القمة العالمية لطاقة المستقبل

“جنرال إلكتريك” تؤكد تعاونها مع “مصدر” في ايجاد حلول لموارد الطاقة والمياه

أكدت شركة “جنرال إلكتريك” المسجلة في بورصة نيويورك أن دولة الإمارات قطعت أشواطا هامة في الترويج لمفاهيم التنمية المستدامة وكفاءة استخدام الطاقة.

وقالت إنها مستعدة لأن تكون شريكا للدولة على المدى الطويل والتعاون مع مجتمع الباحثين المحليين لدعم أهداف الإمارات في مجال الطاقة النظيفة .

وأعلنت “جنرال إلكتريك” في هذا الصدد أنها ستتعاون مع “مصدر” لتنفيذ أولى عمليات المعالجة المتكاملة لمياه الصرف الصحي باستخدام الطاقة المتجددة .

وقالت ديبورا فرودل المدير التنفيذي العالمي لمبادرة “الإبداع البيئي” في “جنرال إلكتريك” في تقرير أعدته الشركة الأمريكية بالتعاون مع “معهد الموارد العالمية” بعنوان “الطاقة والمياه بين المخاطر والمزايا: تحديات وفرص وأفكار للابتكار في ثنائية الطاقة والمياه” إن توزع موارد الطاقة والمياه في الطبيعة يعني عدم قدرة أية شركة أو قطاع أو دولة أو حتى منطقة على ضمان الحصول على الطاقة والمياه النظيفة بمعزل عن الآخرين .

و يلقي التقرير ـ الذي توزعه “جنرال الكتريك” في جناحها خلال فعاليات القمة العالمية لطاقة المستقبل التي تعقد في الفترة من 18 إلى 21 يناير 2016 في مركز أبوظبي الوطني للمعارض ـ الضوء على ضرورة التعاون في الابتكارات التي تحد من تكاليف إنتاج الطاقة وتوفر نماذج جديدة لتوفير المياه .

و قالت فرودل إنه يمكن تحقيق هذه الخطوات عبر توظيف التقنيات الحديثة التي تضاعف إنتاجية الطاقة النظيفة وتوزيعها من خلال تأسيس بنى تحتية ذكية مما يعود بفوائد محققة على قطاعي الطاقة والمياه في آن معا” .. مؤكدة وجود فرص كامنة ضمن قطاع الطاقة والمياه في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا .

و يتطرق التقرير إلى موضوعين رئيسيين يطرحان تساؤلين هامين ” أين تكمن المخاطر التي تواجهها الشركات في تحديات ثنائية الطاقة والمياه؟” و”ما هي الفرص المتاحة أمام الشركات لخفض هذه المخاطر وتلبية إحتياجات العملاء في الأسواق مستقبلا؟” .

ويركز التقرير على حلول الأعمال والنتائج الممكن تحقيقها للعملاء مسلطا الضوء على دور المنطقة في التوجه العالمي نحو الاستثمار في موادر الطاقة المتجددة وتعزيز الإنتاجية .. ويهدف إلى ترسيخ ثقافة الأبحاث المحلية عبر تحليل معمق للتحديات والفرص والأفكار التي تروج لكفاءة استهلاك مصادر الطاقة والمياه .

و أكد التقرير أنه في ضوء النمو السكاني المتسارع الذي تشهده مناطق الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تصبح تلبية الطلب على موارد المياه الرئيسية أكثر صعوبة وتكلفة إذ تعتبر هذه المناطق من أكثر بقع العالم شحا من حيث مصادر المياه ويعتمد العديد من دولها على عمليات التحلية لردم الهوة بين معدلات العرض والطلب على المياه .
و نوه تقرير صادر عن “منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة” ” الفاو ” إلى أن حصة الفرد الواحد من المياه المتجددة في المنطقة تبلغ أقل من ألفي متر مكعب سنويا وهي نسبة ضئيلة مقارنة بالمعدل العالمي الذي يبلغ 7240 مترا مكعبا في السنة.

ومن المتوقع أن ينخفض ذلك المستوى دون خط الفقر المائي الذي حددته “منظمة الصحة العالمية” /1000 متر مربع للفرد سنويا/ بحلول عام 2030 .

وأشار التقرير الى أن العديد من دول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تلجأ إلى استخدام موارد الطاقة لتغطية الطلب المتزايد على المياه عبر عمليات التحلية للاستخدامات الصناعية والزراعية والمنزلية .

وتستهلك عمليات التحلية كميات كبيرة من الطاقة مما يزيد من أعباء القطاع لا سيما عند أخذ نمو الطلب على الكهرباء بعين الاعتبار.

وتتطلب تقنيات تحلية المياه المتوفرة حاليا طاقة كبيرة تصل إلى 75.2 تيراواط ساعي سنويا حول العالم.. وتشير تقديرات الوكالة الدولية للطاقة المتجددة إلى أن نحو 99 بالمائة من هذه الطاقة تأتي من الوقود الأحفوري .

و أكد التقرير أن الإدارة المحسنة للمياه ستسهم بشكل رئيسي في ردم الفجوة المائية بالمنطقة كما ستلعب مصادر المياه غير التقليدية مثل التحلية ومعالجة مياه الصرف الصحي دورا أساسيا في هذا السياق .. لافتا إلى أنه يمكن تعزيز الكفاءة في قطاع الطاقة والمياه عبر تقديم دعم أكبر للأبحاث المتعلقة باستعادة الطاقة والتقييم وتحديد الأولويات الخاصة بتقنيات التبريد ذات الكفاءة العالية في استهلاك موارد المياه.. ويمكن لتقنيات الإنترنت الصناعي من “جنرال إلكتريك” التي تحقق أعلى مستويات التكامل بين الآليات الثقيلة والبيانات الضخمة وأدوات التحليل أن تساهم بدور فعال في رفع مستوى كفاءة استهلاك المياه في العمليات الصناعية .

و أكدت “جنرال إلكتريك” أنها بادرت الى اتخاذ تدابير مكثفة في هذا المجال .. وقالت : إنه في إطار التزامها باستثمار 10 مليارات دولار في أبحاث تقنيات الإبداع البيئي تركز على حفز الابتكارات المتعلقة بثنائية الطاقة والمياه .

وأوضحت أنه ستتاح للقطاعات المختلفة فرص اختبار واعتماد نماذج جديدة لتوليد الطاقة الموزعة بما يضمن إنتاج الطاقة والمياه النظيفة في مواقع العملاء.. وقال إن الابتكارات الواعدة تمهد الطريق لمعالجة مشاكل استهلاك الطاقة فضلا عن توسيع نطاق توليد الكهرباء الموزعة والبنية التحتية الذكية بغية توفير حلول فريدة تواجه مخاطر شح المياه والطاقة .