تقارير

كورونا تضرب المطارات العالمية .. وبريطانيا تحتاج دعما عاجلا

جدد التراجع الشديد لنشاط السفر في الشهور الأخيرة الضغوط المالية على شركات الطيران والمطارات، وذلك بعد أن كانت متوقفة فعليا خلال أول جولة من إجراءات الإغلاق في بريطانيا بسبب فيروس كورونا وهي تواجه الآن شهرا آخر بدون إيرادات في جولة ثانية من الإغلاقات

مطارات بريطانيا

قال رئيس واحدة من أكبر مجموعات المطارات في بريطانيا إن المطارات وشركات الطيران في البلاد تحتاج دعما عاجلا لتفادي “مستقبل شديد القتامة” بسبب تجدد إجراءات الإغلاق في إنجلترا.

وقال شارلي كورنيش الرئيس التنفيذي لمجموعة مانشستر ايربورت في بيان اليوم “لا بد من تنفيذ حزمة دعم عاجلة”.

وأضاف أن إجراءات الإغلاق الجديدة في إنجلترا، والمقرر أن تبدأ يوم الخميس والتي تمنع السفر لأغراض الترفيه، ستجعل أجزاء من قطاع الطيران غير قادرة على الاستمرار.

فقدان 20 الف وظيفة

كان قطاع الطيران في بريطانيا يشهد ازدهارا قبل الجائحة. وكان النقل الجوي وما يرتبط به من نشاط سلاسل الإمداد إلى جانب وصول السائحين يدعم 1.6 مليون وظيفة ويشكل 4.5% من الناتج المحلي الإجمالي للمملكة المتحدة، بحسب دراسة أجراها الاتحاد الدولي للنقل الجوي (إياتا).

لكن أكثر من 20 ألف وظيفة فُقدت في شركات طيران بالمملكة المتحدة مثل الخطوط الجوية البريطانية (بريتيش إيروايز) وإيزي جيت، وفقد مطار هيثرو، الذي كان يوما ما الأكثر ازدحاما في أوروبا، مكانة الصدارة التي ذهبت إلى باريس.

ويلقي المسؤولون التنفيذيون في القطاع باللوم على قواعد الحجر الصحي لمدة 14 يوما التي فرضتها الحكومة، والبطء النسبي في السماح بأن تحل الاختبارات محل الحاجة إلى العزل، في تفاقم المتاعب.

خسارة  84 مليار دولار

بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد وتوقف حركة السفر تكبد شركات الطيران خسائر تزيد عن 84 مليار دولار، مما دفع بعض شركات الطيران لإعلان إفلاسهم
، وأعلن اتحاد النقل الجوي الدولي، وتشمل عضويته 290 شركة طيران، أنّ أرباح القطاع لن تزيد عن 419 مليار دولار، أي نصف ما كانت عليه عام 2019، وتعد هذه الخسائر أكثر حدّة ممّا كان متوقعاً في البداية، على الرغم من المؤشرات الأخيرة على عودة المسافرين للتنقّل جواً، وقال الاتحاد إنّ العام الحالي سيكون أسوأ عام مسجّل في التاريخ، لناحية الخسائر المادية في مجال الطيران.

كورونا

 أظهر بحث جديد يسلط الضوء على مدى الضرر الذي لحق بقطاع السفر والاقتصاد العالمي، أن انهيار الأعمال الذي شهده قطاع الطيران إثر جائحة كورونا قد يقضي على 46 مليون وظيفة في جميع أنحاء العالم، وقالت مجموعة عمل النقل الجوي، وهي تحالف لمنظمات صناعة الطيران يتخذ من جنيف مقراً له، إن أكثر من نصف الوظائف البالغ عددها 88 مليوناً التي يدعمها قطاع الطيران قد تُفقد مؤقتاً على الأقل، نتيجة للوباء ويتوقع الكثيرون في الصناعة ألا يتعافى السفر الجوي إلى مستوى العام 2019 حتى العام 2024.

وقد تصل خسائر الوظائف في شركات الطيران والمطارات وشركات الطيران المدني وحدها إلى 4.8 مليون وظيفة بحلول بداية العام المقبل، وهو ما يمثل انخفاضاً بنسبة 43٪ في التوظيف عن مستويات ما قبل الوباء، وفقاً للتقرير، الذي يستند إلى تحليل أجرته شركة أكسفورد إيكونوميكس، كما يمكن أن تُفقد أيضاً 26 مليون وظيفة أخرى في السياحة المتعلقة بالسفر الجوي، بينما تواجه حوالي 15 مليون وظيفة الخطر في الشركات التي تبيع السلع والخدمات لسلسلة التوريد للنقل الجوي أو للعاملين في صناعة الطيران.

انخفاض وظائف الخطوط الجوية

وقد تنخفض وظائف الخطوط الجوية بأكثر من 1.3 مليون، في حين أن النشاط الاقتصادي المدعوم بالطيران قد يتقلص بنسبة 52٪، ما يشكل خسارة بمقدار 1.8 ترليون دولار في الناتج المحلي الإجمالي العالمي، وسيكون للوباء “تداعيات بعيدة المدى على الصناعة لسنوات عديدة”، وفقاً للتقرير الذي يسلط الضوء على مدى اعتماد سبل عيش ملايين العمال على السفر الجوي العالمي، وقال التقرير إنه “كانت هناك انخفاضات في حركة الركاب بسبب الصدمات في الماضي، ولكن لم يحدث إغلاق شبه كامل للنظام العالمي”، مضيفاً أنه يتوقع أن يصبح عدد الركاب في العام 2020 أقل من نصف مستوى العام الماضي.

إياتا تفقد 1.7 مليون وظيفة في الشرق الأوسط

ستُفقد 1.7 مليون وظيفة في الشرق الأوسط في قطاع الطيران والقطاعات التي يدعمها في 2020 ويشكل هذا تقريبا نصف طاقة التوظيف المرتبطة بالطيران في المنطقة البالغة 3.3 مليون وظيفة، ستُفقد 323 ألف وظيفة في قطاع الطيران وحده في 2020 ويشكل هذا نحو 46 بالمئة من إجمالي عدد وظائف الطيران بالمنطقة البالغ 595 ألفا، مساهمة قطاع الطيران في الناتج المحلي الإجمالي بالمنطقة ستهبط بما يصل إلى 105 مليارات دولار، ويشكل هذا انخفاضا 49 بالمئة عن مستويات ما قبل الجائحة، إسهام قطاع الطيران في الناتج المحلي الإجمالي بالمنطقة يبلغ في العادة 213 مليار دولار، وغلق الحدود قلص هذا إلى 108 مليارات دولار.

وقال رئيس القسم المالي في “إياتا” برايان بيرس للصحافيين إن الضبابية بشأن موعد إعادة فتح الحدود هو العامل الرئيسي الذي يخيّم على حركة (الطيران) الدولية، وأضاف بيرس “وفق تقديرنا الآن لن نبلغ مستوى عام 2019 قبل 2024، أي بعد عام من توقعاتنا السابقة”، مشيرا إلى توقعات الشهرين السابقين. وتابع بالقول إن الفصل الثاني من هذا العام “سيشهد انتعاشا أبطأ مما كنا نأمل، وقد لمسنا ذلك بالفعل في مايو/أيار ويونيو/حزيران”، مشيرا إلى أن عودة كوفيد-19 أعاقت إعادة فتح الحدود في عدد من الدول.

توحيد الخطوات الصحية

دعا اتحاد النقل الجوي الدولي حكومات الشرق الأوسط إلى توحيد الإجراءات الصحية وتوفير فحوصات مجانية لفيروس كورونا المستجد بالإضافة إلى إلغاء فترة الحجر لتسهيل تعافي قطاع الطيران، وقال الاتحاد في بيان إن التطبيق غير المتسق لإجراءات الصحة والسلامة بالإضافة إلى القيود غير الضرورية المفروضة يثني المسافرين ويعيق استئناف النقل الجوي في المنطقة، وبحسب الاتحاد فإن فحوصات فيروس كورونا المستجد يجب أن تكون سريعة وصحيحة، مشيرة إلى انه لا يجب أن يكون هناك رسوم على الاختبارات الإلزامية بينما يجب أن تكون الفحوصات الاختيارية بأسعار معقولة.

وقامت عدد من دول الشرق الاوسط بتطبيق الاختبارات، لكن في العديد من الحالات فإن هذه الاختبارات لا تطابق المعايير التي حددها اتحاد النقل الجوي، وتتطلب بعض الحالات إجراءات فحوصات قبل المغادرة وعند الوصول بتكلفة تزيد عن 150 دولار، وحث الاتحاد أيضا الحكومات على تجنب إجراءات الحجر الصحي التي تقوم 28 دولة بتطبيقها، مؤكدا أن نحو 80% من المسافرين غير مستعدين للسفر في حالات يطلب فيها الحجر الصحي.

وكان الاتحاد أعلن في اوائل تموز/يوليو أن قطاع الطيران في الشرق الأوسط تضرر بشدة من جائحة كوفيد 19، وقدر انخفاضا في الإيرادات بنسبة 56% مقارنة بعام 2019، وقامت غالبية دول الشرق الأوسط بإعادة فتح قطاع الطيران فيها بعد إغلاقات شاملة، ولكن ما زال عدد من الدول يتطلب من المسافرين مراعاة إجراءات صحية صارمة.