تصدرت إمارة دبي “مؤشر أداء العقارات المكتبية العالمي” لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا للعام 2016، الصادر عن شركة “جيه إل إل” الشركة الاستشارية الرائدة عالمياً في مجال الاستثمار العقاري، وذلك بنمو بلغ 20%، تلتها العاصمة المصرية القاهرة بنمو بلغ 16.7% بمعدل سنوي خلال الربع الثاني من العام الحالي.
وسجلت المنطقة نمواً في الإقبال على إيجار العقارات المكتبية الفاخرة بلغ 11.3% بمعدل سنوي في الربع الثاني من العام، وذلك مقارنة بنسبة 11.9% بمعدل سنوي في الربع الأول، وهو ما يؤكّد الطبيعة “ذات الفئتين” للسوق الإقليمية التي ما زالت تشهد طلباً على العقارات الفاخرة مثل تلك في مركز دبي المالي العالمي على سبيل المثال الذي يُعد أهم موقع في الإمارة لهذه الفئة من العقارات، في حين لا تلاقي العقارات الثانوية سوى طلباً محدوداً.
وبهذا الصدد، قال جيرمي كيلي، المدير في قسم الأبحاث العالمية لدى جيه إل إل: “ما زال الطلب على العقارات المكتبية نشطاً في العديد من الأسواق العقارية التجارية الرائدة عالمياً، وذلك رغم تفاقم حالة انعدام اليقين السياسية والاقتصادية التي تدفع بالمؤسسات إلى التعامل مع هذا الواقع بمزيد من الحذر”.
وأضاف كيلي: “تقوم السوق على أسس راسخة، ولا يزال الإقبال المؤسسي محافظاً على قوّته، ولاسيما في دبي، إذ نشهد تراجعاً مستمراً في معدلات الشواغر ضمن مركز دبي التجاري العالمي، مما يؤدي بالتالي إلى ارتفاع أسعار الإيجارات، على النقيض من مواقع أخرى بقيت الأسعار فيها دون تغيير في معظم الحالات”.
ومن ناحية الأداء العام والطلب في دبي خلال الربع الثاني من العام الجاري، فإنّ قطاع الأعمال المركزي (CBD) والمنطقة الممتدة من المركز التجاري العالمي حتى مركز المدينة مازالا يحظيان بشعبية واسعة النطاق، وهو ما تؤكده أسعار الإيجار المرتفعة التي يتراوح متوسطها في الوقت الراهن عند حوالي 1,922 درهم للمتر المربع الواحد بما يعكس انخفاض الشواغر.
ويعزى النمو الذي شهدته القاهرة بالدرجة الأولى لانتقال الشاغلين إلى عقارات أعلى جودة تقع ضمن مناطق أكثر استراتيجية، وذلك على نقيض دبي.
لمحة عامة على توقعات نمو الإيجارات في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خلال الأشهر الستّة المقبلة:
نجح أكبر سوقين إقليميين للعقارات التجارية في الصمود بوجه العواصف الاقتصادية والسياسية التي شهدها عام 2016، ولاسيما التصويت البريطاني على الخروج من الاتحاد الأوروبي، والذي كان من المحتمل أن يزعزع المشهد خلال الربع الثاني. وفي حين عانت بعض الأسواق من مصاعب جمّة كي تحافظ على زخم إيجابي، فقد صمدت أسواق أخرى بقوّة لتواصل النمو والتوسّع، مثل أسواق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وفي طليعتها دبي والقاهرة.
وعند النظر إلى النصف الثاني من العام الجاري، فإنّه من المتوقع أن تحافظ أسعار إيجارات العقارات الفاخرة في المنطقة على استقرارها حتّى نهاية السنة، مع استمرار وجود معروض جديد في الأسواق. غير أننّا نرى بأن الطبيعة “من الفئة الثانية” للسوق ستبقى على حالها، إذ سيتركّز معظم الطلب على العقارات عالية الجودة، مع محدودية في الإقبال على عقارات الفئة الثانية.
وفي هذا الإطار، قال كيلي: “من المتوقع أن ينتقل نمو الإيجارات في دبي إلى مستويات أكثر إيجابية خلال النصف الثاني من العام، حيث نستبعد حدوث أي هبوط في الأسعار بحكم أن معظم الإقبال يتركّز ضمن فئة العقارات عالية الجودة التي تشهد تضاؤلاً في الشواغر، وذلك بالتوازي مع محدودية في الإقبال على العقارات الأقل جودة كخيار بديل”، وأضاف: “ستنصب أولوياتنا خلال الأشهر الستّة القادمة في مواصلة رصد وتحليل التطورات الإقليمية من أجل تزويد عملائنا بأحدث وأدقّ المعلومات الممكنة كي يستندوا إليها في اتخاذ قراراتهم وإعداد استراتيجياتهم العقارية في المنطقة”.
يشار إلى أن تقرير “مؤشر أداء العقارات المكتبية العالمي” يحلّل أوضاع أسواق الإيجارات العقارية حول العالم على أساسٍ ربع سنوي، مع تسليط الضوء على نمو الإقبال الذي تحظى به العقارات المكتبية في أهم مدن أوروبا والشرق الأوسط وشمال أفريقيا والأمريكيتين ومنطقة آسيا والمحيط الهادي.
أضف تعليق