أسالت العملة الافتراضية لعاب المستثمرين حيث تعانقت وشهيتهم للربح السريع ,وبالرغم من أن البيتكوين الأكثر تأرجحاً فخلال يوم واحد فقط يمكن أن تربح الالاف الدولارات وتخسرها بعد ساعات بفعل تحركاتها العنيفة وموجات التذبذب الحادة إلا أن ذلك لم يكبح جماح المستثمرين ويمنعهم من اللهث خلف مكاسبها السريعة .
حمى الاستثمار فى العملة الرقمية رفعت حجم التد فقات الواردة إليها منذ مطلع العام الجارى بنحو 3.2 مليار دولار رغم التحذيرات التى أطلقها الخبراء وبيوت الخبرة المالية والتأكيدات المتتالية حول كونها فقاعة والتى كان آخرها تشكيك محمد العريان فى قيمتها وقال إنها سلعة وليست عملة. وأضاف أن العملات عادة ما تكون مخزنا للقيمة، و أن تكون قابلة للتنبؤ ومستقرة حتى تعمل كوسيلة للتداول بينما شبهها وران بافييت بـ”السراب ” .
موجات التحذير لم تمنع الصعود الصاروخى للعملة الافتراضية ,التى صالت وجالت مهددة عرش الدولار حيث ارتفعت أمام ملك العملات الأمريكي بنسبة 1900% الأمر الذى دفع رئيس بنك «يو بى اس»إلى حث البنوك المركزية فى أنحاء العالم على الاعتراف بالعملات الرقمية محذرا صناع السياسة من مخاطر تجاهل وسائل الدفع الاكثر تطورا
وقال إكسل ويبر، رئيس البنك السويسرى فى مقابلة أجرتها معه صحيفة فاينانشال تايمز، إن البنوك المركزية يجب أن تكون أكثر انفتاحا وتقوم بإصدار عملات إلكترونية جديدة خاصة ببلدانها وهو ما سيوفر فى رأيه مكاسب كبيرة للمجتمع.
إكسل ويبر، المحافظ السابق للبنك المركزى الألمانى والمرشح الأوفر حظا بمنصب رئيس البنك المركزى الأوروبى مستقبلا من أبرز الوجوه العالمية المؤيدة للعملات الافتراضية التى تنادى بأنها تناسب الشباب الذى يفضل الدفع عبر هواتفهم المحمولة بعيدا عن تعقيدات البنوك، وأنها تناسب أيضا الدول مترامية الأطراف مثل الدول الإفريقية حيث ترتفع تكاليف تحويل الأموال.
وأطلقت 6 بنوك عالمية مبادرة لإصدار أول عملة رقمية فى شهر أغسطس الماضى وهى بنوك باركليز، «إتش إس بى سى»، كريدى سويس و»يو بى اس» وإمبريال بنك الكندى للتجارة و»ستيت ستريت» و»إم يو إف جى»، ومن البنوك المشاركة فى المشروع أيضا دويتشه بنك الألمانى وبانكو ستاندر الإسبانى.
هل تصبح البيتكوين عملة العالم ؟
الاقتصادى الشهير كينز طالب فى أربعينيات القرن الماضى بأن تكون هناك عملة للعالم، فهل تملك البيتكوين القدرة على ذلك ؟
قام رودريغو باتيستا الرئيس التنفيذي لـ Mercado Bitcoin،بتطوير أول موقع برازيلي لتبادل عملة البيتكوين وأحد أكبر مواقع العملات الرقمية في أمريكا اللاتينية، مشروع عملة رقمية موحدة.موقع “ميركادو بيتكوين” يتيح حاليا تبادل العملة البرازيلية بكل من bitcoin أو litecoin (عملات موجودة فقط على الإنترنت)، لكن باتيستا أطلق مع بداية هذا الشهر أغسطس/آب مشروعا لعملة رقمية عالمية جديدة تسمى “ستيلر”.
وكانت مؤسسات غير ربحية قد كشفت الأسبوع الماضي عن المشروع الذي يعمل فيه أحد أهم مطوري مشروعات العملة الرقمية في العالم، والذي يسمى Jed McCaleb، بالتعاون مع واحدة من كبرى الشركات الناشئة في عالم “المدفوعات عبر الإنترنت” سريع التطور، وهي شركة Stripe.
ويهدف مشروع ستيلر إلى توسيع انتشار العملات الرقمية في قطاع كبير من الجمهور على مستوى العالم، ولتوفير وسيلة أكثر سلاسة لنقل جميع أنواع العملات عبر الإنترنت، وتحويلها إلى عملة رقمية موحدة.
كذلك يهدف المشروع إلى توحيد المشاريع السابقة من bitcoin و litecoin في مشروع واحد أكبر، لتنتقل هذه التكنولوجيا إلى مرحلة العالمية، تصل مزاياها إلى المستهلك العادي للإنترنت حول العالم.
ويقول باتيستا: “الأمل هو أن تتبنى الشركات والمؤسسات في العالم هذه التكنولوجيا، وتخلق شبكة مشتركة يمكن من خلالها نقل العملات على الإنترنت لتحويلها إلى العملة الرقمية العالمية الجديدة”.
لا يزال الطريق طويلا أمام المشروع، لكن وراءه أشخاص بخبرات ممتازة في مجال “المال على الإنترنت”، طبقا لما يقوله باتيستا، وحظي المشروع باهتمام غير عادي في الأيام الخمسة الأولى على إطلاقه.يُذكر أن مشروع ستيلر من البرمجيات المفتوحة، التي يمكن لأي شخص عادي استخدامها مجانا، وخلال ساعة من الكشف عنها، تبنتها بالفعل واحدة من شركات صرف العملات، كما اشترك في حساباتها أكثر من 110 آلاف شخص.
البيتكوين وفقا للخبراء لا تحمل تلك الملامح ولا تملك تلك القدرة، فعملة العالم لا بد أن تتصف بالوفرة، والبيتكوين على العكس تتصف بالندرة، فحاليا هناك نحو 16.5 مليون بيتكوين فى مجال التداول بقيمة تزيد عن 100 مليار دولار، مرشحة للزيادة فى ظل الارتفاع المتواصل فى قيمتها، لكن فى النهاية لا يمكن أن تقارن بحجم العملات المتداولة فى العالم، ومع الأخذ فى الاعتبار كذلك أن 25% من عملة البيتكوين المتداولة يضيع بسبب عدم المحافظة عليه بشكل صحيح، أو أن مفاتيح التشفير فقدت أو لغير ذلك من الأسباب التقنية.
التهديدات المحتملة لبيتكوين في عام 2018
في أوائل ديسمبر 2017، سرق بعض المتسللين 4700 بيتكوين من NiceHash، منصة كريبتوكيرنسي، بقيمة حوالي 80 مليون $. هذه مجرد حادثة من قائمة طويلة من الحوادث من نوع مماثل بواسطة القراصنة كونها قادرة على الوصول إلى حسابات كريبتوكيرنسي واتخاذ مبالغ كبيرة من المال.
القراصنة لديهم في بيتكوين كنزا يتحدث لغتهم، كنز للاستيلاء علىه إذا أخذوا فرصهم. وفقا ل كاسبيرسكي، 2018 سيكون العام من الاكواد البرمجية الخبيثة لسرقة البيتكوين. قد يكون الاستيلاء على الملايين من أجهزة الكمبيوتر دون إذن واستخدامها لإزالة الألغام كريبتوكيرنسيز أو ما يعرف بالتعدين شيء نسمع عنه خلال العام المقبل.
كما يمثل 2018 تحديا للبنية التحتية بيتكوين . صعوبة أن منصات كريبتوكيرنسي غير قادرة على التعامل مع المزيد من الزوار عند يصل الزوار إلى اعلى مستويات قد نشرت قدرًا معينًا من انعدام الأمن بين المشترين والبائعين الذي شهدوا كيف استغرقت أوامرهم ساعات إن لم يكن أيامًا لتفعيلها.
المنظور التقني أحد التحديات الرئيسية لبيتكوين
إن أكبر قدر من عدم اليقين بشأن بيتكوين هو القدرة على التعامل مع عدد الصفقات التي من المفترض أن تعالج شبكة من حجمها. في الوقت الحالي، عدد المعاملات في الثانية الواحدة التي يسمح بها بيتكوين هي 7، في حين أن فيزا يمكن التعامل معها في المتوسط 4000 (قمم 65000)، وهذا ينتج في المتوسط 10 دقيقة لكل معاملة. وقد حاول مجتمع تنمية بيتكوين حل هذه المشكلة، ونتيجة لذلك، تم إنتاج 6 شوكات على الأقل في الأشهر الثلاثة الماضية. معظمهم بهدف حل مشكلة التدرجية. ومع ذلك، لم يتمكن أي منهم من إيجاد حل طويل الأجل. من وجهة نظرنا، فإن الحل الوحيد الذي يمكن أن يكون مغيرًا- اللعبة هو “شبكة البرق” التي تضيف أساسا طبقة جديدة على الجزء العلوي من بلوكشين ويقلل من المعاملات إلى 2 فقط، واحد لفتح قناة بيرينغ واحد لإغلاق ذلك.
من ناحية أخرى، تعد عملية التعدين مهمة صعبة بشكل لا يستهان به تتطلب طنا من الطاقة (ومن ثم المال) لكي تكتمل، كما حدث مع قابلية بعض الشوكات (الذهب بيتكوين) موجهة لحل هذه المشكلة. ومع ذلك، فإن طبيعة المشكلة تجعل من الصعب العثور مرة أخرى على حل حقيقي. من وجهة نظرنا، وهذا هو المكان منظمة العفو الدولية يمكن أن تكون زميلة ممتازة. على سبيل المثال، ديبيند أي (جوجل) قد خفضت استهلاك الطاقة بنسبة 40٪ تقريبا.
هناك الكثير من التحديات التقنية التي تحتاج إلى معالجة من قبل بيتكوين ومجال التشفير. دور بيتكوين في المستقبل سوف يعتمد أساسا على كيفية تطوير التكنولوجيا وتحسينها.
أضف تعليق