كشفت شركة استثمار مقرها في لندن ويقودها أليخاندرو بارنابا المصرفي السابق في “جيه بي مورغان تشيس” عن خطة مفاجئة بشأن شركة “تيليكوم إيطاليا” (Telecom Italia SpA)، من شأنها وقف بيع شبكتها الأرضية، والإطاحة بالرئيس التنفيذي.
خاطبت شركة “ميرلين أدفيزرز” (.Merlyn Advisors Ltd)، وهي مستثمر بحصة أقلية في “تيليكوم إيطاليا” مجلس إدارة شركة الاتصالات يوم الجمعة، برسالة تحثها فيها على الاحتفاظ بالشبكة الأرضية في عملية بيع وحدة الخدمات الاستهلاكية والوحدة البرازيلية “تيم” (Tim SA)، وفقاً لوثيقة اطلعت عليها “بلومبرغ”.
اقترحت “ميرلين” في الخطة اندماجاً بين “تيليكوم إيطاليا” و”أوبن فايبر” (Open Fiber SpA) باستثناء أعمال المناطق الحضرية الأصغر حجماً التابعة للشركة المنافسة، ما من شأنه التخلص من مخاطر مكافحة الاحتكار، وفقاً لما جاء بالوثيقة.
كما تدعو خطة “ميرلين” إلى أن تضطلع مؤسسة الإقراض الحكومية في إيطاليا “كاسا ديبوستيتي بريستيتي” (Cassa Depositi Prestiti) بدور استراتيجي في الشركة الجديدة المقترحة. يُشار إلى أن المؤسسة تمتلك حوالي 10% في “تيليكوم ايطاليا” والحصة المسيطرة في “أوبن فايبر”.
وصفت “ميرلين” أداء بيترو لابريولا الرئيس التنفيذي لشركة “تيليكوم إيطاليا” بأنه “مخيب للآمال حقاً”، واقترحت بأن يحلّ محله ستيفانو سيراغوسا، نائب المدير العام السابق لـ”تيليكوم إيطاليا”. انضم سيراغوسا، وهو المدير الشريك في “آر إن كابيتال بارتنرز ” (RN Capital Partners) لإدارة الأصول البديلة إلى اقتراح “ميرلين”.
رفض ممثلو “تيليكوم إيطاليا” و”ميرلين” و”آر إن كابيتال” التعليق على الأمر.
قال بارنابا في مقابلة مع صحيفة “لا ريبوبليكا” الإيطالية يوم السبت: “نريد شبكة وطنية تقودها الدولة مثل شبكة تيرنا، لأن هذا سيخلق قيمة كبيرة للجميع”، في إشارة إلى مشغل شبكة الكهرباء المملوكة للحكومة الإيطالية.
أضاف: “لا نريد صندوقاً أجنبياً”، موضحاً أن “ميرلين” لم تعقد بعد محادثات مع “كاسا ديبوستيتي بريستيتي”، ولا مع شركة الإعلام الفرنسية “فيفندي” (Vivendi SE) وهي أكبر مستثمر في “تيليكوم إيطاليا”.
يعد لابريولا صاحب فكرة بيع الشبكة الأرضية التابعة لشركة الاتصالات، وستشكّل صفقة البيع علامة فارقة بالنسبة إلى الشركة فيما تسعى إلى خفض ديونها الإجمالية البالغة حوالي 30 مليار يورو.
كانت شركة الاستثمار في الأسهم الخاصة الأميركية العملاقة “كيه كيه آر آند كو.” (.KKR & Co) قدمت عرضاً ملزماً خلال الشهر الجاري، وسيخضع للمراجعة من قبل مجلس إدارة “تيليكوم إيطاليا” الأسبوع المقبل. قال أشخاص مطلعون على الأمر إن “كيه كيه آر” قدرت قيمة شبكة الخطوط الأرضية التابعة لـ”تيليكوم إيطاليا” بنحو 23 مليار يورو، بما في ذلك بعض الأرباح.
ربما تشكّل خطوة “ميرلين” دعماً استراتيجياً لعملاقة الإعلام الفرنسية “فيفندي”، والتي كانت عارضت الصفقة لعدة أشهر قائلة إنها لن تقبل أي عرض يقل عن 30 مليار دولار. رفضت المتحدثة باسم “فيفندي” التعليق على الخطاب الذي أرسلته “ميرلين”.
تمتلك “ميرلين” حصة أقل من 3% في “تيليكوم إيطاليا”، لكن خطابها يشير إلى أنها ستدرس رفع حصتها إلى أكثر بقليل من مستوى 5%، للحصول على حق يخوّل لها الدعوة إلى عقد اجتماع للمساهمين إذا لم يستبعد مجلس الإدارة لابريولا من منصبه.