قالت شركة النفط والطاقة الفرنسية توتال، إنها تستعد للانسحاب من المرحلة 11 في حقل بارس الجنوبي (إس.بي 11) للغاز الطبيعي، يقدر بمليارات الدولارات، في ضوء قرار الرئيس الأميركي، دونالد ترمب، الانسحاب من الاتفاق النووي مع إيران.
وأصدرت الشركة الفرنسية التي تعد أكبر مستثمر في إيران من خلال العقد المبرم عام 2017، والذي تبلغ قيمته 5 مليارات دولار، بياناً شرحت فيه الأسباب التي قد تدفعها إلى الانسحاب في حال عدم حصولها على ضمانات أميركية وأوروبية وفرنسية. واللافت أن خطوة “توتال” أنها جاءت بعد يوم واحد من الاجتماع الذي ضم في بروكسل وزراء خارجية فرنسا، وبريطانيا، وألمانيا، وإيران، وكذلك وزيرة الشؤون الخارجية الأوروبية فيديريكا موغيريني، للبحث في الخطوات التي من شأنها إقناع إيران بالبقاء داخل الاتفاق النووي المبرم صيف عام 2015، ورداً على طلب إيراني بتقديم ضمانات، قالت موغريني في مؤتمر صحافي ليلة أول من أمس، إن الاتحاد الأوروبي “لن يقدم ضمانات قانونية واقتصادية إلى إيران”، لكنها شددت في الوقت نفسه على أن تلك الدول تعمل على حماية شركاتها من العقوبات الأميركية.
ويثير قرار ترمب الانسحاب من الاتفاق النووي، المبرم في عام 2015 مع إيران، مخاطر بأن تتعرض دول أوروبية استثمرت في إيران منذ ذلك الحين لعقوبات أميركية جرى فرضها مجددا، بعد انتهاء مهلة “لتصفية النشاط” تتراوح بين ثلاثة وستة أشهر.
وأضافت توتال، في بيان “في الثامن من مايو، أعلن الرئيس دونالد ترمب قرار الولايات المتحدة الانسحاب من خطة العمل المشتركة الشاملة (الاتفاق النووي) وإعادة فرض العقوبات الأميركية التي كانت سارية قبل تنفيذ خطة العمل المشتركة الشاملة، على أن يكون ذلك مرهونا بفترات زمنية محددة لتصفية النشاط”.
وأكدت أنه نتيجة لذلك “فإن توتال لن تستمر في مشروع إس.بي 11، وسيتعين عليها أن تنهي جميع العمليات المرتبطة به قبل الرابع من نوفمبر 2018، ما لم تحصل توتال على إعفاء استثناء محدد للمشروع من قبل السلطات الأميركية، بدعم من السلطات الفرنسية والأوروبية”.
وبحسب “رويترز”، فإن توتال لن تقدم أي تعهدات أخرى تجاه مشروع بارس الجنوبي الإيراني، وأضافت أنها تعمل مع السلطات الفرنسية والأميركية بشأن إمكانية الحصول على إعفاء للمشروع.
وأوضحت الشركة الفرنسية أنها أنفقت حتى الآن ما يقل عن 40 مليون يورو، أي ما يعادل 47 مليون دولار على مشروع بارس الجنوبي، وإن الانسحاب منه لن يؤثر على المستويات المستهدفة لنمو إنتاج الشركة.
ويظهر موقف “توتال” كيف أن من الصعب على القوى الأوروبية أن تحمي مصالحها في إيران، وتقدم ضمانات للحفاظ على الاتفاق النووي.
وتعهدت فرنسا وبريطانيا وألمانيا، في وقت سابق هذا الأسبوع، بالإبقاء على سريان الاتفاق النووي، بمحاولة الحفاظ على تدفق النفط الإيراني والاستثمارات، لكنها أقرت بأنها ستجد صعوبة في تقديم الضمانات التي تطلبها طهران.
أضف تعليق