ريادة

قواعد الاستثمار الناجح بسوق الأسهم

ربما لم يسمع الكثيرون عن المستثمر الأمريكي البارز “جون بوجل” ــ 87 عاماً ــ على الرغم من كونه أحد أنجح المستثمرين في العالم، فهو مؤسس “فانجارد جروب” ــ أكبر صندوق استثماري في العالم ــ والذي يفوق عدد مستثمريه 20 مليون مستثمر ويدير أصولا بنحو 3 تريليونات دولار.
كما أسس أول صناديق المؤشرات في العالم في عام 1976، ويؤمن “بوجل” باستراتيجية استثمارية بسيطة تتلخص في تجنب الصناديق مرتفعة التكاليف والاستثمار في صناديق المؤشرات وتنويع الاستثمارات بين الأسهم والسندات، ونشر “بيزنس إنسايدر” حواراً أجراه موقع “جرو” مع المستثمر المخضرم لتوضيح رؤيته ونصائحه للمستثمرين.

أهم الرؤى الاستثمارية لـ “جون بوجل”

      السؤال

                                   الإجابة

ــ لماذا تؤمن بالبساطة كاستراتيجية استثمارية ناجحة؟

– دور السندات هو توفير أكبر قدر من الأمان لأموال المستثمر، أما الأسهم فتقدم فرصة أكبر للربح والنمو، والسندات عادةً ما تكون أكثر ثباتاً وأماناً على عكس الأسهم التي تتسم بدرجة أكبر من المخاطرة والتذبذب.

ــ كيف تتم موازنة الاستثمار بين هذين الوعائين؟

– بصفة عامة يُنصح بأن تتكون المحفظة الاستثمارية من 60% من الأسهم و40% من السندات، لكن فئة الشباب تُنصح بزيادة نسبة تمثيل الأسهم، أما الفئات العمرية الأكبر سناً فيجب أن تعتمد تمثل السندات معظم محافظها الاستثمارية.

ــ أين يبدأ المستثمر؟ ولماذا؟

– تعتبر صناديق الاستثمار الخيار الأمثل للمستثمرين المبتدئين، فمعدلات الأرباح في سوق الأسهم غير متوقعة وغير مضمونة، أما صناديق المؤشرات تضمن عائداً جيداً، فضلاً عن أن تكاليفه ضئيلة للغاية، على سبيل المثال فإن أكبر صناديق المؤشرات لدي “فانجارد” تفرض رسوماً بـ 0.17% أي ما يوازي 1.7 دولاراَ مقابل كل استثمار بـ 1000 دولار، ومعظم صناديق الاستثمار التابعة للشركات الأخرى تفرض رسوماً مشابهة.

– ويمكن الحصول على عائدات مماثلة من “الصناديق النشطة” لكنها تتسم بارتفاع تكاليفها، فقد يخسر المستثمر نحو 2% من العائدات في صورة رسوم متعددة مثل نسبة النفقات وأعباء مبيعات صندوق التحوط.

ــ إذن لماذا لا يستثمر الجميع في صناديق المؤشرات؟

– هذا الخطأ يقع فيه المستثمرون الذين يبالغون في تقدير قدراتهم، ويؤمنون بأن أداءهم هو الأفضل، وهم كمن يعيشون في الوهم وينتظرون جمع المكاسب والأرباح الهائلة من وراء استثماراتهم العبقرية، لكن في أغلب الأحيان لا تكون استثماراتهم كذلك ولا يحصلون منها على الربح المأمول، وإذا تمكن المستثمر من تجنب بعض الأخطاء غير الرشيدة فسيبلوا بلاءً حسناً.

ــ ما أكبر الأخطاء التي يقع بها المستثمرون؟

– من أكبر الأخطاء التي يقع بها المستثمر هي الاعتماد التام على الماضي للحكم على أداء الصندوق في المستقبل، فبعض المستثمرين يؤمنون بأن الصندوق الذي أبلى بلاءً حسناً في الماضي سيواصل نفس المستوى من الأداء في المستقبل، وهذا تفكير ساذج وغير مضمون العواقب.

ــ متى بدأت أولى استثماراتك؟

– “في عام 1951، ولم أكن أملك حينها أي أموال، فعندما تخرجت في جامعة “برينستون” عملت لدى مؤسسة “ويلينجتون مانيجمينت” ــ أحد أقدم صناديق التحوط في الولايات المتحدة ــ وخصصت 15% من راتبي للاستثمار في الصندوق، وحرصت طوال حياتي على العمل من أجل تحقيق أهدافي الحصول على ما أريد”.

ــ متي بدأت تقتنع بأن صناديق المؤشرات ستتفوق على فئات الصناديق الأخرى؟

– “منذ أن كنت في الجامعة، فقد بنيت بحث التخرج في جامعة برينستون على هذه النقطة، وهي أن صناديق التحوط لا تقدم فرصاً استثمارية أفضل من مؤشرات السوق، ومن الغريب أن تستغرق صناديق الأسهم 20 عاماً بعد هذا التاريخ قبل أن تأخذ حظها ويزداد الإقبال عليها”.

ــ شهدت الآونة الأخيرة تراجع الإقبال على الصناديق النشطة لصالح الصناديق السلبية. فما السبب؟

– منذ عام 2007 استقبلت الصناديق السلبية (التي تستثمر في مؤشرات البورصة وتتسم بانخفاض رسومها) أكثر من تريليون دولار، في المقابل خرج أكثر من 400 مليار دولار من الصناديق النشطة (الاستثمار في الأسهم والأصول الواعدة بناء على توقعات نموها وهو نوع محفوف بالمخاطر نسبياً ونتائجه غير مستقرة وباهظ الرسوم)، وهو تغير هائل في مزاج واختيارات المستثمرين.

ــ إلى أي مدى يٌنصح المستثمر بمراقبة الحركة اليومية لسوق الأسهم؟

– تعتبر تحركات أسواق الأسهم أحد أكبر مصادر الارتباك في مجال الاستثمار، ولا يُنصح المستثمر بالمراقبة اليومية لتحركات الأسهم، فذلك يشتت تركيزه عن أهدافه الاستثمارية الأبعد، ويُفضل أن يقلل المستثمر عدد الصناديق التي تدير له استثماراته قدر الإمكان لأن جميعها تفرض رسوماً، وإجمالي هذه الرسوم في النهاية سيقلص قيمة عائداته الاستثمارية.

ــ والآن وأنت على مشارف الـ 87 من عمرك هل غيرت نسبة الأسهم والسندات في استثماراتك؟

– “رفعت نسبة تمثيل السندات على حساب الأسهم، لأن هدفي الأول حالياً هو حماية المكاسب التي حققتها حتى الآن، وهذا أهم لدي من زيادتها، فأنا أريد أن أكون أكثر أماناً، وأشعر بالراحة لذلك”.

ــ شهدت أسواق الأسهم تذبذباً واسعاً خلال الأشهر الأخيرة؟ فما توقعاتك لحركة الأسهم والسندات مستقبلاً؟

– “أنصح المستثمرين بزيادة مخصصات التوفير لتحقيق أهدافهم لأن عائدات الأسهم والسندات مستقبلاً ستكون أقل مما كانت عليه في السابق، ويظل توازن المحفظة الاستثمارية أكبر ضامن للنجاح”.