تقارير

خاص : متغيرات عاصفة تحيط باجتماع “أوبك ” الـ168

يشكل  اجتماع أوبك اليوم لحظة فارقة فى تاريخ النفط فى ظل تهاوى الأسعار بنسبة تقارب الـ60% منذ يونيو 2014 إذ يترقب الجميع ما ستقرره الدول الأعضاء حيث أن اتخاذ أي خطوة هذه المرة سيكون أكثر صعوبة هذه المرة، فى ظل عودة إندونيسيا و النفط الإيراني إلى السوق ,إعلان روسيا عدم حضور الاجتماع وإصرارها على زيادة الإنتاج وتلاشي التعاون بين المنظمة والمنتجين غير الأعضاء .

 

الاجتماع
بدأ الاجتماع العادي رقم 168 لمنظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك”، على مستوي وزراء نفط والطاقة الممثلين للدول الأعضاء، بمقر المنظمة الرئيس بالعاصمة فيينا، حيث افتتح وزير النفط والموارد النيجيري، إيمانويل ابكاشيكو، رئيس الاجتماع، أعمال الدورة الحالية بكلمة قصيرة، رحب فيها بعودة إندونيسيا إلى المشاركة في جهود المنظمة، بناء على طلب تقدمت به لإعادة تفعيل عضويتها بعد مرور 7 سنوات من الجمود.

وقال رئيس الاجتماع، قبل التحول إلي الجلسة المغلقة، إن الوزراء المشاركين في اجتماع اليوم، سيناقشون التطورات التي طرأت على سوق النفط العالمي، خلال الشهور القليلة الماضية، بهدف الحفاظ على استقرار السوق وبالتجاوب مع الاحتياجات المستقبلية المتوقعة ومعدلات نمو الاقتصاد العالمي.

تباين التوجهات
وتطالب بعض الدول الأعضاء في “أوبك”، التي تنتج دولها نحو 40% من الناتج العالمي للنفط ويملك أعضائها نحو 70% من الاحتياطي العالمي للخام، كفنزويلا وإيران والجزائر بخفض الإنتاج لدعم أسعار الخام التي تراجعت إلى مستويات تقارب الـ 44 دولارا للبرميل.

ومن جهة أخرى، ترى الدول الخليجية بقيادة السعودية، أكبر منتجي الخام في “أوبك”، أن الأولوية هي المحافظة على الحصة السوقية والإبقاء على مستويات الإنتاج الحالية للمنظمة والبالغة نحو 30 مليون برميل يوميا وترك تحديد الأسعار لآلية السوق.

ولكن تقاعس “أوبك” عن اتخاذ أي خطوة سيكون أكثر صعوبة هذه المرة، خاصة أن جدول أعمال اجتماع المنظمة سيتناول اليوم مسألة عودة النفط الإيراني إلى السوق بعد رفع العقوبات الدولية عن إيران التي تعتزم زيادة إنتاجها النفطي بنحو نصف مليون برميل يوميا فور رفع هذه العقوبات، في وقت تجاوز إنتاج النفط العالمي الطلب بمقدار بين نصف مليون ومليوني برميل يوميا.

وكذلك عودة إندونيسيا إلى عضوية “أوبك”، بالإضافة إلى الدفاع عن الحصة السوقية في مواجهة منتجين أخرين في العالم كروسيا، ومنتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة، لذلك لا يستبعد بعض المحللين أن تقوم “أوبك” بزيادة حصص الإنتاج، بالرغم من أن مثل هذه القرار سيكون غير مناسب للسوق.

خطة للضغط
وتأتي هذه التكهنات في وقت ذكرت فيه وكالة “إنرجي إنتليجنس” أن السعودية ستقترح خلال الاجتماع اتفاقا يهدف لتحقيق التوازن بسوق النفط يشمل مطالبة إيران والعراق بالحد من نمو الإنتاج، كما يتضمن تدخل الدول غير الأعضاء في المنظمة مثل روسيا العضو المراقب في “أوبك”، والتي أعلنت في وقت سابق أنها لن ترسل وفدا لإجراء مشاورات، ولن تحضر اجتماع المنظمة.
وكشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية عن خطة داخل منظمة أوبك للضغط على الدول الاعضاء في اجتماع فيينا اليوم لوزراء نفط المنظمة الاثني عشر، حتى تخفض إنتاجها اليومي البالغ 10 ملايين برميل لدعم مستوى الأسعار، مشيرة إلى أن وزير النفط الإيراني سيطالب المملكة بذلك. وأوضحت الصحيفة أن الدعوة الإيرانية تأتي في الوقت الذي تستعد فيه إيران لضخ 500 ألف برميل إضافية على الأقل بعد رفع العقوبات الاقتصادية عنها مع بداية العام المقبل، فيما تشير تقارير اقتصادية متواترة إلى جاهزية أكثر من 30 مليون برميل نفط إيرانية في الناقلات، لضخها في السوق على الفور حين ينتفى السبب بانتهاء المراجعات الغربية حاليًا لوضع إيران على أثر الاتفاق النووى الموقع معها مؤخرًا.

وأشارت الصحيفة إلى أن إستيراتجية أوبك التي قامت على الحفاظ على حصتها السوقية منذ اجتماع العام الماضى لم تحقق نجاحًا ملموسًا في خروج منتجي النفط الصخري من السوق، وذلك على الرغم من تراجع إنتاج الولايات المتحدة بمعدل 500 ألف برميل يوميًا، بعد أن أغرقت السوق بحوالى 4 ملايين برميل خلال السنوات الأربعة الأخيرة، من جهته دعا وزير النفط العراقي عادل عبدالمهدي إلى ضرورة تحرك أوبك جماعيًا لرفع أسعار النفط، والإبقاء على وحدة المنظمة على الرغم من المواقف المتباينة في داخلها، وبقاء الأسعار في مستويات غير مرضية حاليًا بالنسبة للجميع، وفيما أكدت السعودية مرارًا خلال الاسابيع الماضية على رغبتها في التعاون مع الشركاء من داخل وخارج أوبك لدعم استقرار السوق، ومن المستبعد أن توافق على خفض الإنتاج من جانبها فقط، حتى لا يفوز آخرون بحصتها دون أن يؤدي ذلك إلى دعم الأسعار، ويبلغ إنتاج العالم حاليًا حوالى 94 مليون برميل، فيما تنتج أوبك 31 مليون برميل فقط.

التداولات

وعلى صعيد التداولات، شهدت أسعار النفط تقلبات قبيل اجتماع “أوبك”، حيث ارتفعت العقود الآجلة للخام الأمريكي تسليم شهر يناير/كانون الثاني بحلول الساعة 11:02 بتوقيت موسكو، بنسبة 0.19% ما يعادل 8 سنتات إلى 41.16 دولار للبرميل.

في حين، هبطت العقود الآجلة للمزيج العالمي “برنت” تسليم الشهر نفسه بنسبة 0.32% ما مقداره 14 سنتا إلى 43.70 دولار للبرميل.