أسواق

تقرير: “الروبوتات تلتهم وظائفنا” ..هل يجب فرض ضرائب عليها ؟

مع تزايد الاعتماد على الذكاء الآلي في مختلف قطاعات العمل، تتصاعد الأصوات المطالبة بحماية اليد العاملة البشرية من تهديد الروبوتات التي تنتزع تدريجيا فرص العمل من الإنسان.“الروبوتات تلتهم وظائفنا”… بهذه الجملة تخلص مبادرة “وظائف من صندوق المستقبل“، في ولاية كاليفورنيا الأميركية، الخطر الذي يمثله الرجل الآلي على سوق العمل.

 

المبادرة أسست من قبل الناشطة الحقوقية الأميركية جين كين التي تشغل حاليا منصبا في مجلس المشرفين بمدينة سان فرانسيسكو.وتهدف المبادرة إلى إنشاء “صندوق تشاركي” من شأنه المساعدة في التخفيف من المصاعب التي سترافق فترة التحول، عندما ستحتل الآلة معظم سوق العمل، ولا تترك للبشر إلا النزر اليسير من الأماكن الشاغرة.

بيل جيتس ومبادرات فرض الضرائب

من أجل تزويد هذا “الصندوق التشاركي” بالمال، تقترح المبادرة أن يستمر أرباب العمل الذين يستبدلون موظفيهم بآلات بدفع الضرائب عن العمال الذين تمت إقالتهم.أما المال فسيذهب لتمويل الدورات التدريبية للموظفين وتطوير خبراتهم من خلال برامج تعلمية ومهنية.

برأي القائمين على المبادرة في كاليفورنيا، إنشاء هذا الصندوق يعد الطريقة الأمثل ليستفيد العمال من الثورة التقنية بدلا من أن تعود بالنفع فقط على أرباب العمل.

تلك المبادرة ليست الفريدة من نوعها فقد سبق وطالب بيل جيتس مؤسس شركة مايكروسوفت فى مقابلة حديثة مع موقع Quartz، بضرورة فرض ضرائب على الروبوتات التى ستحل مكان البشر فى أغلب الوظائف بالمستقبل، ويضيف أن هذه الضرائب، التى يجب أن يدفعها أصحاب الروبوت أو الصناع الذين سيقررون الاستغناء عن البشر، سوف يتم استخدامها للمساعدة فى تمويل القوى العاملة القديمة وإعادة تدريبها.

إذ من المقرر أن يتم نقل الموظفين الذين يشغلون بعض الوظائف لعمل مهام أخرى لا تستطيع الروبوتات التدخل فيها بشكل قوى.ويقترح “جيتس” أن يتم تخصيص المزيد من الوقت لإدارة المرحلة الانتقالية وتمكين الروبوتات فى العمليات المختلفة، وهذا من أجل دراسة طريقة توظيف البشر وتدريبهم على العمل فى مجالات أخرى.

ووفقا لما قاله “جيتس” فإن تأثير الروبوتات والذكاء الاصطناعى فى السنوات الـ20 المقبلة سيكون كبيرا للغاية، والسوق وحده لن يكون قادرة على التعامل مع سرعة هذا التحول، لذلك يجب أن يكون هناك دور للسوق والحكومة معا لضبط الأمر. وأشار أيضا إلى أن إذا قاوم العالم الآلة والروبوتات فلن تزدهر بشكل كبير، وهذا متوقع أيضا لأن هناك الكثير ممن يخافون من الروبوتات.

قبل اقتراح بيل غايتس، الذي لاقى ضجة كبيرة، كان هناك تقرير وتوصيات قدمتها عضو في لجنة الشؤون القانونية في البرلمان الأوروبي مادي ديلفو عام 2016، وورد فيها أنه “قد تكون هناك حاجة إلى استحداث متطلبات إبلاغ الشركات عن مدى ونسبة مساهمة الروبوتات والذكاء الاصطناعي في النتائج الاقتصادية لشركة ما لأغراض الاشتراكات الضريبية والضمان الاجتماعي”. كذلك كتب بروفيسور علم الاقتصاد في جامعة “يال” روبرت شيلر، الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد عام 2013، في موقع “Project Syndicate”، أن “مناقشة ضريبة الروبوت يجب أن تنظر في البديل الذي يتعين التعامل معه في ظلّ تزايد عدم المساواة الناتجة عن اعتماد الروبوتات، وسيكون من الطبيعي النظر في فرض ضريبة دخل أكثر تقدماً، إلا أن هذه الطروحات لا تلقى الدعم المطلوب”.

كوريا الجنوبية تفرض أول ضريبة على الروبوت في العالم

وذكرت صحيفة “تليجراف” البريطانية أن ضريبة الروبوت ستفرض لأول مرة في العالم حسب سياسات قوانين الضرائب الجديدة بكوريا الجنوبية على كل آلة ذاتية العمل بتقنية الروبوت.

وأفادت الصحيفة أن كوريا تهدف من خلال هذه الضريبة إلى تعويض العمال الذين يفقدون عملهم بشكل تدريجي مع استمرار عملية استبدال الروبوتات بالعمال

وبحسب موقع “ماشابل” للتقنيات، تعد كوريا الجنوبية أكثر دولة مستخدمة لتقنية الروبوتات في العالم، طبقاً لتقارير الاتحاد الدولي للروبوت، حيث تمتلك كوريا الجنوبية 531 نوعاً من الروبوت متعدد الاستخدامات من بين كل 10 آلاف موظف في مجال الصناعة.

وذكر موقع “إن بي سي” الأمريكي أن الروبوت سيسيطر على عدد من الوظائف بدلاً من الإنسان في المستقبل.

ومن أبرز هذه الوظائف العمل بمجال الأدوية، حيث بدأ مركز طبي بسان فرانسيسكو تابع لجامعة كاليفورنيا الاعتماد على الآلات التي تعمل بتقنية الروبوت في بيع وكتابة الوصفات الطبية والأدوية.كما بدأت الصين العمل رسمياً بالروبوت القانوني، الذي يقوم بالمساعدة في حل القضايا وإصدار مذكرات القبض على المجرمين.

 

الرافضون لفرض الضرائب
في المقابل يركز الذين يقفون ضد الضرائب على “التباس” مفهوم الروبوتات: ما الذي يمكن تصنيفه كروبوت؟ إضافة إلى التشديد على الإنتاجية والنمو الاقتصادي الذي ستحققه الروبوتات. يرى هؤلاء أن ضرائب الروبوتات سوف تبطئ التقدم، وفي نهاية المطاف ستجعل معظمنا أكثر فقراً مما كنا عليه. في رد مجلة “The Economist” على طرح بيل غايتس تقول إنه “قد يعاني عمال معينون من خسارة وظائفهم من قبل الروبوتات، ولكن العمال ككل قد يكونون أفضل حالاً بسبب انخفاض الأسعار. إن تباطؤ نشر الروبوتات في مجال الرعاية الصحية وجمع البشر في مثل هذه الوظائف قد يبدو وسيلة مفيدة للحفاظ على الاستقرار الاجتماعي، ولكن إذا كان ذلك يعني أن تكاليف الرعاية الصحية تتزايد بسرعة، وستؤخذ هذه الأرباح من مداخيل العمال، فإن الانتصار في هذه الحالة باهظ الثمن”.
إن تصوير النقاش القائم، من قبل الرأسماليين، على أنه وقوف ضد التقدّم والتطور وفق الحجج التي يسوّقونها هو محاولة لتشتيت جوهر القضية. فالجميع مع التكنولوجيا والتقدم العلمي، إنما التكنولوجيا في ظلّ النظام الرأسمالي ستؤدي إلى زيادة تركيز الثروة في يد قلّة من الرأسماليين وستزيد من مأساة الناس، وهنا نعود إلى هوكينغ: الخطر يكمن في الرأسمالية… لا الروبوتات.

يأتي ذلك في ظل ما يشهده العالم من تطورات تتصل بالتوظيف المتزايد للذكاء الاصطناعي والروبوتات والآلات مقارنة بالقوى البشــرية في مهام متنوعة، مثل ســيارات الأجرة ذاتية القيادة في سنغافورة، فيما تستخدم شركة «دور داش» روبوتات مصغرة ذاتية القيادة لعمليات توصيل الطعام إلى المنازل.

 

تأثير الذكاء الصناعى ومخاوف مشروعة

أحدثت عقود من الأتمتة والعمل الآلي ثورةً حقيقية في القطاع الصناعي أدت إلى رفع مستوى الإنتاجية، ولكنها ألغت بعض الوظائف بالمقابل. وتمتد الأتمتة والذكاء الاصطناعي الآن إلى قطاعات أخرى بسرعة كبيرة، حيث تشير الدراسات إلى أن ما يصل إلى 85 في المئة من فرص العمل في البلدان النامية معرضة للخطر. وقال ديفيد هانسون David Hanson مخترع صوفيا: “هناك مخاوف مشروعة حول مستقبل الوظائف والاقتصاد، لأن تطبيق الشركات للأتمتة سوف يؤدي إلى حصر الموارد في أيدي قلةٍ قليلةٍ من الناس”. ولكنه أصرّ (مثل صنيعته صوفيا) أن “العواقب غير المقصودة، أو الاستخدامات السلبية المحتملة -للذكاء الاصطناعي- تبدو محدودةً جداً بالمقارنة مع الفوائد التكنولوجية المحققة”. ومن المتوقع، على سبيل المثال، أن يؤدي الذكاء الاصطناعي إلى إحداث ثورةٍ في مجال الرعاية الصحيّة والتعليم، ولاسيما في المناطق الريفية التي تعاني نقصاً في الكوادر الطبية والتعليمية. وقالت صوفيا: “سيكون لدى كبار السن من يسلّيهم، ولدى الأطفال المصابين بالتوحُّد معلمين صبورين للغاية”. إلا أن التقدم في التكنولوجيا الروبوتية يثير مخاوفَ متزايدة من فقدان البشر للسيطرة يوماً ما.

100 «روبوت» ذكي في حلول العام 2020

لا تكاد الحياة اليومية تخلو من «الذكاء الاصطناعي»، بدءاً من السيارات إلى الهواتف، لكن العام 2014 خصوصاً شهد تطوراً كبيراً في هذا المجال، إذ كشفت اليابان عن خطة لإطلاق 100 «روبوت» ذكي بحلول العام 2020، لمرافقة الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة مثل المعوقين والمسنين.

ووقعت أيضاً شركة «آي روبوت» الأميركية اتفاقاً مع الحكومة البرازيلية لإمدادها بـ 30 روبوتاً دفاعياً بقيمة 7.2 مليون دولار وزعت على المدن التي استضافت كأس العالم، لتتولى مهمات تشكل خطورة على حياة الإنسان مثل تفكيك القنابل.

وفي العام نفسه طورت شركة «هوندا» اليابانية «روبوتاً» يحاكي تصرفات الإنسان يدعى «آسيمو»، وهو الأخير في سلسة من الآليين تحمل الاسم نفسه.

2015 – 2017 شهدا تحولاً كبيراً في الذكاء الاصطناعي

وشهد العام 2015 تحولاً كبيراً في مجال الذكاء الاصطناعي، بعدما  طور مهندسون من معهد «ماساتشوستس للتكنولوجيا» الأميركي منظومة الذكاء الاصطناعي «Data Science Machine» التي تجاوزت امكاناتها العقل البشري، من خلال قدرتها على معالجة وتحليل قدر فائق من المعلومات والمعطيات العلمية، جعلتها قادرة على التوقع والتخطيط واتخاذ القرار المناسب.

وفي العام الحالي، قال مؤسس «فايسبوك» ورئيسها مارك زوكربيرغ إنه ينوي التحكم في كل شيء من المنزل إلى العمل من خلال الذكاء الاصطناعي، وهو ما يعد امتداداً لتطبيق «إنترنت الأشياء»، أحد تطبيقات «الذكاء الاصطناعي».

و«إنترنت الأشياء» هي الثورة التكنولوجية الجديدة التي يتوقع البعض أن تؤثر في شكل كبير في الاقتصاد، من خلال زيادة الإنتاجية وتقليص الكلفة واستهلاك الطاقة.

واختبرت «الخطوط الجوية البريطانية» بطانيات منسوجة من ألياف بصرية، تحتوي على أجهزة استشعار يتغيّر لونها إلى الأحمر عندما يشعر المسافرون بالقلق، وإلى الأزرق حين يشعرون بالراحة، أو تشمل أجهزة استشعار تنقل معدّل ضغط الدم ومستويات السكّر لدى المرضى إلى حاسوب الطبيب مباشرة.

وظهر جيل جديد من الروبوتات المزودة أنظمة ذكاء اصطناعي، تجعلها قادرة على المشي والركض فوق كل أنواع الطرق، بل والتعرف على العوائق واجتيازها بالقفز أو المناورة.

وصممت اليابان فنادق تدار كاملة من طريق الروبوتات، إضافة إلى أنها تعتزم إطلاق مزرعة كاملة تُدار بالروبوتات العام المقبل. وكشفت شركة «ياماها» في معرض طوكيو للسيارات العام الماضي عن روبوت يقود دراجة نارية اسمه «موتوبوت فير1»، بتحكم كامل، من زيادة سرعة الدراجة وصولاً إلى التحكم في المكابح بدقة، والتنقل الصحيح بين السرعات، إضافة إلى تحليل موقعه ومساره من طريق نظام تحديد المواقع العالمي GPS من دون أي تدخل بشري، في مشهد يحاكي سلسلة أفلام الخيال العلمي الشهيرة «تيرمينيتور».

 

صوفيا أول روبوت بالعالم يمنح الجنسية السعودية

شهد مؤتمر “مبادرة مستقبل الاستثمار” في الرياض، حوارا طريفا مع “صوفيا أول روبوت بالعالم يمنح الجنسية السعودية.

وفي مقطع الفيديو المنتشر على مواقع التواصل، يخاطب مقدم الجلسة المخصصة لمناقشة دور الروبوت في مدينة #نيوم الجديدة، صوفيا: على حد علمي أنت أول روبوت يحصل على الجنسية السعودية وجواز السفر. وترد صوفيا مبتسمة: وأنا فخورة بذلك.. إنها خطوة تاريخية.

و “صوفيا” هي بادرة رمزية لمستقبل مشروع مدينة “نيوم” الذي أعلنه ولي العهدالسعودي الأمير محمد بن سلمان، ، في افتتاح المؤتمر.ومن المتوقع أن يلعب الروبوت دورا أساسيا في إدارة هذه المدينة التي ستعتمد في تخطيطها على أحدث تكنولوجيا العصر.