تبدو صناعة الدواء في العالم من الصناعات حيث يبلغ حجمها تريليون دولار وتبلغ حصة أكبر عشر شركات عقاقير طبية في العالم من هذه المبيعات 429 مليار دولار من بينها خمس شركات أميركية.
أسواق المنطقة الأكثر استهلاكا في العالم ..وإمكانياتها لإنتاج الدواء لا تزال هزيلة
ورغم أن المنطقة العربية تعد من أكبر الأسواق استهلاكا في العالم فإن إمكانياتها لإنتاج الدواء لا تزال هزيلة بالمقارنة بالكميات الضخمة التي تستوردها . وتطمح شركات الأدوية الكبرى إلى الاستثمار في هذا القطاع في العالم العربي سواء من خلال تأسيس فروع لشركاتها الأم في المنطقة أو بالاستحواذ على شركات وطنية.
ووفقا لمصادر في منظمة الخليج للاستشارات الصناعية “جويك”، فإن سوق الدواء السعودي يشكل 55 في المائة من حجم سوق الدول في دول الخليج مجتمعة، حيث استوردت السعودية ما يقارب 47.88 مليون كيلو جرام من الأدوية بقيمة إجمالية وصلت إلى أربعة مليارات دولار في عام 2015، فيما جرى تصدير 30.44 مليون كيلو جرام من الأدوية بقيمة إجمالية تجاوزت 325.25 مليون دولار.
وأشارت المصادر إلى أن دول الخليج الست مجتمعة استوردت 1.19 مليار كيلو جرام بقيمة إجمالي وصلت قرابة 7.750 مليار دولار في 2015، كما صدرت دول الخليج 69.9 مليون كيلو جرام من الأدوية بقيمة تفوق 721.77 مليون دولار في العام نفسه.
وتعد دولة الإمارات العربية المتحدة أكثر دول الخليج استهلاكا للدواء وتعرف أسعار الأدوية في الخليج بأنها ملتهبة ويعود ذلك لقلة عدد مصانع تصنيع الأدوية في المنطقة مقارنة بحجم الاستهلاك كما أن عملات الخليج مرتبطة بالدولار لذا فالأسعار مرهونة بسعر الصرف وتستورد دول الخليج 80 % من الأدوية من أوروبا ويشتكي سكان الخليج من ارتفاع أسعار الأدوية نتيجة ارتفاع أسعار استيرادها خاصة المادة الخام الخاصة بالأدوية.
مبيعات سوق الدواء في العالم تتجاوز التريليون دولار
بلغ حجم مبيعات سوق الدواء في العالم قرابة التريليون دولار، وتستحوذ الشركات الأميركية على 30% منها والشركات الأوروبية على 30% واليابانية على 21% والباقي موزع على بقية دول العالم. ومن الغريب أن 80 % من الأدوية في المنطقة العربية هي مستوردة من الخارج بينما الباقي تصنع في المصانع العربية وحتى التي تصنع في المصانع الوطنية تكون المادة الخام مستوردة لذلك فإن أسعار الدواء دائمًا ما تكون تحت رحمة الشركات العالمية وتقلبات أسعار الصرف.
الدول العربية تنتج ماقيمته نحو 11 مليار دولار
وتبين الدراسات أن الدول العربية تنتج ماقيمته نحو 11 مليار دولار من أدوية مختلفة أي ما نسبته 3% من سوق الدواء في العالم ويبلغ معدل انفاق المواطن العربي 40 دولارًا سنويًا على الدواء مقابل 600 دولار للفرد الأوروبي لكن المعضلة تبقي في نسبة هذا الإنفاق إلى دخل المواطن فالفرد العربي دخله أقل كثيرا من نظيره الأجنبي.
وبلغت قيمة سوق الأدوية في دول مجلس التعاون 10.1 مليار دولار وتأتي المملكة العربية السعودية على رأس دول المجلس بحجم سوق أدوية يبلغ 6.3 مليارات دولار وتحل دولة الإمارات ثانية ودولة الكويت ثالثة . وتصل قيمة الأدوية المستوردة في دول الخليج إلى 9.5 مليار دولار سنوياً بنسبة 90% من الاستهلاك المحلي حيث تشير الدراسات إلى أن واردات الدول العربية من الأدوية ستستمر خصوصاً من المنتجات المبتكرة وذات القيمة المضافة العالية.
5 دول عربية تصدر الدواء
الدراسات تؤكد أن خمس دول عربية فقط تقوم بتصدير الدواء هي الأردن ومصر والإمارات وسوريا ولبنان من بين 14 دولة عربية منتجة بالفعل للدواء وان صناعة الدواء لدى هذه الدول يغلب عليها شكل الشركات الصغيرة حيث حققت جميع الدول العربية عجزاً في ميزانها التجاري الدوائي فيما عدا الأردن التي تحتل المركز الأول في تصدير الدواء العربي وتجيء مصر في المركز الثاني
لماذا لا ترتقى صناعة الدواء العربية لمستوى الأجنبية؟
ورغم رغبة وزارات الصحة وهيئات الصيدلة العربية في احتواء نسب استيراد الأدوية بمنتجات عربية إلا أن تقنيات الصناعة والمواد الخام وكفاءة المعامل والمصانع تبقي في صالح الشركات الغربية والأجنبية سواء بشكل مباشر باستيراد الدواء أو بشكل غير مباشر بشراء المواد الخام والعلامات التجارية وإعطاء تراخيص لشركات الأدوية الأوروبية والأميركية للإنتاج على ارض عربية.
ولا تزال صناعة الدواء العربية لا ترقى لمستوى الصناعة الأجنبية إذ تعاني من مشاكل أهمها افتقار الوطن العربي لمراكز الأبحاث والتطوير التي من خلالها يتم تصنيع المادة الخام واكتشاف أمصال جديدة للأمراض والأمر الآخر الاعتماد على الأدوية الأجنبية وعدم تشجيع مصانع الأدوية الوطنية بالشكل المناسب الذي يجعلها تنافس الأجنبي وتتكامل مع مصانع عربية أخرى فضلاً عن ظهور موجات من أشكال الاحتكار والاستحواذ من مصانع الأدوية الأجنبية للمصانع العربية المحلية بهدف توسيع أسواق تصريفها في المنطقة خاصة بالخليج مما يجعل المواطنين يتكبدون مشاق دفع أثمان باهظة في الأدوية خاصة للأمراض المزمنة .
لذلك من الضروري وضع تشريعات خاصة بالدواء العربي يوحد آلياته ويحميه من الغزو الخارجي الذي يتمتع بكل المقومات التي تمكنه من السيطرة على مجريات السوق كما أنه لا بد من وضع قوانين محددة لتداول الدواء الأجنبي داخل البلاد العربية فلا معنى لإغراق الأسواق العربية المحلية بالدواء الأجنبي ما يهدد صناعة الدواء الوطنية .
ومن الضروري إقامة مراكز أبحاث الدواء لمجاراة التقدم العلمي في العالم وربطها بالجامعات ومصانع الأدوية ودعمها برأس المال الكافي الذي يؤهلها للقيام بدورها فهذا سيمكن مصانع الأدوية الوطنية من الاعتماد على نفسها وإنتاج دواء محلي. والجدير بالذكر أن نسبة إنفاق العالم العربي على البحوث لا تتجاوز 2% وهو ما أدى إلى تدهور أنشطة البحوث على اختلاف تخصصاتها ومجالاتها خاصة بالنسبة لصناعات الدواء والأمصال واللقاحات.
الإمارات تحجز مقعداً على خارطة الصناعة
باتت التجربة الإماراتية تجربة مبشرة بالخير في صناعة الدواء عربيا فرغم التحديات هناك تجارب تمهد بوجود عربي في تلك الصناعة المهمة وباتت للإمارات اليوم مصانع للأدوية تنافس أعرق المصانع عالميا رغم عمرها القصير إلا أنها استطاعت أن تحجز لها مقعداً على خريطة العالم فعدد المصانع في الإمارات وصل ل16 مصنعاً للأدوية ينتج 1000 صنف دوائي مبتكر ومثيل. ويتوقع الارتفاع إلى 34 مصنعاً عام 2020 وهناك 47 شركة وطنية إماراتية في هذا المجال.
كما أن الأردن دخلت بقوة في مجالات الصناعات الدوائية ببناء صروح وطنية متكاملة ويتركز إنتاجها على مستحضرات الحبوب والكبسولات والأمبيولات والأمصال والمضادات الحيوية وزجاجات الشراب والقطرات والكريمات والمراهم.
وبلغ حجم قطاع صناعة الأدوية في دولة الإمارات في عام 2016 نحو 9.61 مليار درهم ومن المتوقع أن يشهد زيادة بنسبة 8% ليصل إلى 14.11 مليار درهم بحلول عام 2021.
وذكر الوكيل المساعد لسياسة الصحة العامة والتراخيص بوزارة الصحة ووقاية المجتمع الدكتور أمين حسين الأميري، أن “صناعة المستحضرات الصيدلانية تعد أكبر صناعة في العالم تعتمد على مجال البحوث والتطوير” منوهاً إلى أن “إجمالي الإنفاق المتوقع على هذه الصناعة يصل إلى 160 مليار دولار بحلول عام 2020″، مشيراً إلى أن “قطاع صناعة الأدوية في دولة الإمارات يواصل النمو بسرعة، حيث بلغ في عام 2016 نحو 9.61 مليار درهم ومن المتوقع أن يشهد زيادة بنسبة 8% في ليصل إلى 14.11 مليار درهم بحلول عام 2021”.
أكبر 10 شركات مصنعة للدواء فى العالم
- ماكيسن الامريكية:
بلغت أرباح شركة ماكيسن McKesson ملياري دولار وأصبحت في المركز 144 لأكبر شركات الأدوية ربحا وهي واحدة من كبار موزعي الأدوية في أمريكا الشمالية.- تملك الشركة قطاعا متخصصا في الحلول التكنولوجية يقدم خدمات استشارية للمستشفيات والأطباء.
2- اميريسورس بيرجن كورب الاميركية:
نشأت شركة “أميريسورس بيرجن كورب”AmerisourceBergen Corp نتيجة الاندماج بين “بيرجن بروزفج” و”أميريسورس” في عام 2001.
تنشط المجموعة في توزيع الأدوية وتستأثر بنحو خمس إجمالي الأدوية الموزعة في الولايات المتحدة الأمريكية.تملك “أميريسورس” 35 مركزا للتوزيع بالولايات المتحدة وكندا وقد بلغت إيراداتها 139 مليار دولار في عام 2015 وسجلت أرباحا قدرها 395 مليون دولار.
3- كاردينال هيلث الامريكية:
كاردينال هيلث Cardinal Health شركة متخصصة في خدمات الرعاية الصحية ومنتجاتها وتنشط في قطاعين أساسيين هما الأدوية وقطاع التجهيزات الطبية. تشكل الإيرادات من قطاع الأدوية نحو 90 في المائة من إيرادات الشركة ويكتفي قطاع التجهيزات بالباقي.
الشركة واحدة من أكبر شركات التوزيع في الولايات المتحدة وتورد منتجات إلى أكثر من 70 ألف مستشفى أمريكي و20 ألف عيادة بأنحاء الولايات.
4- روش هولدنج السويسرية:
روش Roche شركة سويسرية متخصصة في الأبحاث المرتبطة بالرعاية الصحية ويعود تاريخ تأسيسها إلى عام 18966 ولها قسمان أساسيان هما العقاقير وتشخيص الأمراض.
روش أيضا أكبر شركة في العالم في قطاع التقنيات الحيوية وقد تخصصت في علاجات الأورام والجهاز المناعي والأمراض المعدية والعيون والجهاز العصبي.
5- نوفارتس اي جي السويسرية:
تأسست شركة نوفارتس Novartis السويسرية متعددة الجنسيات في عام 1996 عبر الاندماج بين ساندوز Sandoz وشركة سيبي جاجي Ciba Geigy .
بلغت إيرادات الشركة التي يقع مقرها بمدينة بازل السويسرية نحو 50 مليار دولار في عام 2015 وهي أكبر شركة أدوية في العالم من حيث الأرباح.
6- فايزر الاميركية:
يقع مقر فايزر في مدينة نيويورك وهي رابع أكبر شركة أدوية في العالم من حيث الأرباح وأوشكت على الاندماج مع شركة “أليرجان” لكن ألغيت الصفقة في العام الماضي نظرا لبعض القواعد الجديدة من الخزانة الأمريكية.
7- سانوفي الفرنسية:
تأسست شركة سانوفي Sanofi الفرنسية متعددة الجنسيات نتيجة الاندماج بين “أفنتي” و”سانوفي-سينثيلابو” كما تملك سانوفي وحدة “باستور” أكبر منتج للأمصال في العالم.تشتهر الشركة بإنتاج عقاقير لعلاج القلق والجهاز العصبي المركزي والسكري والأورام وجلطات الدم وقد تجاوزت إيراداتها 40 مليار دولار.
8- ميرك اند كو الاميركية:
تأسست ميرك Merck & Co. عام 1917 كشركة أمريكية مستقلة ولها أنشطة في تصنع وتسويق الأدوية والأمصال البشرية والبيطرية. أصبح عقار جانوفيا Januvia الذي تنتجه ميرك ثاني أكثر عقاقير السكري مبيعا في أنحاء العالم بتسجيله أربعة مليارات دولار في عام 2013.
9- جلاكسو سميثكلاين البريطانية:
شركة GlaxoSmithKline اسم بارز في عالم العقاقير وقد نشأت في عام 20000 عبر الاندماج بين “جلاكسو ويلكم” و “سميثكلاين” ولها حاليا فروع في أكثر من 115 بلدا.
10- سينوفارم جروب الصينية:
سينوفارم Sinopharm Groupموزع ضخم للأدوية ومنتجات الرعاية الصحية داخل الصين وقد حققت نجاحا كبيرا رغم تأسيسها منذ نحو 13 عاما فقط وبلغت أرباحها في عام 2015 نحو 87 مليون دولار.
أضف تعليق