اخبار

جهود نور سلطان نزارباييف لحل العقدة السورية

To not copy!!!

بذل رئيس كازاخستان نور سلطان نزارباييف جهودا كبيرة لصنع السلام، وخفض التوترات في بلدان مختلفة ،بناء على قناعاته ومعتقداته ومواقفه الشخصية، بأهمية نزع فتيل الازمات قبل انفجارها، وخاصة بالنسبة للأزمة السورية،وفي الوقت الذي بدأت فيه محادثات جنيف ،فإنها جاءت استمرارا منطقيا لعملية “أستانا”.

وإذا اردنا أن نضع أيدينا على المشكلة من جذورها،يجب أن نقول أنه عندما وقعت سلسلة من الأزمات الاقتصادية العالمية والجيوسياسية ونمو الأصولية، لاشك أن ذلك قد تسبب في أزمة بالنظام العالمي، وخاصة أن قادة القوى العظمى تعتمد على قوة السلاح، وليس الإقناع، مما ينذر بتصاعد أي صراع إقليمي إلى مشكلة عالمية،ومن بينها على سبيل المثال، العقدة السورية.

العقدة السورية اليوم مرتبطة بقوة مصالح العديد من المراكز العالمية سواء بالنسبة لدول الغرب والشرق الأوسط وروسيا وتركيا وإيران ، ولكشف تفاصيل هذه العقدة يجب أن نعود للوراء قليلا.

علينا أن نذكر في البداية أن الاحداث اندلعت بين الرئيس السوري بشار الأسد والمتمردين، عندما طالبوا باستقالته، في عام 2011 ،هكذا بدأت المشكلة السورية ونمت لتصبح حربا أهلية واسعة النطاق، وخلالها اكتسبت المنظمات الإرهابية قوة كبيرة.

وكانت هناك محاولات في الحقيقة لحل الصراع عدة مرات، ولكن لم يكن هناك أي تقدم ملموس بها ،لذا كان من الضروري تدخل وسيط حسن السمعة، يفرض نفوذه بين موسكو وأنقرة، وسيط يمكن أن يصغي له كلا الجانبين .

ونتيجة لذلك، في بداية هذا العام، اقترح فلاديمير بوتين ورجب طيب أردوغان البدء في حوار السلام في كازاخستان، وبالتالي خلق منصة إضافية في عملية السلام السورية “أستانا”، بالإضافة إلى جنيف، وقد أيد رئيس كازاخستان نور سلطان نزارباييف، ذلك خلال محادثات هاتفية مع رؤساء دول هذه المبادرة، وأعلن استعداده لتقديم مثل هذا المنبر، ولكن حتى بعد تحقيق هذا الاتفاق الثلاثي، لم يكن أحد يمتلك الثقة الكاملة في جلوس الطرفين على طاولة المفاوضات.
وقد تم تسليط الكثير من الأضواء على هذه المبادرة مما جعل الرهانات كبيرة جدا على المحك، ومع ذلك، اتخذ زعيم كازاخستان نهجا استباقيا وبذل كل جهد ممكن للحوار ،بالإضافة إلى مفاوضات شخصية مع رؤساء الدول المعنية، كما عقد نور سلطان نزارباييف لقاء مع المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في سوريا، ستيفان دي مستورا لتذليل أية عقبات، فمنذ بداية الصراع قتل أكثر من 300 ألف شخص ، ولم يسفر العنف عن أية حلول جذرية ،وكل هذا يشجعنا على الأمل في أن هذه المسألة لا يمكن حلها إلا بالوسائل السلمية”، وهو الموقف المبدئي من الرئيس نور سلطان نزارباييف، ونتيجة لترتيبات معقدة ودبلوماسية ماهرة ،بدأت فاوضات السلام من الحكومة السورية ،والمعارضة السورية المسلحة بمشاركة الأمم المتحدة، روسيا، تركيا، إيران والولايات المتحدة في أستانا في 23-24 يناير 2017.

ولأول مرة في حوار مباشر تتم مناقشة مقترحات وقف إطلاق النار ومواصلة الحوار السياسي لتسوية النزاع.

ونتيجة لذلك، فإن روسيا، إيران وتركيا، بوصفها ضامنة للهدنة في سوريا وافقت على إنشاء آلية مراقبة ثلاثية لنظام وقف إطلاق النار ، وهذه هي النتيجة الرئيسية لعملية أستانا، كما دعا الخبراء الدوليين لاستئناف المحادثات في عاصمة كازاخستان كخطوة أولى نحو تطبيع الوضع في سورية.

وبطبيعة الحال، فإن هذا يعد نجاحا كبيرا، وقد أعربت جميع الأطراف المعنية عن امتنانها لجهود سلطان نزارباييف لتنظيم المفاوضات مشيرين إلى أن زعيم كازاخستان قد لعبت دورا كبيرا في محادثات جرت بطريقة بناءة.

وطرح زعيم المعارضة، محمد علوش، تعليقا على نتائج المحادثات قائلا إن “هذه العملية بدأت التغييرات الدستورية في البلاد، ووضعت حدا للحرب أهلية.”

ومهما كان الوضع ، فإن المحادثات التي عقدت في “أستانا” كسرت جمود الوضع السياسي المتأزم في سورية، والذي امتد على مدى السنوات الست الماضية ، ووضع الأساس لمزيد من الحوار مع الخصوم المتصارعين، وأعطي فرصة لتطبيع العلاقات في سورية.