مقابلات

صالح عبد الله لوتاه : حجم مشاريع “لوتاه للتطوير العقارى ” يقترب من 600 مليون درهم

سوق الإمارات أصبح أكثر مرونة و نضجا

القطاع العقارى فى دبى فرصة جيدة للمستثمرين على المدى الطويل  

حريصون على مستوى الجودة وعلى تعهدنا للعملاء بخلق مجتمعات للراغبين فى التمتع

 

من خلال خبرته الشاملة في مختلف القطاعات والشركات بدءا من الشركات الناشئة وحتى الرائدة منها العابرة للحدود الدولية، فإن صالح عبد الله لوتاه،  قائد مبتكر . صالح مواطن إماراتي يشغل حاليا العديد من المناصب فهو المدير التنفيذي لشركة لوتاه للتطوير العقاري، والعضو المنتدب لشركة الإسلامي للأغذية، و رئيس مجموعة الصناعات الغذائية والمشروبات  فضلا عن أنه عضو مجلس إدارة شركة أمان للتأمين.
حصل على درجة الماجستير في إدارة الأعمال  من الولايات المتحدة  وشهادة الإدارة العامة والأعمال الزراعية من كلية هارفارد ، كما كان لوتاه جزءً من برنامج القيادة فى جامعة IMD.

وقد دفعه شغفه إلى التميز ,حيث حصد جوائز مختلفة على الساحة الدولية والإقليمية. وكان دوره الأساسي في تطبيق نموذج التميز في مؤسسة الإسلامي للأغذية ، سبباً فى حصول الشركة على جائزة دبي للجودة في عام 2003، وهي أول شركة غذائية من نوعها تفوز  بالجائزة .
وباعتباره مساهما متعطشا في قطاع الأغذية والمشروبات، فقد حضر صالح لوتاه ندوة الأعمال الزراعية في كلية هارفارد للأعمال في الولايات المتحدة والهند في أعوام  2004 و 2009 ,لتبادل الأفكار والخبرات مع مختلف قادة الأعمال الدوليين.
يحظى لوتاه بمكانة خاصة لدى وسائل الإعلام ,حيث تظهر مقالاته  بشكل دوري في المنشورات العربية واللغة الإنجليزية . ويؤمن ويعزز النموذج الصحيح الحلال  في كافة أنشطته وأعماله والتي يسعى من خلالها إلى تقديم الصورة  الصحيحة للإسلام وبالتالي المساهمة في إحداث تغيير في المجتمع.

بداية دعنا نتحدث عن استراتيجية المجموعة وأهمية قطاعي التشييد والبناء بها ؟

لدى الشركة استثمارات في عدة مجالات منها  الغذاء واللوجستيات ,العقارات ,التجارة ,البنوك والأدوات المالية . وبالتالي فإن محفظة أعمال المجموعة تغطي قطاعات مختلفة. لوتاه واحدة من الشركات الرائدة في القطاع العقاري  وتستحوذ العقارات على الحصة الأكبر فى أنشطة المجموعة . في السابق عرفت ” لوتاه ” باعتبارها شركة مقاولات لكن مع التغييرات التي تحدث الآن في دبي والإمارات انتقلنا للعمل بالتطوير العقاري,حيث يمكننا خلق المجتمعات وتمييز أنفسنا عن الآخرين.

 

لديك تجربة في الغذاء الإسلامي  من خلال إحدى  شركات المجموعة. هل يمكن أن تخبرنا بالمزيد عنها ؟
“إسلامي فود” هي واحدة من شركاتنا التي تم إنشاؤها من قبل مؤسس بنك دبي الإسلامي نفسه. وتعتبر من أوائل الشركات التي تركز في قطاع “الحلال” منذ إطلاقها في أواخر الثمانينيات ولا يقتصر دورنا فقط على توفير الغذاء لكن أيضا العقيدة، حيث أن فلسفة “إسلامي فود”  أكبر من كونها إحدى الشركات المنتجة للأغذية العادية. ومنذ التسعينيات، تبني المستهلكون تلك  الفلسفة. كما تعهدنا نحن أيضا بالحفاظ على نظافة وجودة المنتجات التي نقدمها .
وقد حافظت الشركة على معدلات نموها  مع تطوير العلامة التجارية، والشعار، والتسويق. فالفكرة لم تكن قائمة فقط على البيع  ولكن أيضا تثقيف المستهلك وتعريفه بالفرق بين المنتجات الغذائية الإسلامية وغيرها من المنتجات.

 

أنت الآن أكثر انخراطا في القطاع العقاري. ما الذي سوف تقدمه للمستهلكين؟
نحن نعتقد أنه لا يمكن أن نكون نسخة مشابهة تماما لما هو سائد وموجود بالفعل , يحتاج السوق شيئاً جديداً تميز نفسك من خلاله . ويتطلب كذلك أن تمتلك تصوراً فريداً من نوعه، وعرضاً خاصاً بك .,وهذا هو ما نهدف إلى العثور عليه. ونسميه  “التأثير المدهش “: كيف يمكننا تحقيق ذلك للمستهلك.

 

قطاع العقارات تنافسي للغاية في دولة الإمارات , ما هو الجزء الذي تتطلع إلى تطويره ؟وأي نوع من المستهلكين تستهدف ؟
الناس ينظرون لنا بالفعل بشكل مختلف وكما كنا في دبي لسنوات عديدة، سنبقى بها إن شاء الله طويلاً ,وقد رأينا الكثير من عمليات إعادة الهيكلة  في السوق منذ الأيام الأولى لنضوجه كما شاهدنا أيضا  القضاء على ما أسميه “الشركات الوهمية” التى لا تحترم أي  شيء وتضر  بسمعة القطاع .
ونحن حريصون على الالتزام بالنهج الأخلاقي  للجمهور من خلال تزويدهم بالمنتج الذي يريدونه والجودة التي يستحقونها بالسعر المناسب. ولكي أكون صريحا معك هذه مهمة صعبة. كنا وما زلنا قادرين على القيام بذلك وتمييز أنفسنا. وقد اتضح ذلك من خلال المنتجات الجديدة التي طرحتها الشركة بالسوق. على سبيل المثال كان مشروع ” إيوان” شيئا فريدا في ذلك الوقت حيث كنا نتعامل مع أكثر من 2.5 مليون قدم مربع. والآن قمنا بمشروع “شمال ريزيدنس ” في “دائرة قرية جميرا اجفك”، وأنا فخور بأن أقول أن الناس يقيمونه كأفضل مشروع في المنطقة. هذه هي الطريقة التي يتطلعون بها إلينا مستوى راق وجودة عالية  .وهذا ينطبق أيضا على مشاريعنا الأخرى مثل “ذا ويفز”  و “جاردنز فيو “. مستوى الجودة التي نقدمها هو شيء يؤخذ في الاعتبار عادة في المناطق الراقية، لكن بالنسبة لنا ومع تعهدنا للعملاء, نقدم ذلك في جميع مشاريعنا ,فنحن نعى جيداً أن الناس سوف يعيشون هناك مع أسرهم و بالتالي يرغبون في التمتع.

كيف ترون اتجاهات الطلب في السوق ونوعية مشاريع التطوير العقاري  ؟ وبناء على ذلك حجم استثمارات الشركة  في القطاع؟
ذلك يعتمد على العملاء. العديد من المطورين تستهدف المستثمر الذي لن يعيش في العقار. في حين  تستهدف شركتنا الناس الذين سيأتون ويعيشون حيث نسعى  إلى خلق مجتمعات حقيقية. وهذا واضح في المشاريع التي سلمت بالفعل ونظيرتها التي هي في طور التنفيذ . وقد تم بيع وحدات مشروع ” شمال ريزيدنس ” بالكامل  ونعمل حالياً في “ذا ويفز” و “جاردنز فيو ” ولدينا مشروع جديد يسمى “إيدج ” . وبالنسبة للجزء الأخير من السؤال فإن حجم مشاريع الشركة يقترب  من 600 مليون درهم في الوقت الراهن.

 

 

هل ستعتمد دائما على شركة البناء التابعة للمجموعة في أنشطة التطوير العقاري ؟
شركات المجموعة هي كيانات منفصلة, لذلك فإن الأمر يتوقف على ما إذا كانت شركة البناء متاحة وليس لديها ارتباطات بمشاريع أخرى مع عملاء آخرين . فهي لديها خططها الخاصة واستراتيجية تقوم على تنفيذها . و نحن نتعاون معها بالفعل ولكن هذا ليس التزاما.

 

ما هي توقعاتك لأداء القطاع العقاري في الإمارات ؟

يشهد السوق بعض التباطؤ , لكن سوق الإمارات أصبح أكثر مرونة و نضجا. ، فإذا نظرتم إلى دبي حيث توجد مشاريعنا، فقد أثبتت أنها سوقا إيجابية للاستثمار, بالطبع يمر القطاع العقاري بالدورات الطبيعية وموجات الصعود والهبوط. لذلك إذا كنت تستثمر على  المدى الطويل فالسوق هنا إيجابي جدا ويعد فرصة جيدة  للاستثمار الآن .

وسوف تشهد أيضا موجات هجرة من الشارقة إلى دبي , إذا  ما بلغت أسعار بعض المناطق في دبي إلى مستوى معين. وأعتقد أن الأسعار قد وصلت إلى أدنى مستوياتها وسوف تبدأ في تعزيز ذلك قريبا خاصة مع العديد من الأنشطة والتطورات التى تشهدها  الإمارات واقتراب موعد “إكسبو 2020″ .هذا إلى جانب دور مؤسسة التنظيم العقاري والتى تساهم في تحقيق الاستقرار في السوق وجذب أشخاص جدد. ونحتاج أيضا إلى ذكر أن الاستثمارات في البنية التحتية تجعل  الإمارات وجهة فريدة من نوعها ومكانا رئيسيا للاستثمار.

 

هل يمكن أن تتذكر قراراً هاما في حياتك المهنية؟
عندما بدأت حكومة دبي  مرة أخرى  ,”جوائز الجودة” في 2001-2002 وقررنا المشاركة. كان هذا قراراً ممتازاً  , حيث استفادت إدارة الشركة وكذلك الموظفين من نقاط  التعلم وحققنا  فائدة فى  المكان الذي يمكن أن تلمس فيه رؤية الشيخ محمد بن راشد. ورغم أن الأمر  كان طوعيا لأنه لم يفرض على أحد  المشاركة ,إلا أن الشركات التي ترغب في تعزيز نظمها شاركت وجنت العديد من الفوائد . لذا، فإنني أرى أنه كان معلما هاما حققناه وكنا فخورين بالنتيجة.

ما هي نصيحتك لرواد الأعمال الشباب الذين يستعدون لتأسيس شركات جديدة اليوم؟
نصيحتي هي أن يكون ملتزماً وصبوراً. وينبغي أن يكون على استعداد لتقبل الخسارة والفشل . وأن يدرك أن الطريق ليست وردية، وأن سبل  التعلم صعبة.  كذلك يجب أن يتطلع دائما  للفرص الجديدة حتى لو فشل.  فلا شيء يأتي بسهولة  لذلك هو  يحتاج إلى بذل كل الجهود اللازمة للوصول إلى النجاح.