تقارير

تقرير: المطارات الذكية..ثورة فى قطاع السفر

تتجه المطارات العالمية الى أن تصبح أكثر سرعة وسلاسة وأفضل ربطاً من أي وقت مضى، لجعل الرحلات عبرها أقل إجهاداً للمسافرين الذين سيتضاعف عددهم عالمياً إلى 6.6 مليار عام 2020. وتعمل التكنولوجيا الذكية على مد يد العون في عملية تحوّل المطارات، وذلك من خلال زيادة قدراتها على المعالجة وإدارة العمليات.

ويقول الخبراء :»تخيل أنك تقود سيارتك متوجهاً إلى المطار وقد اخترت مكان إيقافها هناك مسبقاً، وأنك ستعلم على وجه الدقة عند وصولك الى المطار أين يجب أن تترك حقائبك، وتخيل أيضاً أنك قادر على تتبع متاعك الشخصي طوال الرحلة، وأنك على دراية بمكان وجود أقصر دور للتدقيق الأمني. وتخيل أنك تعرف تماماً أين تذهب، ومتى تبدأ توجهك نحو بوابة المغادرة انطلاقاً من مكان وجودك، وأن هنالك من يوجّهك إلى الحزام الدائري الصحيح حيث يمكنك استعادة حقيبتك. ماذا سيحدث بعد ذلك، وكيف سيقيم المسافر رحلته؟».

ويؤكد الخبراء أن التكنولوجيا الذكية ستمنح المسافرين قدرة أكبر على التحكم بتجربة السفر، ومن شأن المطارات الذكية أن تحدث ثورة في تجربة المسافرين، مع استثمار المطارات في تكنولوجيا الإرشاد اللاسلكي، والهواتف والساعات الذكية، وذلك بهدف تسهيل الرحلة عبر المطار، وهي التي تشكل الجزء الأكثر إجهاداً في أية رحلة جوية محلية أو دولية.ووفقاً لـ”سيث يونغ” مدير مركز دراسات الطيران بجامعة ولاية أوهايو في الولايات المتحدة، فإن المطار سيتعرف يوماً ما على “كل شيء وكل شخص يتحرك في أرجائه”، بحسب صحيفة البيان.

وأكد يونغ أن الهدف هو استخدام “بنية تحتية أمنية تقوم باستمرار بفحص الناس من الباب إلى البوابة الخارجية” والاستغناء عن “عقلية المرور بالبوابات”. وقال يونغ: “نحن نعلم أن ساحة 99.9 % من الركاب نظيفة، فعلامَ إضاعة الوقت في التدقيق بخلفية كل هؤلاء؟”.

ومهما كانت نظرتنا لمطار بعينه، فإن جميع المطارات تتشابه بما تزخر به من صفوف طويلة وشاشات عرض أمنية ومحال تجارية وبوابات انتظار، بفارق وحيد وهو مستوى التوتر، بحسب صحيفة البيان.

وسيتنقل المسافرون حول المحطة بشكل أسرع دون رؤية جدران وحواجز كثيرة بفضل وفرة أجهزة الاستشعار المتطورة، كما توقعت شركة الهندسة المعمارية والتصميم كورغان ومقرها تكساس.
وتقول دراسة صادرة عن شركة «ماركيتس آند ماركيتس، إن السوق الدولية للمطارات الذكية ستصل إلى 13.5 مليار دولار بحلول عام 2020، مرتفعة من 9.7 بليون دولار في عام 2014، حيث من المتوقع أن تشهد السوق معدل نمو سنوياً مركباً بنسبة 5.61 في المئة بحلول عام 2020.

وتعدّ مطارات الخليج العربي، المطارات الرائدة والمتقدمة في الشرق الأوسط في احتضان الحلول التكنولوجية، التي تهدف إلى تحسين تجربة المسافرين وخفض عناء خدمات العملاء، والأهم من ذلك زيادة المداخيل.

وتضمّنت المبادرات الرامية إلى تحويل مطار دبي الدولي إلى الجيل التالي لتجّمعات السفر، استخدام بوابات ذكية مجهّزة بتكنولوجيات مثل النظام الذكي لتحديد الهوية، ونظام بصمة الوجه، ونظام مسح قزحية العين. كما تتوجه مطارات الإمارات العربية المتحدة إلى التنفيذ على مراحل، لنظام المعلومات المسبقة عن المسافرين.

وتقع عملية تحسين السعة وضمان العمليات السلسة، في صلب اهتمامات مطارات دول مجلس التعاون الخليجي، التي يتوقّع أن تقوم باستقبال 450 مليون مسافر بحلول عام 2020. ويمكن في هذا الصدد، للتكنولوجيات الذكية مثل تقنيات المعلومات، وتطبيقات الهواتف الذكية، ونظام التحديد بالموجات الراديوية ونظم الأتمتة، أن تمكّن المطارات من بناء شبكة رقمية تصبح بمثابة النظام العصبي لهذه المطارات، ما يسمح لها بتقديم خدمات مختصّة تحسّن من تجربة المسافرين وتخفّض نفقات المطارات في الوقت نفسه.