موضوعات

تقييم ” كريم ” يرتفع 40 مرة …شركات التكنولوجيا الناشئة تثبت جدراتها

الإمارات حاضنة أساسية للشركات الناشئة في الشرق الأوسط

أعلنت شركة “الاتصالات السعودية” STC أن مجلس إدارتها وافق على قيام الشركة بشراء حصة تبلغ 10% في شركة “كريم”، ضمن استراتيجية الشركة التي تتضمن الاستثمار في الابتكار الرقمي والتنمية الشاملة للمنظومة الرقمية.

وتبلغ قيمة الصفقة 100 مليون دولار (ما يعادل 375 مليون ريال سعودي)، فيما ذكر بيان الشركة أن تمويل صفقة الشراء سيتم من مصادر الشركة، الأمر الذي لن ينتج عنه أي أثر جوهري على نتائجها، ولن يترتب عليه أي التزامات مالية.

40 مرة
وتقيّم الصفقة الشركة المتخصصة في خدمات حجز مركبات الأجرة بقيمة 3.75 مليار ريال (مليار دولار). وهذا التقييم يزيد بأكثر من 40 مرّة عن تقييم الشركة في العام 2014، وفق صفقة سابقة اشترت بموجبها مجموعة الطيار 18.4% من أسهم “كريم” مقابل 92 مليون ريال فقط.

وقالت الشركة إن هذه الخطوة ستساعد الشركة في توفير وتقديم منتجات وخدمات إضافية ومبتكرة لعملائها، كالمدفوعات الرقمية وخدمات النقل اللوجستية، فضلا عن تعزيز الاتصال عبر الهواتف الجوالة للعملاء داخل النظام الخاص بالنقل.

تجدر الإشارة إلى أن “كريم” تأسست في العام 2012، وتمتد عملياتها في 47 مدينة في مختلف أنحاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتركيا وباكستان.

نمو مضاعف
هذه الخطوة تعكس النمو  في شركات التكنولوجيا الناشئة في دول منطقة مجلس التعاون الخليجي، وأن قطاع ريادة الأعمال في شركات التكنولوجيا قد نمى بأكثر من عشر مرات منذ نشوء قطاع رأس المال المغامر منذ أربعة أعوام، ممّا أدّى إلى زيادة ضخّ الاستثمارات في الشركات المحلية الناشئة التي يُتَوقّع لها الازدهار على المستوى الإقليمي، وأيضاً إلى تحسّن نوعيّة هذه الاستثمارات.

وزادت الأموال التي جمعتها شركات الاستثمار في الشركات الناشئة في المنطقة في عام 2014  بنسبة قدرها 600% عن تلك المجمعة في عام 2013، حيث نمت الصفقات المتاحة بمعدل 400% تقريباً في الفترة ذاتها. وأضاف داني فرحة: “بلغت الأموال الجديدة التي جمعتها شركات الاستثمار في الشركات الناشئة في المنطقة العربية 175 مليون دولار أميركي، مقارنة بـ 29 مليون دولار أميركي في عام 2013. والمنطقة تسجّل المزيد من الزخم وهي في طريقها لتشهد ازدهاراً في قطاع التكنولوجيا في السنوات الخمسة القادمة، في أعقاب قصة النجاح التي حققتها الهند.”

في عام 2009، تم استثمار حوالي 800 مليون دولار أميركي في قطاع شركات الاستثمار في الشركات الناشئة الهندي. وقد نمت هذه الأموال بشكل هائل حتى وصلت إلى 2.1 مليار دولار أميركي، مستقطبة استثمارات من أكبر المستثمرين في الشركات الناشئة حول العالم.

في عام 2013، وصلت الاستثمارات في الشركات الناشئة للفرد في المنطقة العربية إلى 0.56 دولار، أي ما يعادل ثلث الاستثمارات في الهند تقريباً والبالغة 1.44 دولار أميركي. ولا تزال نشاطات الاستثمار في شركات التكنولوجيا الناشئة في المنطقة في تزايد في كافة المجالات، بدءاً من جمع الأموال والصفقات المتوفرة للاستثمار وحتى الصفقات التي تتمّ. كما أن 60% من الشركات التي اطلعت عليها “بيكو كابيتال” كانت تولّد إيرادات و20% منها كانت تقترب من تسديد مصاريفها.

الإمارات حاضنة
تزداد أهمية الشركات الناشئة في قطاع التكنولوجيا عالميا يوما بعد يوم، كما يزداد اعتماد جميع القطاعات الاقتصادية على الابتكارات التي تقدمها.وقد نشأت في الفترة الأخيرة مبادرات عدة لدعم شركات التكنولوجيا الصغيرة والمتوسطة في المنطقة. عوامل عدة اجتمعت لتجعل الإمارات حاضنة أساسية للشركات الناشئة في الشرق الأوسط، وجاذبة لرواد الأعمال في مختلف القطاعات، من هذه العوامل نذكر سهولة الوصول إليها، وسهولة تنقل البضائع من وإلى الإمارات، وتعدد المواهب المتوفرة فيها، هذا إلى جانب البنى التحتية الممتازة التي توفرها.

وبحسب وزارة الاقتصاد الإماراتية فإن عدد الشركات الصغيرة والمتوسطة في الإمارات يصل إلى 300 ألف شركة.أما الشركات الناشئة في دبي فتقدَر بـ587 شركة بحسب AngelList مع العلم أن هذه الشركات تختلف عن الشركات المتوسطة والصغيرة من حيث التنظيم الداخلي وطرق التمويل – وتقدر الدراسة متوسط تقييم هذه الشركات بـ4.3 مليون دولار، شارك بتمويلها أكثر من 13 ألف مستثمر.

ويستحوذ قطاع التكنولوجيا على نسبة كبيرة من الشركات الناشئة في الإمارات.وخلال السنوات الماضية شهدت الإمارات عدة مبادرات منها حكومية ومنها خاصة تهدف إلى تعزيز أنشطة الشركات الصغيرة والمتوسطة في قطاع التكنولوجيا ودعم رواد الأعمال.

دعم حكومى
ولا يخلو إنشاء وإدارة شركة في قطاع التكنولوجيا من الصعوبات، مثل التحديات القانونية، والصعوبة في تأسيس الشركات ونقص التمويل.لذلك أكد  خبراء استثمار إقليميون أن قطاع شركات التكنولوجيا الناشئة فى المنطقة العربية يحتاج إلى الدعم الحكومى وإلى أن تدخل الصناديق السيادية والمستثمرين من الشركات المحلية فى عملية تمويله إن وجدت الإرادة لهذا القطاع أن يزدهر وأن يُكوَن شركات التكنولوجيا العملاقة، وذلك وفقاً لـ”بيكو كابيتال”، وهى الشركة الإقليمية التى تستثمر فى الشركات الناشئة فى قطاع التكنولوجيا فى المنطقة العربية.

ومن الممكن للمنطقة العربية، أن تشارك فى الثورة التكنولوجية السادسة إذ أن الفرصة متاحة لذلك الآن إذا ما تمّ دعم القطاع من خلال وضع السياسات والإجراءات اللازمة لتسهيل عمليات التمويل وإصدار تشريعات داعمة ومحفّزة للقطاع.