على هامش ترؤس وزارة المالية للاجتماع الثاني لمجلس الإمارات العربية المتحدة – لوكسمبورغ للصيرفة والتمويل الإسلامي، والذي نظمت فعالياته على مدى يومي الأربعاء والخميس الموافقين 9 و10 مارس الجاري في دوقية لوكسمبورغ الكبرى؛ وقع سوق ابوظبي العالمي مذكرة تعاون مع “لوكسمبورغ فور فاينانس” بحضور سعادة يونس حاجي الخوري وكيل وزارة المالية والوفد المرافق حيث وقعها كل من فيليب ريتشارد، مدير الشؤون الدولية لهيئة تنظيم الخدمات المالية بسوق أبوظبي العالمي، ونيكولا ماكيل الرئيس التنفيذي لوكسمبورغ فور فاينانس.
وتهدف مذكرة التعاون هذه إلى تعزيز علاقات التعاون بين الطرفين في مجال تطوير الأسواق المالية الخاصة بهما حيث نصت المذكرة على تأسيس قنوات تحاور ثنائي مباشر بين الطرفين وتأسيس إطار شراكة لتبادل الآراء والخبرات في المجالات المصرفية والخدمات المالية وتنظيم الأوراق المالية. كما ستقوم الجهتان بالعمل على استكشاف الأنشطة المشتركة وفرص التدريب لكوادرهما البشرية، بما يسهم في دعم معدلات النمو لأسواقهما المالية.
وتعليقاً على توقيع هذه الاتفاقية، قال سعادة يونس حاجي الخوري، وكيل وزارة المالية: “تلتزم وزارة المالية بتهيئة كافة الظروف الإدارية والتنظيمية اللازمة لتعزيز شبكة علاقات التعاون المالية التي تربط مختلف المؤسسات الحكومية والخاصة في دولة الإمارات مع شركائها في الخارج. ويعكس توقيع مذكرة التعاون هذه حجم الجهود التي تبذلها الوزارة في هذا الشأن، والأهمية القصوى التي يحظى بها مجلس الإمارات العربية المتحدة – لوكسمبورغ للتعاون وتنمية الصيرفة والتمويل الإسلامي.”
ومن جانبه، قال فيليب ريتشارد، مدير الشؤون الدولية لهيئة تنظيم الخدمات المالية بسوق أبوظبي العالمي: “منذ تأسيسها، حرصت سوق أبوظبي العالمي على تطوير علاقة شراكة متميزة مع المركز المالي للوكسمبورغ ومنظمي أعماله وما يتبع له من قطاعات متنوعة. وجاءت مذكرة التفاهم التي وقعناها مع لوكسمبورغ فور فاينانس، الوكالة المختصة بتطوير المركز المالي للوكسمبورغ؛ في إطار تعزيز فرص التعاون بين مركزينا الماليين العالميين، والمساهمة في إيجاد فرص تبادل للمنفعة المشتركة في مجال الخدمات المالية في كل من دولة الإمارات ولوكسمبورغ.”
أما نيكولا ماكيل الرئيس التنفيذي لوكسمبورغ فور فاينانس، فقد أشار إلى ما ستمثله هذه المذكرة من خطوة هامة على طريق التعاون المشترك بين لوكسمبورغ وسوق أبوظبي المالي العالمي، وأكد اهتمام لوكسمبورغ فور فاينانس للعمل بشكل وثيق مع السوق في سبيل تبادل الخبرات في الأنشطة والمنتجات العالمية والخدمات المالية، وتسهيل عمليات التواصل بين مشغلي السوق، والمؤسسات الاكاديمية والجامعية، والوفود المالية.”
هذا وضم الوفد الاماراتي المشارك في فعاليات الاجتماع الثاني بها مجلس الإمارات العربية المتحدة – لوكسمبورغ للتعاون وتنمية الصيرفة والتمويل الإسلامي؛ إلى جانب وزارة المالية، ممثلين عن وزارة المالية، والمصرف المركزي، ومركز دبي لتطوير الاقتصاد الإسلامي، ومركز دبي المالي العالمي، ووكالة الإمارات للفضاء، ومعهد الإمارات للدراسات المصرفية والمالية، وسوق أبوظبي العالمي، ونور بنك، وبنك دبي الإسلامي، ومصرف الشارقة الإسلامي ومصرف أبوظبي الإسلامي.
وشملت أجندة الاجتماع مجموعة من ورش العمل والجلسات النقاشية المشتركة؛ والتي ناقشت أبرز المواضيع ذات العلاقة بالصيرفة والتمويل الإسلامي عالمياً، كالاتجاهات العالمية في مجال التمويل الإسلامي، تقنيات التمويل الإسلامي، والتمويل الإسلامي المسؤول. كما شهدت فعاليات الاجتماع مناقشة آليات وسبل التعاون في مجالات البحوث والتدريب بين أعضاء المجلس، فيما قدم ممثلو وكالة الإمارات للفضاء عرضاً تعريفياً بالوكالة وأهدافها ومشاريعها.
ومن جانبها، تلتزم دولة الإمارات بتعزيز بيئة التمويل الإسلامي فيها، حيث أشارت الإحصائيات إلى أنه وحتى الربع الثاني من عام 2015؛ بلغت أصول التمويل الإسلامي في دولة الإمارات قرابة 445 مليار درهم مسجلة بذلك نمو بنسبة 9.8% منذ بداية عام ذاته، في حين تجاوز حجم الأصول الإسلامية العالمية 1.3 تريليون دولار بنسبة نمو تبلغ 16% سنوياً.
وفي السياق ذاته، شهدت العلاقات الاقتصادية بين الامارات ولوكسمبورغ تطوراً ملحوظاً منذ عام 1980 خاصة في ظل المكانة التي يحظى بها اقتصاد دولة الإمارات كثاني أكبر اقتصاد في المنطقة، وبكون دوقية لوكسمبورغ مركزاً مالياً أوروبياً حيوياً وأول دولة أوروبية تمنح ترخيصاً لمؤسسة مالية إسلامية في عام 1978، تلاه بعد ذلك استضافتها لأول شركة تأمين تعتمد أسس الشريعة الإسلامية في تعاملاتها (تكافل) في عام 1983
أضف تعليق