تقارير

كيف تختلف ” سبارك” السعودية عن باقي المدن الصناعية ؟

تعتزم السعودية اليوم إطلاق مدينة الملك سلمان للطاقة ” سبارك ”  باستثمارات تقدر بنحو 1.6 مليار دولار على ثلاث مراحل ومن المتوقع انتهاء الأعمال الإنشائية لكامل المرحلة الأولى في عام 2021.

وتقع مدينة الملك سلمان للطاقة بين حاضرتي الدمام والأحساء، وسوف يتم تطويرها خلال ثلاث مراحل على مساحة إجمالية تبلغ 50 كيلومتراً مربعاً، تغطي المرحلة الأولى منها مساحة قدرها 12 كيلومتراً مربعاً.

وتعمل على إدارة المدينة شركة أرامكو_السعودية باستثمارات تقدر بنحو 1.6 مليار دولار (6 مليارات ريال) في تجهيز وإعداد البنية التحتية وبلغت نسبة الإنجاز في التصميمات الهندسية لكامل المشروع في مارس الماضي 90%، ومن المتوقع انتهاء الأعمال الإنشائية لكامل المرحلة الأولى في عام 2021.

ويجري تنفيذ مشروع “سبارك” على ثلاث مراحل، حيث تنفذ أرامكو حاليا المرحلة الأولى من المدينة، التي ستكون بالقرب من مدينة بقيق التي تحتضن أكبر مجمع للنفط في العالم. وتعمل “أرامكو السعودية” مع عدد من الشركات والمؤسسات الحكومية وشبه الحكومية لتنفيذ المدينة، أبرزها “سابك” و”هدف” و “مراسي” و”منشآت”، والهيئة العامة للاستثمار والصندوق الصناعي وهيئة المدن الصناعية “مدن”.

كما تم اختيار موقع المدينة بالقرب من خطوط السكك الحديدية التي تربط المدن السعودية والخط الحديدي للقطار الخليجي. وستكون المدينة على بعد 40 كيلومتراً من أرامكو وعلى بعد ساعة فقط من مطار الملك فهد الدولي بالدمام.

و ستضم المدينة ميناء جافاً وعشرة مراكز تدريب ومنطقة خاصة بالشركات المتوسطة والصغيرة بعد تهيئتها للعمل في المدينة، إضافة إلى تخصيص مساحات للمرافق السكنية والفندقية والتجارية.وتصل الطاقة الاستعابية  بالميناء البري الجاف إلى 8 ملايين طن سنويا، سيتم استيعابها في هذه المدينة، إضافة إلى القطارات.كما أن صيانة الآبار البترولية الخاصة بأرامكو ستنتقل من ظهران إلى مدينة “سبارك” وذلك لتعزيز الفرص الاستثمارية سواء للموردين أو الشركات.

ويعد الهدف من إنشاء هذه المدينة هو جذب الاستثمارات عبر توطين سلسلة الإمداد، وتصدير 30% من الإنتاج إلى الأسواق العالمية. وتستهدف توفير سلسلة الإمداد لخمسة قطاعات، هي: الإنتاج والتكرير والبتروكيماويات والكهرباء والمياه، حيث يقدر الإنفاق السنوي لدول مجلس التعاون على هذه القطاعات بأكثر من 100 مليار دولار، ما يعادل 375 مليار ريال.ويتم في الوقت الحالي التفاوض مع عدد من المستثمرين في إطار خطة لجذب أكثر من 120 استثماراً صناعياً في نهاية المرحلة الأولى.

ولعل ما يميز مدينة “سبارك” عن المدن الصناعية الأخرى، هو نوعية الصناعات التي تمتاز بها، بحيث تم تصميم هذه المدينة للقطاعات المساندة لقطاع الطاقة (بما يتعلق بالتكرير، والبتروكيماويات، والمعادن، وقطاع الطاقة الكهربائية التقليدية، وقطاع تكرير ومعالجة المياه).

وقال أحمد الغامدي مسؤول تطوير الأعمال، إن المدينة ستخلق 100 ألف فرصة عمل للشباب في السعودية، وستضيف عوائد للاقتصاد المحلي تقدر بنحو 6 مليارات دولار (22.5 مليار ريال) عند اكتمال جميع مراحل المدينة التي يجري في الوقت الراهن تنفيذ المرحلة الأولى منها.

قال الغامدي، أمام حشد من المستثمرين ورؤساء الشركات في منتدى “اكتفاء” الذي نظمته أرامكو السعودية في وقت سابق، والذي يستهدف توطين الصناعة ودعم المحتوى المحلي، في تصريحات نقلتها جريدة “الشرق الأوسط” إن سبارك ستكون قلب مجلس التعاون، وستصمم المدينة على أحدث النظم العالمية، وستكون على مقربة من سكك الحديد، كما ستكون على بعد 40 كيلومترا من أرامكو السعودية، وعلى بعد ساعة من مطار الملك فهد الدولي بالدمام، كما ستكون المدينة مواكبة لأحدث التقنيات.. وأضاف: “نعمل مع جهات حكومية وغير حكومية لتوفير جميع الخدمات في المدينة من إسكان وتسوق ومراكز خدمة”.

يشار إلى أنه تم حجز 60% من المرحلة الأولى من المدينة والتي تقدر مساحتها بـ13 كيلومترا مربعا من قبل شركات عالمية كبرى