يعرض تورشتن هينريش من مكتبه الذي يطل على حديقة واسعة في قلب العاصمة الألمانية طموحاته الكبيرة، قائلاً: نريد أن نصبح الصوت الأوروبي في سوق التصنيف الائتماني. وتأمل وكالة التصنيف الائتماني التي يديرها وتحمل اسم «سكوب ريتينغز»، في تحقيق النجاح في مجال فشل فيه كثر وتريد أن تنافس الوكالات الأميركية الثلاث «ستاندارد اد بورز» و«موديز» و«فيتش» التي تهيمن على التصنيف الائتماني بلا منازع.
واجتازت «سكوب ريتيغنز» في أغسطس الجاري مرحلة جديدة بانتزاعها أول تكليف بالتصنيف من شركة مدرجة في مؤشر داكس الأساسي لبورصة فرانكفورت، وهي الشركة الألمانية المتخصصة «غاز ليندي».
لكن في مواجهة الوكالات الثلاث الكبرى التي تسيطر على 91% من السوق الأوروبي، تبدو المهمة صعبة جداً لهذه الوكالة الجديدة التي يعمل فيها ستون موظفاً بينهم 35 محللاً.
المواصفات الأوروبية
وهناك 26 وكالة للتصنيف الائتماني حصلت على تصاريح من السلطة الأوروبية للأسواق المالية بينها الفرنسية سبريد ريسيرتش والكندية دي بي آر اس والإيطالية كريف والإسبانية اكزيسور. ويعتبر هينريش أنه المهندس الرئيسي لتعزيز سوق أوروبية مشرذمة جداً. وقد استثمر في السنوات الثلاث الأخيرة 20 مليون يورو وفتح مكاتب في لندن وباريس ومدريد وميلانو. وأضاف أن الطلب على دراسات بديلة للتصنيف الائتماني كبير جداً منذ فترة طويلة.
مصارف وكامبير
والوكالة التي تأسست في 2002 وتخصصت في تصنيف الصناديق والشركات المتوسطة والصغيرة تريد أن تغطي كل فئات الموجودات وباتت تحدد درجات مصارف وشركات وحتى مناطق. وقد حصلت على تفويض خصوصاً من مدينة كامبير الفرنسية منذ 2015. قبل «سكوب ريتينغز»، فشلت وكالات عدة. فقد حاول المكتب الألماني رولان بيرجيه إطلاق وكالة أوروبية للتصنيف الائتماني لكنه تخلى عن ذلك في 2012 بسبب نقص التمويل.
ومنذ الأزمة المالية في 2008، ينتقد السياسيون باستمرار وكالات التصنيف الانغلوسكسونية باستمرار.
ويرى هينريش الذي كان مسؤولاً في وكالة ستاندارد اند بورز في ألمانيا لمدة 15 عاماً، أن قانوناً أوروبياً صدر أخيراً يفترض أن يحفز المنافسة عبر تشجيع الجهات التي تصدر السندات على مشاورة الوكالات التي تملك أقل من 10 % من السوق، سيبقى حبراً على ورق لأنه لا يتضمن أي بند ملزم.
أضف تعليق