ارتكازه إلى سوق واسعة ونابضة بالحياة. ومن شأن إدراج سعر بورصة دبي للطاقة لخام عُمان أن يكون مكملًا لسعر وكالة بلاتس الحالي لخام دبي بهدف إتاحة رؤيةٍ أفضل لعملائنا لديناميكيات الأسعار”. وأضاف السبيعي “هدفنا الرئيس هو ضمان أن يعكس مرجعنا التسعيري قوى السوق، ويخضع لضوابط تنظيمية جيدة، وأن يكون قابلًا للتنبؤ به. ونحن على ثقة من أن سعر بورصة دبي للطاقة لخام عُمان، والمقترن بسعر وكالة بلاتس لخام دبي، سيحقق الغرض المرجو منه”.

 

يُشار إلى أن المرجع التسعيري المتبع في أرامكو السعودية منذ فترة طويلة هو متوسط تقديرات وكالة بلاتس لخامي دبي وعُمان. ومن شأن المرجع الجديد للشركة إحلال سعر بورصة دبي للطاقة لخام عُمان محل سعر وكالة بلاتس لخام عُمان اعتبارًا من 1 أكتوبر 2018م، ومن ثمّ إنشاء مزيج من الخامين الآسيويين الرئيسين القياسيين.

 

تخطط أرامكو السعودية لتعزيز الاستثمارات في أنشطة التكرير والبتروكيماويات لضمان أسواق جديد لخامها وترى أن نمو قطاع الكيماويات محوري لاستراتيجيتها الخاصة بأنشطة المصب لتقليل خطر تباطؤ الطلب على النفط حيث  تشير الخطط المعلنة لشركة أرامكو، إلى أنها ستزيد طاقة الإنتاج، وستضيف مئات آلاف البراميل إلى السوق العالمية بدءاً من يوليو الحالي.

وقال عبد العزيز الجديمي النائب الأعلى للرئيس للتكرير والمعالجة في أرامكو لرويترز إن الشركة العملاقة ماضية في مشروعات بمليارات الدولارات في الصين والهند وماليزيا وتسعى للانتهاء من شراكة جديدة العام الحالي.

وتابع أن أرامكو تخطط لزيادة طاقة التكرير إلى ما بين ثمانية وعشرة ملايين برميل يوميا من حوالي خمسة ملايين حاليا ومضاعفة إنتاج البتروكيماويات بحلول 2030.

ومن أجل تحقيق أهدافها، دخلت أرامكو في مشروع مشترك مناصفة مع ثلاث مصاف هندية لبناء مصفاة تضم منشآت بتروكيماويات على الساحل الغربي للهند بتكلفة أربعة مليارات دولار بطاقة 1.2 مليون برميل يوميا.

وقالت أرامكو أنها ستأتي بشريك استراتيجي للمشاركة في حصتها البالغة 50 بالمئة في مشروع مصفاة هندية.وتابع الجديمي أن ارامكو تعمل مع شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) لتأمين شراكة ستكون الأولى بين الشركتين الوطنيتين في مشروع دولي.

وتراهن الشركة على تنامي الطلب على الوقود في الهند وجنوب شرق آسيا، لكنها تتحول أيضا بشكل متزايد إلى البتروكيماويات، تحسبا لأن تكون توقعات الاستهلاك مغرقة في التفاؤل.  وبجانب الهند، تستحوذ أرامكو أيضا على حصة قدرها 50 بالمئة في مشروع بيتروناس الضخم رابيد في ولاية جوهور بجنوب ماليزيا. وتأمل أرامكو في أن يساعدها ذلك في الهيمنة على الإمدادات في الهند وماليزيا، وهما من أسرع الأسواق النفطية نموا في العالم بعد الصين، وحيث هناك إمكانات للنمو أكبر من مناطق أخرى أكثر تقدما. كما تتطلع إلى ثلاث مصاف منفصلة ومشروعات للبتروكيماويات في الصين

وفي أبريل نيسان، قالت أرامكو إنها تعمل على دمج أنشطة بتروكيماويات في وحدتها موتيفا، أكبر مصفاة في الولايات المتحدة. وتعزز أرامكو أيضا دورها في مجال التكرير في الصين، أحد أكبر عملائها.ولديها مشروع مشترك لمصفاة مع سينوبك وإكسون موبيل، وتجري محادثات مع سي.إن.بي.سي لإتمام صفقة شراء حصة في مصفاة في يونان طاقتها 260 ألف برميل يوميا.

وتتمثل إحدى ركائز خطة أرامكو في مجال الكيماويات في مشروع تبنيه في المملكة مع الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك)، رابع أكبر شركة منتجة للبتروكيماويات في العالم.

ويتضمن المشروع مع سابك، الذي يتكلف 20 مليار دولار، بناء مجمع لتحويل النفط الخام إلى كيماويات مباشرة، متجاوزا مرحلة التكرير. وقال الجديمي إن أرامكو ستتخذ القرار الاستثماري النهائي بنهاية 2019

وتسعى أرامكو السعودية من خلال هذه المشاريع العملاقة إلى مضاعفة قدراتها، والتحول من شركة لإنتاج النفط إلى عملاق صناعي يعمل في أنحاء العالم، حيث بدأت الشركة برنامجها الخاص للتحول الاستراتيجي قبل بضع سنوات، وهو يخضع للتطوير ليواكب رؤية المملكة 2030 التي سرعت من وتيرة تنفيذه.