استثمار رئيسي

“سينوبك” الصينية تستثمر بمشروع للغاز الطبيعي المسال في قطر

وافقت عملاقة النفط الصينية “سينوبك” (Sinopec) على شراء حصة بمشروع للغاز الطبيعي المسال في قطر، في خطوة تهدف إلى تعزيز أمن الطاقة في الصين، ثاني أكبر مشترٍ للوقود في العالم.

“سينوبك” اقتنصت 5% في وحدة ذات طاقة معالجة تبلغ 8 ملايين طن سنوياً، والتي تُعدّ جزءاً من مشروع حقل الشمال الشرقي لتصدير الغاز الطبيعي المسال، والذي ما يزال قيد الإنشاء حالياً، ومن المقرر أن يرسل أول شحناته في 2026.

قال رئيس “سينوبك” ما يونغشين، خلال حفل توقيع العقود الذي عُقد بالدوحة اليوم الأربعاء، إن التعاون مع “قطر للطاقة” سيساعد في “تحسين هيكل استهلاك الطاقة في الصين، وتعزيز أمن واستقرار وموثوقية إمدادات الطاقة النظيفة”.
اهتمام الصين بالغاز الطبيعي المسال في قطر

بهذا الاستثمار، تقتنص الصين للمرة الأولى حصة مباشرة بمصنع للغاز الطبيعي المسال في قطر، أحد أكبر المصدّرين في العالم. كما أنه يعتبر الأحدث في سلسلة من الصفقات لتأمين إمدادات الغاز على مدى عقود، وسط المنافسة العالمية المتصاعدة على الوقود، لا سيما بين أوروبا وآسيا. وتعد اليابان في الوقت الحالي المشتري الرئيسي للغاز الطبيعي المسال في العالم.

وفي نوفمبر الماضي، وقّعت شركة “سينوبك” المملوكة للدولة عقداً بقيمة 60 مليار دولار لشراء 4 ملايين طن من الغاز الطبيعي المسال سنوياً لمدة 27 عاماً، ليعد بذلك أطول اتفاقية لتوريد الغاز الطبيعي المسال للصين حتى الآن، وفقًا لبيانات “بلومبرغ إن إي إف”.

شراكة طويلة الأجل

قال ما إنه يأمل في أن تواصل “سينوبك” استكشاف فرص جديدة للتعاون في مجال الغاز الطبيعي المسال مع “قطر للطاقة”. وتجدر الإشارة إلى أن قطر هي ثاني أكبر مورّد للوقود إلى الصين بعد أستراليا.

تتميز “سينوبك” بعمليات تكرير النفط أكثر من التنقيب والإنتاج، حيث تترك الشركة عادةً أنشطة الحفر لشركتيها الشقيقتين، “تشاينا ناشيونال بتروليوم كورب” (China National Petroleum Corp) و”تشاينا ناشيونال أوف شور أويل كورب” (China National Offshore Oil Corp).

ومع ذلك، تملك “سينوبك” حصة 25% في مصنع “أستراليا باسيفيك” (Australia Pacific) لتصدير الغاز الطبيعي المسال في جزيرة كورتيس.

حاولت العديد من الدول الأوروبية تأمين المزيد من الغاز الطبيعي المسال من قطر، بعدما عطّل الغزو الروسي لأوكرانيا تدفقات الغاز إلى القارة خلال معظم العام الماضي. ومع ذلك، فإن إحجامهم عن توقيع عقود طويلة الأجل والموافقة على بنود تحدد وجهة الشحنات، أعاق المفاوضات مع الدولة الخليجية.

صرح الرئيس التنفيذي لشركة “قطر للطاقة”، سعد الكعبي، اليوم الأربعاء بأن شركته “تعطي الأولوية للشركاء الاستراتيجيين على المدى الطويل من الصين”.

تستثمر شركات “كونوكو فيليبس”، و”شِل”، و”توتال إنرجي”، و”إكسون موبيل” و”إيني” أيضاً في حقل الشمال الشرقي والذي تعوّل عليه قطر لزيادة قدرة تصدير الغاز الطبيعي المسال من 77 مليون طن سنوياً إلى 110 ملايين طن.