أكد مانيش هيرا رئيس منظمة رواد الأعمال في الإمارات على أهمية المشاريع الصغيرة كخيار استراتيجي لدعم اقتصاد بعد النفط، لا سيما مع المرونة الكبيرة التي تتمتع بها هذه المشاريع مما يمنحها الفرص لإطلاق شراكات ناجحة مع الدوائر الحكومية.
مشدداً على أهمية التجارة الإلكترونية كمجال لرواد الأعمال الشباب، إذ حققت مكاسب جمة، كما تعطي الأنترنت الفرصة لرجال الأعمال في العالم وليس فقط في المنطقة الفرصة لتسويق منتجاتهم، والتميز أيضا كل في مجاله.
وأضاف أن السوق في هذا القطاع لا يزال غير مشبع نسبة لكونه حديثاً نسبياً، ومع تحول العالم إلى العصر الرقمي، بدأت تظهر في المنطقة عديد من التجارب الناجحة، التي استطاعت إثبات ذاتها والدخول بقوة إلى السوق خلال فترة زمنية قصيرة، لا سيما الشركات العاملة في مجال السياحة، وقطاع التجزئة، والتي اكتسبت شهرة كبيرة مستفيدة من هذا التحول.
دعم مالي
وحول مستوى دعم المؤسسات المالية للمشاريع الصغيرة والمتوسطة في الإمارات، وفي دول الخليج العربي، ودول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، يرى مانيش أنه في الفترة الأخيرة أصبحت البنوك والمؤسسات المالية أكثر حذراً فيما يتعلق بالدعم المالي والتسهيلات المقدمة لأصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وشهدت تراجعاً في الدعم.
وقد يعزى ذلك إلى حد كبير، إلى تعثر العديد من هذه الشركات وعجزها عن الوفاء بالتزاماتها للبنوك، ولكن باعتقادي سنشهد قريباً تحولاً بهذا القرار لإدراك البنوك للدور المحوري الذي تلعبه هذه الفئة في تنمية الاقتصاد، لا سيما أنها باتت تشكل النسبة الأكبر في قطاع الأعمال ودعمها يشكل خياراً استراتيجياً لدعم قدرة اقتصاد ما بعد النفط.
مبادرة مصرفية
وفيما يخص مبادرة اتحاد المصارف أخيراً لمساعدة الشركات الصغيرة والمتوسطة اعتبر أنها خطوة تعتبر مبادرة حسن نية من البنوك، وإدراكها لأهمية قطاع الشركات الصغيرة والمتوسطة الذي يشكل جزءاً مهماً من اقتصاد الدولة، لا سيما في مثل هذه المرحلة التي تنطوي على العديد من التحديات، حيث ستساهم هذه المبادرة في تقليص خروج الشركات المتعثرة من السوق، خاصة تلك التي تمتلك خطة عمل مستدامة، ولكنها تعثرت بسبب الأحوال الراهنة وتأثيرات انخفاض أسعار النفط ولكن الأثر الحقيقي لهذا المبادرة سيتجلى بشكل أوضح مع مرور الوقت وسنرى انعكاسها على أرض الواقع.
ففي نهاية المطاف فإن نجاح الشركات المتوسطة والصغيرة يصب في مصلحة الشركات والبنوك على حد سواء.
منصة شاملة
واعتبر مانيش هيرا أن الربط بين المبادرات الحكومية وشبه الحكومية لدعم ريادة الأعمال في الإمارات سيخلق منصة شاملة تحتضن رواد الأعمال وتعمل على توفير الفرص والدعم اللازم لهذا القطاع، إضافة إلى كونها ستوفر فرصة كبيرة للتواصل بين أصحاب الأعمال وتوسيع دائرة علاقاتهم، ومشاركة أفكارهم وتطلعاتهم، والتحديات التي يواجهونها ومحاولة إيجاد حلول لها، فضلاً عن تقديم الدعم اللازم لتنمية أعمالهم.
التكاليف التشغيلية
وذكر رئيس منظمة رواد الأعمال في الإمارات، أنه بالإضافة إلى ارتفاع التكاليف التشغيلية والإيجارات التي تعد من التحديات الكثيرة التي تواجه الأشخاص الراغبين بتأسيس أعمال في الدولة، إلا أن التحدي الرئيسي يبدأ باختيار نوع التراخيص المناسبة، ويأتي ذلك في المرحلة الأولى من تأسيس العمل، فمع تعدد أنواع التراخيص قد يكون من الصعب اختيار المناسب منها، وعلاوة على ذلك قد يواجه البعض صعوبة في الحصول على تصريح للبدء بمزاولة أعمالهم.
وبعدها تأتي مرحلة الحصول على الدعم المالي وإيجاد مصدر التمويل، فبالرغم من تصريح البنوك والعديد من المؤسسات الخاصة الأخرى رغبتها بدعم المشاريع المتوسطة والصغيرة إلا أننا نرى أنه لا يزال بإمكانهم القيام بخطوات أكبر في سبيل تحقيق ذلك.
بيئة ديناميكية
ويعتبر رائد الأعمال الشاب المقيم في دبي أن الإمارات بيئة ديناميكية للغاية ووجهة تنبض بالأعمال، ومع توجه قيادتها الحكيمة نحو دعم وتعزيز ريادة الأعمال بين فئات المجتمع الإماراتي، وجدت ثقافة ريادة الأعمال طريقها إلى الجيل الجديد الذي يعد شاهداً على ارتفاع عدد الشركات الناشئة.
وفي هذا الصدد هناك أيضاً مبادرات عدة، كصندوق خليفة ومؤسسة محمّد بن راشد لتنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة وغيرها الكثير، التي لا تركز على تقديم الدعم المادي فحسب، بل تقوم بتقديم الاستشارات لضمان نجاح مشاريعهم.
ومع الإدراك المتزايد إلى الدور الحيوي الذي تلعبه الشركات الصغيرة والمتوسطة في تحقيق الاستدامة الاقتصادية، بدأت ثقافة ريادة الأعمال تشق طريقها إلى مناهج التعليم في الدولة أخيراً، وبتنا نشهد العديد من البرامج والمبادرات التي تركز على الجيل الجديد من الطلبة، التي تهدف إلى تطوير مهاراتهم في مجال العمل وإدارة الأعمال، أو تبنى الأفكار الإبداعية والمبتكرة للبعض وتعمل على تحقيقها من خلال إتاحة السبل والآليات اللازمة.
فرص
ولا توجد بعد إحصاءات كافية عن نسبة نجاح المشاريع متناهية الصغر في الإمارات وفي المنطقة، بحسب مانيش هيرا الذي يرى أنه بالنسبة لتأثيرها على الاقتصاد، وتحسين حياة الناس، وبيئة الأعمال المحلية، فإنه في عالم الأعمال بشكل عام، تعتمد فرصة نجاح أي مشروع على نشاط المشروع نفسه وأسلوب إدارة العمل، خاصة إذا ما تم التحضير له بشكل جيد، وتوافق مع احتياجات السوق، وهذا النوع من المشاريع يسهم بتعزيز الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي لشرائح واسعة من الناس، الأمر الذي ينعكس بدوره على الاقتصاد ويسهم في تحقيق الاستدامة.
إكسبو 2020
وعن التأثيرات الاقتصادية المحتملة على قطاعات الأعمال والشركات من استضافة دبي لمعرض إكسبو 2020 فهي تدعو للتفاؤل، إذ سيعزز من قدرة دبي على منافسة العديد من العواصم العالمية، لا سيما مع التحضيرات الكبيرة على صعيد البنية التحتية وقطاع الضيافة والخدمات، وبرأينا سيشهد قطاع المشاريع الصغيرة والمتوسطة نمواً ملحوظاً.
ليس فقط مع توجه البنوك إلى تمويل المشاريع الجديدة، ولكن مع فرص الشراكة المحتملة مع الدوائر الحكومية التي ستبحث عن لاعبين صغار لتمتعهم بالمرونة المطلوبة خلال هذه النقلة النوعية، وفي المقابل ستستفيد الشركات الصغيرة والمتوسطة من استمرار استثمار الحكومة في الخدمات اللوجستية والبنية التحتية.
فرنشايز
ويعتبر مانيش هيرا أن توجه العديد من المشاريع نحو «الفرنشايز» يمكن تبريره لعدة أسباب، أهمها سهولة العمل في هذا النوع من الأعمال، وانخفاض تكلفته مقارنة مع تأسيس مشاريع جديدة، لا سيما في قطاع التجزئة الذي لا يزال يستقطب أهم الشركات العالمية، فضلاً عن الكلفة العالية لبناء علامة تجارية والنقص في المواد الأساسية للتصنيع، والتي يتم استيرادها في أغلب الأحيان ما يزيد كلفة الإنتاج ويؤثر بدوره في القدرة على المنافسة إلى جانب عدم وجود خيارات كثيرة للتمويل مثل الملاك المستثمرين، مما يحد من تدفق رأس المال.
وهناك بعض التجارب الناجحة، مثل امبراطورية لاندمارك التي تأسست في البحرين وانطلقت إلى أنحاء العالم.
كما بدأت بعض المشاريع الرائدة تأخذ فرصتها أخيراً، ومثال على ذلك مراكز الترفيه للأطفال «تشيكي منكي» لمؤسسها عضو المنظمة سايما خان والتي ستتفتح قريباً فروعاً لها في جميع دول التعاون وخارجها.
استقطاب مواهب
وأضاف مانيش هيرا أن دبي تسعى لتعزيز مكانتها كوجهة عالمية للتصميم، ولهذا أطلقت حي دبي للتصميم الذي يعد خطوة إيجابية نحو تشجيع المواهب المحلية واستقطاب مواهب أخرى من جميع أنحاء دول المنطقة، وتمتلك جميع المقومات التي تؤهلها لتصبح مركزاً للتصميم، فهي تتمتع بموقع جغرافي مميز وبنية تحتية عالية المستوى إلى جانب التقدم التكنولوجي الكبير، فضلاً عن وجود قاعدة كبيرة للمستهلكين كونها مركزاً عالمياً للتسوق ومع وجود خطة استراتيجية واضحة تستطيع أن تصبح مركزاً لرواد الأعمال في مجال التصميم.
أضف تعليق