قال سلطان أحمد بن سليم رئيس مجلس الإدارة الرئيس التنفيذي لمجموعة موانئ دبي العالمية، رئيس مؤسسة الموانئ، والجمارك، والمنطقة الحرة، إن «جافزا» نجحت في استقطاب المزيد من الشركات المحلية والإقليمية والدولية التي اتخذت من دبي مقراً عالمياً لها لتوسيع أحجام تجارتها واستثماراتها على المستوى العالمي.
وأضاف: نجحت المنطقة الحرة لجبل علي «جافزا» في تحويل التحديات الناجمة عن التقلبات التي يشهدها الاقتصاد العالمي إلى إنجازات جديدة تنفيذاً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي «رعاه الله»، فقد استطاعت «جافزا» استقطاب أكثر من 200 شركة جديدة خلال الأشهر الخمسة الأولى من العام 2016، وأتت هذه الشركات من 45 دولة حول العالم تتقدمها مصر، والصين، والهند، وألمانيا، وهولندا، والمملكة المتحدة، بالإضافة إلى الشركات المحلية من دولة الإمارات العربية المتحدة.
وتشير أرقام الأشهر الخمسة الأولى من العام الجاري إلى ازدياد عدد الشركات التي استقطبتها «جافزا» بالمقارنة مع النصف الأول من العام 2015 والتي بلغ معدل نمو الشركات فيها إلى 8%.
وتابع ابن سليم: جاءت الشركات الجديدة التي تم تسجيلها في «جافزا» خلال الأشهر الخمسة الأولى للعام 2016 من مختلف المناطق والقارات، فحلت منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا في المرتبة الأولى وبلغت حصتها 63% من إجمالي الشركات الجديدة، تلتها منطقة آسيا والمحيط الهادئ التي جاء منها 19% من الشركات الجديدة، ثم أوروبا بحصة 16% من الإجمالي، فيما بلغت حصة الشركات القادمة من الأمريكتين 2% من الإجمالي.
ويعكس النمو المستمر في أعداد الشركات العاملة في «جافزا» مدى نجاح المنطقة الحرة لجبل علي في توفير أفضل المزايا التنافسية للشركات والمستثمرين لتعزيز القيمة المضافة التي يحصلون عليها من اختيارهم «جافزا» مقصداً لاستثماراتهم وتمكينهم من تحقيق أعلى مستويات العائد المالي لاستقطاب المزيد من الشركات إلى المنطقة الحرة لجبل علي، ما يدعم جهود دولة الإمارات لتعزيز التنوع في بنية الاقتصاد الوطني على طريق الانتقال إلى مرحلة «الإمارات ما بعد النفط» التي أطلقتها القيادة الحكيمة بهدف تحسين أداء القطاعات الاقتصادية القائمة وإضافة قطاعات اقتصادية جديدة إلى الاقتصاد الوطني.
رخص إلكترونية
وقال سلطان أحمد بن سليم، إن «جافزا» تطور خدماتها ومرافقها تبعاً لاحتياجات وطلبات العملاء، وبما يسهل عليهم ممارسة أعمالهم وتنفيذ خططهم المرسومة بدقة، وتدرس «جافزا» حالياً إطلاق مفهوم «رخص التجارة الإلكترونية» لمواكبة التطورات التي يشهدها القطاع التجاري نتيجة التوسع السريع في حجم عمليات التجارة الإلكترونية، مع تسارع تحول دبي إلى المدينة الأذكى عالمياَ عبر تطوير واستخدام أحدث التطبيقات الذكية لتقنية المعلومات للارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للجمهور من أجل إسعاد الناس وعدم الاكتفاء برضاهم تنفيذاً لتوجيهات القيادة الحكيمة.
وأظهرت أحدث التقارير والدراسات الاقتصادية أن ثلث السكان في الدولة يتعاملون تجارياً عبر الإنترنت، وذلك نتيجة الاستخدام الواسع للبطاقات الائتمانية من قبل المواطنين والمقيمين وارتفاع معدل إنفاق الفرد في الإمارات على تجارة التجزئة الإلكترونية، التي ينتظر أن تشهد توسعاً كبيراً في المرحلة المقبلة، في ظل التوقعات بأن يتضاعف حجم التجارة الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عموماً بحلول عام 2020.
وأضاف ابن سليم «نحرص في «جافزا» على تعزيز التطور الذي حققناه في مجال التجارة الإلكترونية الذكية، من خلال تطوير تطبيقات ذكية جديدة لدعم نمو هذه التجارة على المستويين المحلي والإقليمي، بمواكبة انتقال دولة الإمارات إلى اقتصاد المعرفة سعياً لتحقيق أهداف رؤية الإمارات 2021 وخطة دبي 2021، حيث نعمل على تطوير التجارة الإلكترونية لتلبية متطلبات عملائنا في المنطقة الحرة لجبل علي التي تحتضن مختلف الشركات الدولية المالكة لكبرى العلامات التجارية العالمية المرموقة، ونسعى إلى تطوير تسهيلات التجارة الإلكترونية التي نوفرها لعملائنا بالتعاون مع أهم الشركات العالمية العاملة في هذا المجال والتي تتخذ من «جافزا» مقراً لمكاتبها الإقليمية وتنطلق منها لتطوير أعمالها في مناطق واسعة من العالم».
أسواق عالمية
وأضاف سلطان أحمد بن سليم، أن قيمة التجارة الخارجية للشركات العاملة في «جافزا» خلال العام 2015، بلغت نحو 321 مليار درهم تعادل 87.6 مليار دولار، وتقدم إقليم آسيا والمحيط الهادئ الأسواق العالمية لتجارة «جافزا» الخارجية ليستحوذ على نحو 40% من الإجمالي، تلته منطقة الشرق الأوسط في المرتبة الثانية بنسبة 34%، ثم القارة الأوروبية بنسبة 13%، والأمريكتان بنسبة 7%، فيما بلغت حصة القارة الإفريقية 6% من إجمالي التجارة الخارجية لشركات «جافزا».
دور محوري
وأشار ابن سليم إلى أن قيمة التجارة الخارجية ل «جافزا» تمثل نحو 72% من إجمالي قيمة التجارة الخارجية للمناطق الحرة في إمارة دبي، حيث تحافظ «جافزا» على موقع الصدارة بفضل نجاحها في تطوير البنية التحتية وتوفير كافة المرافق والمنشآت التي تحتاج إليها الشركات على اختلاف قطاعاتها وصناعاتها، بالإضافة إلى الخدمات الذكية والمرافق اللوجستية المتطورة في المنطقة الحرة لجبل علي وفي مقدمتها ميناء جبل علي الذي يلعب دوراً محورياً في تسهيل حركة التجارة العالمية بما يتيح للشركات العاملة في «جافزا» الاستيراد وإعادة تصدير سلعها ومنتجاتها إلى مختلف دول المنطقة بسهولة.
قطاع تخزين السيارات
وتابع ابن سليم، أن «جافزا» أطلقت كذلك مشروعاً جديداً لتشييد مبنى لتخزين السيارات، فالمنطقة الحرة لجبل علي تضم كبرى الشركات العالمية العاملة في قطاع السيارات بفضل قربها من ميناء جبل علي، حيث تجري أغلبية أعمال الاستيراد وإعادة تصدير السيارات عبر الميناء ليتم لاحقاً تخزين السيارات في أراضٍ مفتوحة ب «جافزا» ومن هنا جاءت فكرة بناء مبنى لتخزين السيارات على مساحة 82 ألف متر مربع، وتصل الطاقة الاستيعابية للمبنى إلى 12 ألف سيارة دفعة واحدة.
وستكون الشركات العاملة في منطقة دبي للسيارات المستفيد الأكبر من هذا المشروع الذي يتيح لهم الاستيراد وإعادة التصدير بسهولة ودون معوقات.
ويضم المبنى كافة الخدمات التي تحتاج إليها صناعة السيارات، فقد تم تخصيص مساحة 4000 متر مربع للاستخدامات المكتبية بهدف تسهيل إتمام المعاملات، كما يضم المبنى ورشاً لتصليح وتعديل والمركبات لتتلاءم مع احتياجات العملاء بمساحة تصل إلى 1300 متر مربع.
مجمع للوحدات الصناعية
وأشار سلطان ابن سليم إلى أن المشروع الثالث الحيوي هو مجمع الوحدات الصناعية الخفيفة/ المستودعات، الذي يهدف إلى تلبية الاحتياجات المتكاملة لقطاع سلسلة التوريد والخدمات اللوجستية بما ينعكس على تمكين الشركات من تحسين عمليات التوزيع إلى مختلف الأسواق الإقليمية.
ويبلغ عدد الوحدات الجديدة في المجمع 455 مستودعاً جديداً، فيما تبلغ مساحة كل مستودع 270 متراً مربعاً مع مساحة مكتبية تقدر ب 75 متراً مربعاً، ويصل ارتفاع المستودع إلى ستة أمتار.
وتهدف هذه المشاريع إلى تطوير القدرات المستقبلية ل «جافزا» استعداداً للمرحلة المقبلة من النمو بمواكبة استضافة دبي لمعرض اكسبو 2020 الذي سيستقطب نخبة جديدة من كبرى الشركات العالمية للاستثمار في دبي والانطلاق منها إلى الأسواق العالمية، ولذلك نقوم بالتحضير لهذه المرحلة عبر زيادة استثمارنا في توفير كافة التسهيلات التي يحتاج إليها عملاؤنا.
«جافزا» ون
وقال ابن سليم، يحتل «جافزا ون» موقعاً استراتيجياً في قلب المنطقة الحرة لجبل علي، ويوفر نقطة تلاقٍ لمجتمعات الأعمال في كل من دبي وأبوظبي، ومحور اتصال بين ميناء جبل علي ومطار آل مكتوم الدولي، وهو يؤسس لشبكة علاقات تجارية قوية توفر الخدمات التجارية لأكثر من ملياري مستهلك في المنطقة.
وقد افتتحنا العام الماضي المرحلة الأولى التي تتمثل في البرج الأول، وتجاوز عدد العملاء الذي انتقلوا للعمل في هذا البرج 155 عميلاً، ويشغلون ما يقرب من 18 ألف متر مربع من المساحات المكتبية، وسيتم إنجاز المرحلة الثانية من «جافزا ون» في الربع الأخير من العام الجاري، ليكون بذلك أحد المعالم البارزة في المنطقة الحرة لجبل علي.
مستودعات متعددة الطوابق
أوضح ابن سليم، أن «جافزا» تعمل على تطوير التسهيلات والخدمات التي تقدمها لعملائها في المنطقة الحرة لجبل علي، ولدينا عدد من مشاريع التطوير المستقبلية التي أطلقناها مؤخراً لتلبية احتياجات العملاء والتي تهدف إلى تسهيل كفاءة العمليات ودعم سلاسل التوريد لكافة الشركات على اختلاف أحجامها، حيث نعتزم تشييد مستودعات متعددة الطوابق تصل سعتها الإجمالية إلى 500 وحدة تخرين.
وتتراوح مساحة الوحدات بين 300-500 متر مربع فيما تبلغ مساحة المكتب التابع للمستودع 80 متراً مربعاً، وذلك من أجل استيعاب التوسعات والطلبات الجديدة للعملاء بعد أن وصلت نسبة إشغال الأراضي إلى مستويات قياسية.
وأضاف ابن سليم أنه سيتم البدء في التنفيذ الفعلي للمشروع أوائل العام المقبل 2017 ومن المتوقع الانتهاء منه في منتصف العام 2018، حتى نكون جاهزين لكافة العمليات اللوجستية التي يتطلبها معرض إكسبو 2020، علماً أن هذا المشروع يقع في منطقة «جافزا» جنوب في الجهة المقابلة لموقع إكسبو 2020، ويمتد على مساحة 207 آلاف متر مربع.
القطاع الصناعي
قال سلطان أحمد بن سليم، ان الاستثمارات الأجنبية في القطاع الصناعي تكتسب أهمية مضاعفة خلال المرحلة المقبلة بعد إطلاق صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم استراتيجية دبي الصناعية، التي شاركت «جافزا» بفعالية في اعدادها، فالقطاع الصناعي يستقطب الاستثمارات طويلة الأمد ويقوم بدور حيوي في تنويع مصادر الدخل، وتعزيز القدرات التنافسية للدولة.
ويساهم مجمع الصناعات الوطنية بالمنطقة الحرة لجبل علي بتحقيق هذه الأهداف من خلال استقطاب المزيد من الاستثمارات الصناعية حيث نجح المجمع في عام 2015 باستقطاب 50 شركة صناعية من مختلف دول العالم. وارتفع عدد الشركات في المجمع بنسبة 32% العام الماضي ليصل إلى أكثر من 220 شركة رائدة أسست خطوط إنتاجها، وبدأت في رفد السوق المحلي والأسواق الإقليمية بمنتجاتها القيمة التي تتوافق مع أعلى المعايير العالمية.
كما ارتفعت نسبة الشركات العاملة في المجمع بنسبة 17% على أساس سنوي في خمس سنوات، وخلال الشهور الخمسة الأولى من هذا العام 2016 استقطب المجمع 16 شركة جديدة من مختلف دول العالم.
أضف تعليق