توقعت مصادر في شركات صرافة محلية فى الامارات نمو حركة تحويل العملات خارج الدولة بنسبة تتراوح من 5 إلى 10% في 2016، مستبعدة حدوث أي تذبذبات مفاجئة في أسعار صرف العملات في الدولة العام القادم على خلفية رفع الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة في منتصف الشهر الجاري، وتعزّز قوة الدرهم في ظل استمرار قوة سعر الدولار مقابل العملات العالمية.
وأشارت المصادر إلى أن نمو التحويلات إلى الهند بمعدل 20% هذا العام كان من أبرز ملامح هذا العام الذي وصفته المصادر بأنه كان عام التحديات بامتياز.
وكانت حركة التحويلات شهدت تباطؤا بنسبة تراوحت من 3-5% خلال الأشهر التسعة الأولى، من العام لتسجل حتى نهاية سبتمبر ما يقارب 25 مليار دولار (92 مليار درهم) وذلك بسبب زيادة تحوط العمالة على خلفية استمرار تأثير العوامل النفسية الناجمة عن تقلب أسعار صرف العملات والنفط.
أحد العوامل
وقال أسامة آل رحمة رئيس مجلس إدارة مجموعة مؤسسات الصيرفة والتحويل المالي والمدير التنفيذي في الفردان للصرافة إن رفع الفائدة وتعزز قوة الدرهم هو أمر إيجابي، إلا أنه يبقى أحد العوامل التي تؤثر في القطاع، متوقعاً أن تسود حالة الترقب في القطاع العام القادم، في انتظار وضوح أثر انخفاض النفط ومؤشرات السياحة والعمالة الوافدة التي تعتبر من أهم العوامل المؤثرة في القطاع.
ولفت آل رحمة إلى أن عام 2015 كان عام التحديات بامتياز بالنسبة لقطاع الصرافة وفي مقدمتها ارتفاع التكاليف التشغيلية لشركات الصرافة بنسبة لا تقل عن 30% خلال العام الماضي بسبب ارتفاع التضخم في الدولة.
طلب اليورو
وأضاف آل رحمة: «شهدنا في الفترة الماضية ارتفاعا كبيرا في الطلب على اليورو في الدولة على خلفية ارتفاع نسب تحويل اليورو من المقيمين الأوروبيين في الدولة لأسباب مختلفة منها الاستفادة من انخفاض سعر صرف اليورو، وارتفاع رغبتهم في الاستثمار في شراء عقارات في أسواق أوروبية مثل إسبانيا وغيرها.».
تراجع الروبية
كما شهد قطاع الصرافة هذا العام تراجعا كبيرا في سعر الروبية الهندية مقابل الدولار ليصل في نوفمبر الماضي إلى أدنى مستوى له في السنتين الماضيتين مما نتج عنه ارتفاع معدل التحويلات بنحو 20% في الاسبوعين الماضيين، لتصبح شبه القارة الهندية ثالث أكبر سوق للتحويلات في العالم، مع ارتفاع التحويلات للهند بمعدل سنوي 15%، ليصبح ممر تحويلات الإمارات – الهند الأكبر في العالم، بحجم تحويلات وصل إلى أكثر من 12.8 مليار درهم خلال الشهور الثمانية الأولى من 2014.
تأثير إيجابي
وحول الأثر المحتمل لرفع الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة على الدرهم قال راشد علي الأنصاري، مدير عام شركة «الأنصاري للصرافة»: نظرياً فانه من شأن رفع سعر الفائدة أن يؤدي إلى ارتفاع سعر الدولار ..
وبالتالي الدرهم كونه مرتبطا بالدولار الأميركي مقابل العملات الأخرى والذي من شأنه التأثير ايجابيا على حركة التحويلات ولكن في الواقع لا نعتقد أن قطاع الصرافة والتحويلات المالية سيتأثر فعليا على ضوء زيادة نسبة الفائدة في الفترة المقبلة ..
وذلك لأسباب عدة منها ان سعر صرف الدولار يتأثر بعوامل عديدة اخرى غير سعر الفائدة بالإضافة إلى أن الزيادة طفيفة كونها ربعا في المائة ومتوقعة منذ شهر سبتمبر الماضي واعلان الاحتياطي الفدرالي ان الزيادات المقبلة ستكون طفيفة وتدريجية. لذلك نستبعد أي تذبذبات مفاجئة في أسعار الصرف أو التأثير الكبير على حركة تحويل الأموال من الإمارات إلى الخارج.
وبالنظر إلى المعطيات الراهنة فإن ارتفاع سعر صرف الدرهم في الآونة الأخيرة قد شجّع الأفراد والشركات على زيادة تحويلاتهم المالية إلى عدد من الأسواق الخارجية، وهو ما أسهم في إحداث نشاط كبير في أسواق الصرافة خلال الشهر الماضي خاصة عملات اليورو والبيسو الفليبيني والروبية الهندية والسريلانكية والباكستانية والنيبالية بالإضافة إلى التاكا البنغلادشية والجنيه المصري والدرهم المغربي.
أضف تعليق