رواد الأعمال

تقرير : تنمية رواد الأعمال في السعودية لا تواكب المعايير العالمية

قامت دائرة القيادة (The Leadership Circle) بتحليل الاستثمارات في تنمية رواد الأعمال في دول مجلس التعاون الخليجي (GCC). وتوصلت نتائج التحليل إلى أن المؤسسات في المنطقة، وخاصةً في المملكة العربية السعودية، لا تواكب المعايير القياسية العالميةلكيفيةتنمية رواد أعمال المستقبل.

المشكلة
يعدّالنقص في تنميةالقيادة مشكلةً حقيقيةً في المملكة العربية السعودية. لكونها تتمتع بأكبر تعدادٍ سكاني بين بقية دول مجلس التعاون الخليجيإلى جانب طموحالحكومة والتزامها ببرنامج نطاقات (Nitaqat) الهادف لزيادة مشاركةمواطنيها في القوة العاملة في القطاع الخاص، لذلكتوجد حاجة متزايدةلوجود قادة مؤهلين.

وحصل مؤخراً، أو سوف يحصل خلال السنوات القليلة المقبلة، أكثر من 100,000 مواطن سعودي على مناصب إدارية أو ترقيات لمناصب تنفيذية. ويتطلب التواتر السريع لهذا التغيير دعماً مهماً لتنمية المهارات القيادية.

جذور المشكلة
أهم فجوة فيدعم المديرين والمسؤوليين التنفيذيين الحاليين والساعين للعمل في هذه المناصب، تكمن في تطبيق التدريب، والذي لا يحصل على الحصة الكافية في تنمية رواد الأعمال في المملكة العربية السعودية.

وتتمثل إحدى القواعد الموافق عليهادولياً في أن التطوير المهني يجب أن يتشكل من النسب التالية: 70 في المئة من التعليم من خلال التأدية الوظيفية، و20 في المئة من خلالالتدريب عن طريقالمديرين التنفيذيين المباشرين والمدربين، و10 في المئة من التدريب عن طريق ورش العمل التدريبية. وتترك هذه الفجوة في التدريب أثراً سلبياً على إجمالي عمليات تنمية القيادة.

وتستنتج دائرة القيادة (The Leadership Circle) أن هنالك نقص في الموارد من حيث المدربين ومدرسين التدريب ذوي الكفاءة والفهم للثقافة المحلية وممارسات الأعمال. وتوجد أربعة أسباب جذرية أساسية لهذه الحالة:

•    لطالما كان المسؤولون التنفيذيون يتلقون الدعم من مدربين غير موجودين في دول مجلس التعاون الخليجي ممن لا يملكون الفهم الكافي للثقافة وبيئة العملالفريدة من نوعها.
•    المدربون التنفيذيون المقيمين في منطقة الشرق الأوسطهم في العموم من الناطقين باللغة الإنكليزية، إلا أن مستوى اتقان اللغة الإنكليزية في المملكة العربية السعودية ليس بنفس مستوى باقي دول مجلس التعاون الخليجي.
•    لطالما كان، وما زال، الطلب على المدربات التنفيذيات منخفضاً بشكلٍ عام، حتى في حال مقارنته بباقي دول مجلس التعاون الخليجي، ولهذا لا تتم تغذية مثل هذه المواردوتجد المدربات الناطقات باللغة العربية العمل مع العملاء في بقية الدول جذاباً أكثر، ولا يوجد تشجيعللنساء السعوديات للخوض في هذا المجال.
•    لم تتم ترجمة أدوات التدريبالرائجةالمستخدمة حول العالم إلى اللغة العربية، أو تمت ترجمتها بشكلٍ رديء. ويزيد هذا من التحديات في مواجهة تقديم تدريب فعّال، وإقناع المؤسساتبالإمكانيات الموجودة في هذه المنهجية.

ولا يمكن للإرث الغني للتدريب المهني الأهلي في العالم العربي أن يعوّض عن الفجوة الموجودة في التدريب. ويحتاج رواد الأعمال من الشباب الطامح أكثر من مجرد النصيحة من الأفراد الأكبر سناً أو زملائهم الأكثر خبرة في بيئة العملالعالية الديناميكية ذات الصبغة العالمية المتزايدة.

الجهود المبذولة للتحسين
قال نيكولاي تيليش، الشريك الإقليمي في دائرة القيادة (The Leadership Circle): “أكنّ كل الاحترام للجهود التي يبذلها رواد الأعمال في المملكة العربية السعودية لتنمية المسؤولين التنفيذيين، وغيرهم من المديرين التنفيذيين. ونمت العديد من المؤسساتفي المملكة العربية السعودية بسرعة خلال سنواتٍ معدودة”. يُشار إلى أن تيليش هو مُستشارٌ إداريٌ سابق في “ماكينزي آند كومباني” ومؤلف الكتاب الشهير الأعمال التجارية الفعالة في الخليج الذي حققأفضل المبيعات.

وتمت ترجمة أطر العمل وأدوات تقييم مهارات القيادة وتنميتها لدى دائرة القيادة (The Leadership Circle) مؤخراً إلى اللغة العربية، على يد فريقٍ من الخبراء اللغويّين المؤهلين ومدربي القيادة. وبدأت مجموعة من المدربين الخبراء بتطبيق منهجيةدائرة القيادة (The Leadership Circle) في المملكة العربية السعودية وغيرها من دول دول مجلس التعاون الخليجيعلى مدى السنوات القليلة الماضية، حيث حققت نجاحاً كبيراً بذلك.

وسيتم تنظيم ورشة العمل التالية من دائرة القيادة (The Leadership Circle)، للتدريب على استعمال أدواتها ومنهجياتها، في إمارة دبي بين 27-29 أكتوبر، وهيموجهة للمدربين الخبراء، ومستشاري الريادة، ومحترفي الموارد البشرية في المنطقة. ويتم تقديم هذه الشهادة بترخيص من الاتحاد الدولي للتدريب (آي سي إف).