اليوم الأحد، هو آخر يوم يقضيه جيف بيزوس في منصب الرئاسة التنفيذية لواحدة من أكثر الشركات قيمة في العالم، أمازون.
وقضى بيزوس في عملاق التجارة الإلكترونية، 27 عامًا، نجح خلالها في زيادة القيمة السوقية للشركة إلى 1.8 تريليون دولار.
وخلال هذه الفترة، زادت ثروته بنسبة 12425%، بزيادة 196 مليار دولار منذ عام 1998، عندما ظهر لأول مرة في قائمة فوربس 400 لأغنى الأمريكيين بصافي ثروة بلغت 1.6 مليار دولار.
والآن، تبلغ ثروة بيزوس 202 مليار دولار، ما يجعله أغنى شخص على وجه الأرض.
وحققت الشركة عام 2020 مبيعات بقيمة 386 مليار دولار، بمختلف القطاعات التي تضمها هذه المجموعة المترامية الأطراف ، من التجارة الإلكترونية والحوسبة السحابية إلى محال البقالة والذكاء الاصطناعي وإنتاج الأفلام.
ويدخل بيزوس الذي يُعتبر أغنى رجل في العالم مرحلة جديدة في حياته المهنية بعدما بنى انطلاقاً من مكتبة متواضعة على الإنترنت واحدة من أقوى الشركات في العالم، وهي “أمازون”.
ويتنحى رجل الأعمال البالغ 57 عاماً من منصب المدير العام غدا الإثنين لمساعده آندي جاسي، سعياً إلى تكريس نفسه لمشاريع أخرى ، أولها رحلة إلى الفضاء في 20 تموز/يوليو.
لكنه سيحتفظ بدور رئيسي في الشركة من خلال استمراره رئيساً تنفيذياً لمجلس إدارتها.
ويرى المحلل في “أندبوينت تكنولوجيز أسوشيتس” روجر كاي أن لدى بيزوس “غريزة معرفة ما سينجح” في السوق المقبلة.
ونجحت “أمازون” في التفوق على منافسيها بفضل اختيارها في السنوات الأولى “إعادة استثمار كل الأرباح في النمو”، على ما ذكّر كاي، موضحاً أن هذه الاستراتيجية كانت تثير أحياناً قلق المستثمرين ولكنها تبدو الآن “منطقية تماماً”.
وأشار بوب أودونيل من “تكناليسيس ريسيرتش” إلى أن جيف بيزوس لم يكن “الأول أو الوحيد” في مجال التجارة عبر الإنترنت “ولكنه فهمها وعمل على تحسينها”.
واعتبر أودونيل أن رئيس “أمازون” “أدرك خصوصاً الحاجة إلى توفير بنى تحتية” في هذا القطاع، سواء أكان من خلال إقامة شبكته الواسعة من المستودعات أو تكوين أسطوله من الشاحنات.
وأضاف أن”الكثير من الشركات الأخرى لم تشأ إنفاق الأموال على هذا الجانب وراء الكواليس”.
ومكّنت أرباح “أمازون” صاحبها من تكوين ثروته. وحتى بعد تفرّغه عن جزء من أسهمه في “أمازون” لزوجته السابقة بعد طلاقهما، تبلغ ثروة جيف بيزوس في الوقت الراهن نحو 200 مليار دولار وفقاً لمجلة “فوربس”.
ويتخلى بيزوس عن الإدارة اليومية لشركته من أجل تخصيص المزيد من الوقت لمشاريع أخرى كشركته “بلو أوريجين” التي ستطلق أول رحلة سياحة فضائية في 20 تموز/يوليو سيكون جيف بيزوس من بين ركابها.
ويمتلك رجل الأعمال أيضًا صحيفة “واشنطن بوست” واعلن أنه يريد تكريس وقت ومال لمحاربة التغير المناخي.
ضحية نجاحه
يأتي تنحي بيزوس في وقت توجه الجهات الناظمة أو تلك الناشطة في مجال الدفاع عن الموظفين انتقادات كثيرة إلى “أمازون” التي ارتفع عدد موظفيها في الولايات المتحدة إلى أكثر من 800 ألف بعد نمو أعمالها خلال الجائحة.
وفيما تركّز “أمازون” على أن الأجر بالساعة لديها يبلغ 15 دولاراً حداً أدنى، وأنها توفر امتيازات مختلفة للعاملين لديها، يأخذ عليها منتقدوها هوس بالفاعلية إلى درجة تجعلها تعامل الموظفين كما لو كانوا آلات.
وفي رسالته السنوية الأخيرة إلى المساهمين في نيسان/أبريل، وبعد محاولة فاشلة لتأسيس نقابة في مستودع لمجموعته في ألاباما، أقر جيف بيزوس بأن على “أمازون” أن تقدم أداءً أفضل لموظفيها ووعد بأن تصبح “أفضل ربّ عمل على كوكب الأرض”.
أما الجهات الناظمة التي تخشى تزايد سيطرة عدد قليل من شركات التكنولوجيا العملاقة على قطاعات كاملة من الاقتصاد، فتعتزم اتخاذ تدابير لتفكيك “أمازون” جزئياً.
وبالتالي، قد تصبح المجموعة “ضحية نجاحها” ، على ما قال كاي.
ولكن حتى لو قُسمت المجموعة إلى كيانات عدة، فإن كل واحدة منها “ستزدهر في سوقها الخاص”، بحسب توقعاته.
وأضاف “يمكنني بسهولة أن أتخيل سيناريو يكون فيه مجموع الأجزاء أكبر من الكل الموحد. لن يكون المساهمون حزينين لذلك”.
و 90% من ثروة بيزوس ، تكمن في حصته البالغة 10% في أمازون، حسب تقديرات فوربس.
وينتشر الباقي بين استثماره في شركة السياحة الفضائية Blue Origin، ومنازل مختلفة في جميع أنحاء البلاد، وصحيفة Washington Post ومجموعة من الاستثمارات في ما لا يقل عن عشرين شركة في مجال التكنولوجيا والتكنولوجيا الحيوية.
على مر السنين، باع بيزوس جزء من حصته في أمازون بحوالي 27 مليار دولار (قبل الضرائب)، ليحصل على عشرات المليارات ينفقها كما يشاء.