تعد دولة الإمارات العربية المتحدة مشاريعها لغزو الفضاء عملاً وطنياً تسابق به الزمن، وإضافة معرفية للبشرية، فضلاً عن كون مشاريع الفضاء التي تتجاوز الاستثمارات فيها ال 20 مليار درهم، نقطة تحول مهمة في مسيرة التنمية في الدولة
وومن المتوقع نمو صناعة الفضاء بالدولة بنسبة 10% سنوياً، و هذه النسبة تزيد عن المعدل العالمي البالغ 8%.ويقدر حجم صناعة الفضاء العالمية بنحو 330 مليار دولار
و تشمل استثمارات الفضاء في الإمارات أنظمة الياه سات للاتصالات الفضائية، وخدمات نقل البيانات والبث التلفزيوني عبر الفضاء، إضافة إلى شركة الثريا للاتصالات الفضائية المتنقلة، التي تغطي ثلثي العالم، فضلاً عن منظومة الأقمار الاصطناعية؛ دبي سات.
دخلت الإمارات بشكل رسمي السباق العالمي لاستكشاف الفضاء الخارجي، عبر إعلان صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، في يوليو 2014، عن إنشاء وكالة الفضاء الإماراتية التي ستعمل يداً بيد مع مؤسسة الإمارات للعلوم والتقنية المتقدمة (إياسات) على تأسيس واختبار ومن ثم إطلاق أول محاولة عربية لإرسال مسبار فضائي إلى كوكب المريخ، وهو مشروع مسبار الأمل الإماراتي، أول مشروع عربي وإسلامي من نوعه يتضمن إطلاق مسبار فضائي لاستكشاف كوكب آخر، لمساهمة عربية فاعلة في إغناء الحضارة والمعرفة البشرية، ويثبت أن التفاؤل والثقة والطموح بإمكانها تحقيق النجاح والإنجاز على الرغم من الظروف التي تعانيها منطقتنا العربية، وهو أيضاً نموذج عملي محسوس يهدف إلى إلهام شعوب المنطقة، كما ينظر إليه كرمز للأمل وكوسيلة لإلهام الأجيال الجديدة للتفكير بإيجابية والتطلع لمستقبل إيجابي تملؤه الفرص، ويتولى مركز محمد بن راشد للفضاء عملية تصميم وتصنيع وإطلاق مسبار الأمل، تحت إشراف وكالة الإمارات للفضاء وبتمويل مباشر منها، وسينطلق المسبار في عام 2020، وسيقطع المسبار 60 مليون كم، في رحلة تستغرق تسعة أشهر للوصول إلى المريخ.
وشكل إعلان رئيس الدولة، منعطفاً تنموياً في مسيرة الدولة، عبر دخولها قطاع تكنولوجيا الفضاء واعتباره أحد المستهدفات لتضمينه في الاقتصاد الوطني خلال السنوات القادمة ، إضافة للعمل على بناء رأسمال إماراتي بشري في مجال تكنولوجيا الفضاء، والمساهمة في زيادة المعرفة البشرية فيما يخص استكشاف الفضاء الخارجي والأجرام السماوية البعيدة
اول قمر صناعي إماراتي يتم تطويره بأيدي فريق من المهندسين الإماراتيين
دشنت دولة الإمارات أول قمر صناعي إماراتي يتم تطويره بأيدي فريق من المهندسين الإماراتيين باسم “خليفة سات”، ليكون أول قمر صناعي في الإمارات والمنطقة يتم تطويره بالكامل على أيدي فريق مختص من المهندسين الإماراتيين ضمن استراتيجية أعدّ لها “مركز محمد بن راشد للفضاء” شملت إعداداً وتدريباً مكثفاً لكوادر فنية وعلمية إماراتية خلال السنوات العشر الماضية.
وقال نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، لدى تدشينه القمر الصناعي الإماراتي، إن “المهندسين الإماراتيين هم أول فريق عربي يستطيع بناء قمر صناعي بنسبة 100 بالمئة دون أي مساعدة أجنبية، وقد أثبتوا كفاءة وقدرة فائقة في ميدان التصنيع الفضائي”، بحسب صحيفة البيان.
وأشار الشيخ محمد بن راشد لدى زيارته مجمّع تصنيع وتجميع الأقمار الصناعية في مركز محمد بن راشد للفضاء، إلى تملك بلاده “تقنيات بناء أقمار صناعية بشكل كامل ومستقل عن أي دعم خارجي، ولدينا اليوم علماء وخبراء ومهندسون يشكلون نواة لمستقبل علمي راسخ للدولة”، مؤكدا أن قطاع التصنيع الفضائي في الإمارات “سيواصل نموه وسنواصل دعمه وسيكون عنصراً حيوياً في اقتصادنا الوطني”.
واعتبر الشيخ محمد أن قمر خليفة سات الصناعي يعد “فخرا إماراتيا، وهو ليس إنجازاً إماراتياً وعربياً فحسب، إنما إنجاز عالمي بما سيوفره من معلومات ستفيد الإنسانية ككل، ويمثل إضافة علمية مهمة لمسيرتنا التنموية”.
“خليفة سات” أحد أفضل الأقمار الصناعية المتقدمة على مستوى العالم
يُعد “خليفة سات” ثالث قمر صناعي يطوره “مركز محمد بن راشد للفضاء”، بعد كل من “دبي سات-1″ و”دبي سات-2”. ويتميز “خليفة سات” عن نظيريه السابقين لتشكل هذه الكوادر عالية التأهيل نواةً صلبة لقطاع الصناعات الفضائية والعلوم المتقدمة في الدولة، بما يكفل البناء عليها ومواصلة الاستثمار في استقطاب الأجيال الشابة لدراسة التخصصات العلمية لرفد هذا القطاع الحيوي بمزيد من الخبرات والكفاءات التقنية والفنية النوعية في السنوات المقبلة.
كما يُعتبر “خليفة سات” أحد أفضل الأقمار الصناعية المتقدمة على مستوى العالم، نظراً لما يشتمل عليه من تقنيات متطورة ومحدّثة تقدم خدمات ذات جودة عالية للمستخدمين.
وعند إطلاقه في وقت لاحق من العام الجاري، سيُوضع “خليفة سات” في مدار منخفض حول الأرض على ارتفاع 613 كيلومتراً تقريباً، ليبدأ عمله بالتقاط صور عالية الدقة وإرسال البيانات الفضائية بمواصفات تتوافق مع أعلى معايير الجودة في قطاع الصور الفضائية بدقة تبلغ 0.7 متر بانكروماتي (2.89 م) ضمن نطاقات متعددة، مقارنة بـ 2.5 متر لدبي سات-1″ ومتر واحد لـ”دبي سات -2″.
وتعتبر درجة الوضوح التي تتميز بها صور خليفة سات الفضائية من الأعلى على مستوى العالم، حيث ستمكن هذه الميزة المؤسسات الحكومية من الوصول إلى نتائج أدق في الدراسات التي تجريها كل حسب مجالاتها واختصاصاتها، لتقدم بالتالي دعماً أكبر للمشاريع في شتى المجالات الحيوية. كذلك، يمتاز “خليفة سات” بسعة تخزين أكبر وسرعة أعلى في تحميل الصور، ما يتيح التقاط عدد أكبر من الصور في وقت أقل، وتوفير الصور المطلوبة للمؤسسات المعنية بوتيرة أسرع.
وكان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قد أعلن عن إطلاق مشروع “خليفة سات” في العام 2013، ليصبح أول قمر صناعي يتم تطويره على أيدي نخبة من المهندسين والفنيين الإماراتيين، داخل مختبرات تقنيات الفضاء التابعة لمركز محمد بن راشد للفضاء بدبي.
الإمارات تنشئ أول مستشفى في الفضاء
أعلنت وزارة الصحة في دولة الإمارات العربية المتحدة خطتها لإنشاء أول مستشفى فضائي في العالم، لتحقق نبوءة مسلسل أمريكي قبل قرنين من الوقت الذي توقع
وكانت فكرة إنشاء مستشفى في الفضاء قد طرحها مسلسل أمريكي من نوعية الخيال العلمي، عام 1998، يحمل اسم «نقطة رحمة» تنبأ بوجود مستشفى في عمق الفضاء في القرن الـ23، ليبدو مؤخرًا أن الإمارات ستسبق هذا التخيل بقرنين، إذا ما نفذت خطتها بإنشاء أول مستشفى في الفضاء في القرن الـ21.
10مليارات درهم تجارة أبوظبي من صناعات الفضاء
بلغ إجمالي تجارة إمارة أبوظبي الخارجية من الصناعات الفضائية، والتي تشمل أجزاء الطائرات والسفن الفضائية وأجزاءها خلال الأشهر العشرة الأولى من العام الماضي 10 مليارات و727.96 مليون درهم مقابل 10 مليارات و995.98 مليون درهم خلال الفترة نفسها من عام 2016 بانخفاض طفيف بقيمة 268.02 مليون درهم بنسبة 2.44
أضف تعليق