كشفت “مبادرة الشرق الأوسط” في “كلية كينيدي بجامعة هارفارد”،وبالتعاون مع مؤسسة “جلوبسايت”، شريكها البحثي الذي يتخذ من دولة الإمارات العربية المتحدة مقراً له ويعمل على الارتقاء بالتأثير الاجتماعي،عن تقرير “آمال كبرى:نمو العمل الخيري المؤسسي في دولة الإمارات العربية المتحدة” الذييعد أول دراسة شاملة من نوعها تسلط الضوء على منظومة الأعمال الخيرية في دولة الإمارات، في ظل تركيزخاص على مؤسسات العمل الخيري وحجم إمكاناتها في الدولة.
وتلعب دولة الإمارات العربية المتحدة دوراً محورياً في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط على صعيد بناء قطاع عصري للأعمال الخيرية، إذ اكتسبت سمعة عالمية رائدة في مجال المساعدات الإنسانية والتنمية. ورغم النمو المتصاعد الذي يشهده القطاع على صعيدي الحجم والنطاق، خصوصاً خلال 15 عاماً الماضية، بقي حجم البيانات والمعلوماتالمتعلقة بحجم المؤسسات الخيرية وممارساتها ونطاق نشاطاتها محدوداً.
ويأتي التقرير الأول من نوعه ليبحث في العوامل الرئيسية المحركة للقطاع، بما فيها البيئة المحفزة والنطاق والأولويات والممارسات المتبعة في المؤسسات الخيرية الرسمية في أرجاء الدولة،ويهدف إلى تعزيز الفهم بمستوى الاستثمار في الأعمال الخيرية في دولة الإمارات العربية المتحدة.
واستعرض معدّو التقرير باولا جونسون،الزميل الباحث الأول في “مركز آش” في “كلية كينيدي بجامعة هارفارد”، وتوفيق رحيم المدير التنفيذي لمؤسسة “جلوبسايت”، الروابط بين نمو المؤسسات الخيرية في الدولة وتوسيع بصمتها العالمية عبر توطيد جهود التعاون والتفاعل، وبروز مزيد من التنوعفي منهجية توظيف رأس المال دعماًللصالحالاجتماعي.
وفي هذا السياق، أشار رحيم: “يتبوأ قطاع الأعمال الخيرية مكانة مرموقة في دولة الإمارات العربية المتحدة، مدعوماًبالسياسات الصائبة، الأمر الذي يوفر فرصة ثمينة لتعزيز بصمته العالمية. ومن خلال هذا التقرير المبتكرالذي يوفر رؤىً طموحة حول التوجهات الناشئة والتحدياتوالفرص المجزية، نتطلع قدماً إلى توفير البيانات المفيدة لتطوير العمل الخيري في دولة الإمارات بإضفاء المزيد من التخطيط الاستراتيجي وعلاقات التعاون الوثيقة. ولا شك بأن التوقعات لهذا القطاعفي دولة الإمارات إيجابية للغاية، مما يتيحتعزيز دورهالعالمي في مواجهة التحديات الاجتماعية المعقدة على المستويين الإقليمي والعالمي”.
وجاءت بيانات الدراسةحول دولة الإمارات العربية المتحدة لتدعم نتائج “تقرير العمل الخيري العالمي” الأولفي 20 دولة، من تأليف باولا جونسون. وتأكيداً على أهمية التعاون وتبادل الأفكار المقارنة عبر المناطق الجغرافية المختلفة في إطار حديثها عن تقرير دولة الإمارات، قالت جونسون: “انطلقت هذه الجهود بمبادرة تجريبية لاستقراء مدى قدرتنا معاً على تطوير بيانات نسبية حول مدى ونطاق عمليات مؤسسات العمل الخيري العالمية. ونحن على ثقة بأن هذا التقرير يمثل مساهمة بالغة الأهمية على صعيد فهم ممارسات العمل الخيري وتوجهاته حول العالم”.
واستضافت كلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية في دبي بدولة الإمارات فعالية إطلاق التقرير، المؤسسة الأكاديمية والبحثية المتخصصة في الإدارة الحكومية والسياسات العامة، الأولى من نوعها على مستوى الوطن العربي،وهي إحدى مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية. وفي هذا الإطار، أوضح الدكتور علي بن سباع المري، الرئيس التنفيذي لكلية محمد بن راشد للإدارة الحكومية: “تأسست دولة الإمارات العربية المتحدة بناء على قيم نبيلة أبرزها العطاء والعمل الخيري والتسامح، والتي لطالما آمن بها الأب المؤسس المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ’طيب الله ثراه‘. وقد أعلنت قيادتنا الرشيدة العام الجاري 2018 ’عام زايد‘ لحث المؤسسات في دولة الإمارات على تبنّي هذه القيم الإنسانية وتوجيه سياساتهم وخططهم الاستراتيجية وبذل المزيد من الجهد في إطار الوفاء بالتزامات المسؤولية الاجتماعية. وجاء ذلك في أعقاب النجاح الكبير الذي حققته الدولة العام الماضي الذي حمل عنوان ’عام الخير‘، إذ تضافرت جهود القطاعين الحكومي والخاص في أرجاء الدولة لإطلاق طيف واسع من المبادرات الخيرية”.
وأضاف سعادة المري: “نفخر بدعمنا لإطلاق هذا التقرير الاستثنائي بالشراكة مع ’جلوبسايت‘ و’كلية كينيدي بجامعة هارفارد‘، وبكوننا أبناء دولة الإمارات العربية المتحدة التي تتمتع بسمعة طيبة كمركز عالمي للأعمال الخيرية والإنسانية. ونرى في هذا التقرير أداة فعّالة من شأنها المساهمة في تعزيز الفهم والمعرفة بهذا القطاع الحيوي وإثراء الفرص في الإمارات العربية المتحدة للنهوض بأثر الجهود المجتمعية”.
أضف تعليق