شكّلت الحرب الكلامية بين ترامب وكوريا الشمالية إلى حدّ كبير العامل الأساسي الذي حدّد حركة الأسواق خلال الساعة الأربع والعشرين الماضية. فقد كانت الملاذات الآمنة هي المستفيد الأساسي جرّاء تصاعد التوترات، حيث ارتفعت أسعار الذهب والفرنك السويسري والين الياباني وسندات الخزانة الأميركية مقابل كل الأصول الأخرى.
الذهب يسجل اكبر مكسب يومى خلال 3 أشهر
واصلت أسعار الذهب ارتفاعها مضيفة بذلك لأكبر مكسب يومي لها خلال ثلاثة أشهر وسط توترات سياسية طاحنة بين الولايات المتحدة وكوريا الشمالية.وسجل المعدن الأصفر أمس أعلى ارتفاع يومي منذ منتصف مايو/ أيار الماضي، حيث لجأ المستثمرون إلى ملاذ آمن وسط تصاعد التوتر بين “واشنطن” و”بيونغ يانغ” بعد إعلان الأخيرة تفكيرها في خطط لمهاجمة “جوام” الأمريكية.
ويترقب المستثمرون مدى تأثير تلك الأحداث على رأي مجلس الاحتياطي الاتحادي بشأن سياسته النقدية.وارتفع سعر المعدن الأصفر للتسليم الفوري هامشيًا بنسبة 0.11% إلى 1278.7 دولار للأوقية، في تمام الساعة 10:54 صباحًا بتوقيت مكة المكرمة.كما ارتفعت العقود الآجلة للذهب تسليم ديسمبر/ كانون الأول 0.5% إلى 1284.5 دولار للأوقية.
ارتفع البلاتين 0.5 في المئة إلى 972 دولاراً للأوقية بعدما وصل لأعلى مستوى منذ 21 إبريل/ نيسان في الجلسة السابقة.
ونزل البلاديوم 0.2 في المئة إلى 895.60 دولار للأوقية سجل الفرنك السويسري أمس، أكبر زيادة يومية مقابل اليورو منذ أن ألغى البنك المركزي السقف المفروض على حركة العملة في يناير/ كانون الثاني عام 2015.
وقفز الفرنك 1.4 في المئة في المعاملات المبكرة مقابل اليورو إلى 0.9611 فرنك، كما صعد مقابل الدولار إلى 0.9688 فرنك بعدما مني بخسائر على مدى الأسبوعين الماضيين.
المستثمرون قرّروا استبعاد المخاطر
ورغم أن بعض المستثمرين قرّروا استبعاد المخاطر، إلا أن نطاق التحرّك كان محدوداً في علامة واضحة على أن الأسواق لا تشعر بخشية كبيرة جرّاء هذا الوضع بعد. فعلى الرغم من حصول ارتفاع بنسبة 25% في مؤشر التقلبات والمخاطر (VIX)، إلا أن مؤشر داو جونز الصناعي تراجع بـ 35 نقطة فقط، وإذا ما استبعدنا خسائر سهمي والت ديزني ويوينغ لكان المؤشر قد ارتفع 16 نقطة.
وعلى ما يبدو فإن الأسواق تصغي إلى وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون أكثر من إصغائها إلى دونالد ترامب أو كيم جونغ أون، حيث كان تيلرسون قد قال بأن الأميركيين يجب أن يناموا قريري العين ولا يجب أن تكون لديهم أي مخاوف بخصوص الخطاب المتصاعد في الأيام القليلة الماضية، ويبدو أن المستثمرين قد اتبعوا نصيحته.
ولا تشكّل هذه التوتّرات أي خبر جديد بالنسبة للمستثمرين بما أن العلاقات بين البلدين كانت قد تأرجحت صعوداً وهبوطاً خلال العقود الماضية. وعادة ما تشكّل هذه التوترات الجيوسياسية صدمة للأسواق لفترة قصيرة حتى تستقر الأوضاع من جديد، ولو خفف ترامب نبرة تغريداته الغاضبة، فإن المستثمرين سيتصرّفون بالطريقة ذاتها.
أنا أعتقد بأن المخاطر الحقيقة لحصول هجمات صاروخية تظل ضعيفة، ويجب على المستثمرين تحاشي ردود الأفعال العاطفية. لكن الحذر مطلوب ويجب على المتداولين استخدام طلبات وقف الخسائر بحذر.
وبما أن الأسهم تظل بالقرب من مستويات قياسية، فإن الأسواق ستوجه اهتمامها على الأغلب إلى السياسة النقدية. ووفقاً لرئيس الفدرالي في شيكاغو تشارلز ايفانز، فإن الفدرالي يجب أن يبدأ بتقليص ميزانيته في سبتمبر/ أيلول على الرغم من تراجع التضخم. ولكن إذا ظل التضخم ضعيفاً، فإنه يعتقد بأن الرفع الإضافي للفائد يجب أن يؤجّل. وسوف يتحدث رئيس الفدرالي في نيويورك ويليام دادلي اليوم في مؤتمر صحفي حول توجهات التوظيف وعدم المساواة في الأجور. ويعتبر مؤشر أسعار المستهلكين الذي سيصدر يوم الجمعة هاماً تحديداً لأنه يمكن إما أن يقلل من احتمال رفع الفائدة في ديسمبر/ كانون الأول أو أن يعزز من هذا الاحتمال. ويمكن لمؤشر أسعار المنتجين الصادر اليوم أن يحدّد شكل التوقعات لمؤشر أسعار المستهلكين الصادر غداً، لكن رد الفعل في الدولار الأميركي سيكون محدوداً.
ونحن أمام يوم هام بالنسبة للجنيه الاسترليني حيث سيراقب المتداولون أرقام الناتج الصناعي والصناعات التحويلية، والإنشاء والميزان التجاري لشهر يونيو/ حزيران
أضف تعليق