أظهرت إحصائيات جديدة أصدرتها دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي اليوم أن الإمارة استقبلت 4.1 مليون سائح خلال الربع الأول من العام الحالي محققة زيادة نسبتها 5.1 في المائة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي في حين حققت الدول الرئيسة المصدرة للسياحة من دول مجلس التعاون الخليجي والهند نموا كبيرا ما يزيد على 10 في المائة .
وقال سعادة هلال سعيد المري مدير عام دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي في تعليقه على هذه الإحصائيات إن قطاع السفر العالمي خلال الربع الأول من العام الحالي تأثر بكثير من العوامل والأوضاع سواء كانت جيوسياسية أم اجتماعية أم اقتصادية في ظل حالة النمو الثابتة التي تشهدها معظم الأسواق.
وأضاف أنه بالرغم من ذلك فإن دبي تتبع نهجا ذكيا في استقطاب السياح من أسواق مختلفة فضلا عن رؤية الحكومة الرشيدة والشراكات القوية والراسخة بين القطاعين العام والخاص مما يعكس المرونة في استراتيجية الأسواق المتنوعة التي تعتمدها وسرعة في الاستجابة على جميع المستويات ضمن القطاع السياحي وقوة في العروض والخدمات السياحية التي نقدمها بشكل دائم.
وأشار المري إلى أن الأسواق التي تبعد عن دبي حوالي أربع ساعات بالطائرة ـ خصوصا دول مجلس التعاون الخليجي والهند ـ لا تزال محور تركيز مهما لجهود دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي المستمرة والرامية إلى استقطاب أكبر عدد من السياح لتحقيق أهداف النمو المتوقع.
وأكد حرص الدائرة بالإستمرار على تعزيز المقومات السياحية في دبي التي تساهم في استقطاب السياح من الأسواق المختلفة وذلك بالاعتماد على قائمة المهرجانات ومختلف المناسبات التي تنطلق فاعلياتها في الربع الأول من العام بالإضافة إلى افتتاح عدد من وجهات التسوق الجديدة ومعالم الجذب السياحي الفريدة.
وتوقع المري أن تتسع مساحة هذه الوجهات وتتعدد الخيارات أكثر مع دخول عدد من المشاريع والمبادرات الرئيسية حيز التنفيذ الأمر الذى يضفي مزيدا من العمق والتنوع الى ما تقدمه دبي لزوارها.
وتوقع أن تشهد البنية التحتية المتعلقة بالسياحة والاستثمارات الرامية لتحسين الطاقة الاستيعابية زخما خلال العام الحالي عبر العروض السياحية التي تركز على احتياجات فئات الزوار مثل المعالم الثقافية والتراثية والمتنزهات الترفيهية والحدائق العائلية بالإضافة إلى استمرار التركيز على تحسين بيئة الأعمال ما يرسخ سعي دبي الدائم لتكون الوجهة المفضلة للسياحة الترفيهية وسياحة الأعمال والفعاليات.
وشدد المري على أن دبي ستواصل تنفيذ المشاريع لتطوير وتحسين وتشجيع الركائز الأساسية للعروض التي تثري الأجندة السياحية الرامية إلى استقطاب مزيد من السياح وتعزيز مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي للإمارة وجعله مصدرا للمنافسة المستدامة للنمو المستقبلي.
ولفت المري إلى أن دائرة السياحة والتسويق التجاري تعمل حاليا على وضع اللمسات النهائية لفاعليات “مفاجآت صيف دبي” لهذا فإنها تعتمد بشكل كبير على مجموعة العروض القيمة والأنشطة الداخلية المتنوعة لتعزيز مناطق الجذب السياحي التي تزخر بها دبي التي لا تزال على رأس قائمة عوامل الجذب السياحي خلال هذه الفترة كما أن دبي تشهد تحسنا إيجابيا مع اتجاه السياح والزوار إلى الإمارة لقضاء الصيف فيها حيث شهدنا على مدار العام الماضي أعدادا هائلة من المسافرين من المملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية تحديدا ما يجسد جاذبية دبي المتنامية باعتبارها وجهة رائدة للسياح على مدار العام.
وذكر التقرير الإحصائي الذي صدر عن الدائرة أن دول مجلس التعاون الخليجي واصلت صدارتها ضمن قائمة الدول الأولى لزوار دبي إذ بلغت نسبة السياحة الوافدة منها 25 في المائة من عدد الزوار الإجمالي خلال الربع الأول من العام الحالي.
وأوضح أن عدد السياح القادمين من المملكة العربية السعودية ارتفع إلى 476 ألف سائح خلال الفترة من يناير إلى مارس الماضيين مسجلة زيادة نسبتها 14 في المائة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي الأمر الذي جعلها تحتل المركز الأول على هذه القائمة تلتها سلطنة عمان التي ارتفع عدد السياح الوافدين منها إلى 322 ألف أي بزيادة نسبتها 32 في المائة المقارنة بالفترة ذاتها من عام 2015.
كما حافظت الكويت على مكانتها ضمن قائمة الدول العشر الرئيسة المصدرة للسياحة إلى دبي بزيادة قدرها 119 ألف سائح وقطر التي شهدت ارتفاعا بنسبة 26 في المائة في أعداد السياح الوافدين منها مسجلة أداء إقليميا قويا.
وحافظت شبه القارة الهندية أيضا على مكانتها الفعالة إذ ساهمت بحصة كبيرة من حركة السياحة إلى دبي مع ارتفاع عدد سياح دبي من الهند بنسبة 17 في المائة خلال الربع الأول من العام الحالي ليصل إلى 467 ألف سائح واحتلت المرتبة الثانية على قائمة الدول العشر الرئيسة لزوار الإمارة تليها باكستان التي شهدت زيادة بنسبة 18 في المائة خلال الفترة ذاتها.
كذلك حافظت أوروبا الغربية على مكانتها كثاني أكبر منطقة مصدرة للسياحة إلى دبي إذ بلغت نسبة الزوار القادمين منها 23 في المائة من إجمالي الزوار الوافدين إلى الإمارة في الربع الأول من العام الحالي وذلك رغم ما واجهه العالم من تقلبات اقتصادية.
ووصل عدد السياح من المملكة المتحدة إلى 334 ألف سائح فحققت ارتفاعا بنسبة 10 في المائة خلال الربع الأول من العام الحالي محافظة على مكانتها كثالث أكبر دولة مصدرة للسياحة إلى دبي.
وتضمنت قائمة الدول الأولى المصدرة للسياح الوافدين إلى جانب المملكة المتحدة كلا من ألمانيا التي سجلت 171 ألف سائح وفرنسا التي حافظت على ثباتها على مدار الربع الأول من العام الحالي مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي لتسجل 76 ألف سائح بينما شهدت إيطاليا نموا بنسبة خمسة في المائة بما يمثل 69 ألف سائح.
وجاءت الولايات المتحدة الأمريكية ضمن قائمة الأسواق العشرة الكبرى في الربع الأول من العام الحالي حيث قدم منها 166 ألف سائح بالإضافة إلى الصين التي شهدت ارتفاعا بنسبة أربعة في المائة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي بعكس إيران التي كانت السوق الوحيدة التي شهدت تراجعا في عدد الزوار.
كما شهدت الفلبين ـ التي اندرجت ضمن قائمة الأسواق العشرين الكبرى ـ نموا بلغت نسبته 25 في المائة في الربع الأول من العام الحالي مقارنة بالفترة ذاتها من عام 2015 بينما زاد عدد السياح الكنديون بنسبة تسعة في المائة حلال العام الحالي مع تراجع عدد السياح الوافدين من مصر وروسيا والأردن وأستراليا وهولندا.
وشهدت دبي مع مطلع العام الحالي بداية حيوية خصوصا مع ما تشهده من تطوير وتنفيذ لعدد من المشاريع والمبادرات والمناسبات التي جاءت على رأس أولويات برنامج الجذب السياحي إذ شهد يناير وفبراير الماضيين مزيدا من الإضافات المهمة على جدول فاعليات ومهرجانات دبي السنوية مع إطلاق “مهرجان إكس يوغا دبي” إضافة إلى انطلاق “مهرجان دبي للتسوق” بحلته المتجددة و”مهرجان دبي للمأكولات”.
وتأتي مشاريع تطوير وتزيين المدينة على طول الشواطئ والسواحل والمتنزهات والمساحات الخضراء من بينها مشروع تطوير كورنيش الجميرا الذي يصل طوله إلى 14 كيلومترا وتطوير معالمها الثقافية والتراثية مدفوعة بتجديد أقدم الأحياء في المدينة كجزء من منطقة دبي التاريخية من بين المشاريع الرئيسة التي اكتسبت زخما في الربع الأول من العام الحالي.
ونما قطاع التجزئة نموا ملحوظا وتنوعا كبيرا في عروضه في عدد من مناطق التسوق الجديدة والعلامات التجارية العالمية مثل “سيتي ووك 2″ و”بوكس بارك” و”مجمع الشاطئ” في جميرا بيتش ريزيدنس التي تضاف إلى مساحة التجزئة التي تزخر بها دبي بما تتضمنه من تعدد مراكز التسوق التي يزيد عددها عن 95 مركزا للتسوق بالإضافة إلى الأسواق الشعبية التقليدية.
وتشمل مشاريع تطوير قطاع التجزئة الرئيسة الأخرى إلى ما يقرب من 400 ألف متر مربع من مساحات التجزئة الإضافية المقرر إنجازها في العام الحالي في جميع أنحاء دبي مثل توسعة “سوق التنين 2” التي تغطي مساحة 1.9 مليون قدم مربع بالإضافة إلى “أوتليت فيليج” الجديدة التي تقع ضمن عدد من الحدائق الترفيهية وكذلك المرحلة الثانية من “دبي مول” مما يضمن اتساع نطاق مساهمة القطاع السياحي في اقتصاد الإمارة.
كما شهدت الإمارة زيادة في مجموع فنادقها ليصل إلى 676 منشأة مع نهاية الشهر الماضي تضم 98 ألفا و949 غرفة موزعة على جميع فئات الفنادق والشقق الفندقية.
وتضمن المشاريع الفندقية التي تشهدها دبي استمرار محافظة المدينة على الرفاهية التي طالما اشتهرت بها مثل “بالاتزيو فرساتشي” و”سانت ريجيس دبي” في حين أن مجموعة فنادق الفئة المتوسطة الجديدة التي تحفزها مبادرات دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي تزيد من الخيارات المتاحة أمام الزوار.
وواصلت دائرة السياحة والتسويق التجاري بدبي العمل عبر النظم الإيكولوجية للسفر والتجارة إلى جانب الاستفادة من الشراكات التعاونية مع الشركاء والجهات الفعالة الرئيسة بما يشمل التوقيع على شراكات إستراتيجية في فبراير الماضي مع اثنين من أكبر جهات القطاع بالصين وهما “يونيون باي إنترناشيونال” و”تنيو” التي تعد واحدة من أكبر منصات خدمات السفر الترفيهي عبر الإنترنت في البلاد.
ويأتي الافتتاح المرتقب لعدد من المتنزهات الترفيهية في النصف الثاني من العام الحالي بما في ذلك “دبي باركس آند ريزورتس” و”أي إم جي” عالم من المغامرات و”دبي سفاري” بالإضافة إلى “دار أوبرا دبي” وأول استعراض مسرحي دائم “لا بيرل” من إنتاج وتصميم “دراجون” في منتجع الحبتور سيتي كجزء من إستراتيجية واسعة النطاق تهدف إلى تعزيز صورة الإمارة وعوامل الجذب فيها وذلك من خلال كثير من الفاعليات والتجارب المصممة خصيصا لاستقطاب أنظار الزوار بما يعزز مكانة دبي العالمية بين العائلات والباحثين عن التشويق.
كما ستمثل هذه المشاريع المميزة عند الانتهاء منها إضافة محورية إلى مقومات دبي السياحية لا سيما أنها تقام لأول مرة على مستوى الشرق الأوسط حيث من المتوقع أن تستقطب مزيد من السياح من مختلف أنحاء العالم خصوصا من الأسواق الرئيسة القريبة.
وتساعد الزيادة المتوقعة في أعداد السياح التي تحققها معالم الجذب السياحي هذه على دفع أعمال التطوير داخل القطاع السياحي بالإمارة عموما على صعيد القطاعين العام والخاص على حد سواء في ظل تطوير مرافق الضيافة ومتاجر البيع بالتجزئة والمرافق الترفيهية الجديدة بالإضافة إلى مشاريع البنية التحتية المصممة لتعزيز تجربة الزوار منذ لحظة وصولهم حتى مغادرتهم.
أضف تعليق