توقعات بتجاوز القيمة السوقية لـ”أرامكو” 1.5 تريليون دولار
القويز : طرح أرامكو لن يتطلب تغييرا بقواعد السوق المالية
ذكرت تقارير إخبارية ، أن المملكة العربية السعودية استعدت لطرح أسهم شركة النفط الحكومية العملاقة “أرامكو” في البورصة المحلية، مع استمرار الحاجة إلى مزيد من الاستعدادات إذا اتخذت قرارها بطرح الأسهم في أكثر من دولة.
ونقلت وكالة “بلومبرغ” عن نائب رئيس هيئة سوق المال السعودية، محمد القويز، القول إنه لم تعد تتبق أي إجراءات إضافية إلا إذا تقرر طرح الأسهم في أكثر من بورصة، مضيفاً أنه لم يتبق سوى القليل من العمل بالنسبة للجوانب التنظيمية وأن الجزء الأكبر المتبقي يتعلق بالجانب العملياتي والذي يرتبط بشكل أساسي بالتواصل مع البورصات الأخرى.
كان الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو، أمين ناصر، قد ذكر في أكتوبر (تشرين أول) الماضي، أن الشركة تعتزم طرح أسهمها في سوق المال السعودية، كما تدرس إمكانية طرحها في بورصات لندن وهونغ كونغ ونيويورك، حيث من المتوقع طرح 5% من أسهمها للبيع في البداية.
من ناحيته قال القويز، إن كلاً من الطرح العام الأولي لأسهم أرامكو والأنشطة الأخرى لجذب المزيد من المستثمرين الأجانب إلى السوق السعودية تمضي في طريقين متوازيين.
وأضاف نائب رئيس مجلس إدارة “هيئة السوق المالية السعودية” محمد بن عبد الله القويز إنه من المرجح ألا يتطلب الطرح العام لعملاق النفط أرامكو السعودية إجراء أي تعديلات رئيسية على قواعد سوق الأوراق المالية في المملكة.
وتستهدف أرامكو تنفيذ ما قد يكون أكبر طرح أولي في العالم في 2018، وإلى جانب الإدراج في السوق المحلية تدرس الشركة حاليا الإدراج في واحد من الأسواق العالمية من بينها نيويورك ولندن وهونج كونج واليابان.
وأوضح القويز، ، أن التحضير المحتمل الوحيد سيتعلق بآليات الإدراج المزدوج حال سعي أرامكو لإدراج مزدوج لأسهمها محليا وخارجيا.
لكن لفت في المقابل إلى أن أي تعديلات ستكون ذات طبيعة تشغيلية أكثر منها تنظيمية.وتابع “إذا حدث وكان هناك قرار للإدراج في بورصة أخرى سواء كان ذلك يتعلق بأرامكو أو أي شركة أخرى، سيكون هناك حاجة لبعض الجهود لكن معظم هذه الجهود ستكون ذات طبيعة تشغيلية أكثر منها تنظيمية.”
وأوضح أن تلك الجهود ستتعلق بالبورصة فيما يخص التنسيق مع الأسواق الأخرى بشأن مشاركة المعلومات وتحويل الصفقات من سوق لآخر.
وفي هذا السياق، نوه القويز بإن الطرح العام لأرامكو من شأنه أن يضع السعودية على خريطة الأسواق العالمية وتوقع أن تشهد السوق المزيد من التدفقات الأجنبية في أعقاب الطرح.
تحول ثورى
طرح أرامكو السعودية للاكتتاب مؤشراً على تحول ثوري في السلوك الاقتصادى بالمملكة ، وهو أهم تحول في القطاع النفطي بها منذ أن تمكنت السعودية من التخلص من هيمنة الشركات الأجنبية في عقد السبعينيات من القرن الماضي.
وكان الأمير محمد بن سلمان، ولي ولي العهد السعودي، كشف في مقابلة خاصة مع مجلة “إيكونوميست” عن اعتزام المملكة إدراج “أرامكو” في سوق الأسهم بعد طرحها للاكتتاب، وذلك ضمن جملة إصلاحات اقتصادية شاملة دفعت كبريات وكالات التصنيف الائتماني في العالم إلى الثناء على السياسات الاقتصادية في السعودية.
حتى نفهم أسباب دراسة هذا الطرح، يجب أن نضع في الحسبان أن أكبر الشركات الدولية المنافسة لشركة أرامكو (مثل إكسون موبيل و ويال دتش شل و بي بي و توتال) هم في الأساس شركات مدرجة في الأسواق المالية العالمية إلا أنهم يتميزون بإنتشارهم الجغرافي حول العالم، و أنه في عام 2010م قامت شركة بتروبراس البرازيلية بأكبر اكتتاب عام في التاريخ عندما جمعت 72 مليار دولار (من خلال رفع رأس المال) لتطوير حقول نفط جديدة و ضخمة في إعماق البحار تم تغطيته عدة مرات من قبل صناديق سيادية و مؤسسات مالية دولية كانت تسعى لتنويع إستثماراتها بالرغم من المشاكل الإقصادية المزمنة و التي تعاني منها البرازيل مثل: إرتفاع معدلات التضخم و إرتفاع أسعار الفائدة و إنخفاض أسعار صرف الريال البرازيلي.
و من المتوقع أن يجعل الطرح من شركة أرامكو أكبر شركة في العالم من حيث القيمة السوقية وأن يكون على شكل رفع لرأس المال (تماماً كما فعلت بتروبراس) و ذلك لجذب إستثمارات أجنبية جديدة و أن يكون على شكل طرح أسهم بنسبة قليلة لا تتعدى 10 بالمئة سواء في شركة أرامكو الأم أو في إحدى شركاتها التابعة، المهم هنا أن جمع الأموال الجديدة سيساعد شركة أرامكو على تقليل المخاطرة في المدى الطويل من خلال تنويع إستثماراتها على أساس نوعي (الدخول في إنتاج الطاقة المتجددة مثلاً) أو على أساس جغرافي (الدخول في أسواق جديدة بعيداً عن المملكة) تماماً كما تفعل منافساتها عالمياً منذ عقود من الزمن.
وما يجب أن نفهمه من تصريح سمو الأمير سواء تمت الموافقة على طرح أسهم الشركة للإكتتاب العام أم لا، هو أن الدولة جادة فعلاً في تنفيذ «الخصخصة» لأهم المشاريع الحكومية بشفافية و وضوح تام و أنه لا توجد أي خطوط حمراء لإنجاز ذلك و إن شملت مبادرات الخصخصة شركة أرامكو نفسها.
القيمة السوقية
إدراج شركة “أرمكو” السعودية في البورصة قد يعني بأنها قد تكون أكبر شركة في العالم من حيث القيمة السوقية، حيث إن “أرامكو” هي أكبر لاعب في السوق النفطية العالمية حالياً، وحتى اللحظة فإن الشركة مملوكة بالكامل للحكومة السعودية التي تقوم أيضاً بإدارتها بالكامل.
في حال مضت السعودية قدماً نحو إدراج “أرامكو” في السوق فإنها قد تتفوق على شركة “أبل” الأميركية التي هي الأضخم اليوم في العالم بقيمة سوقية تبلغ 530 مليار دولار. كما أن إن إدراج “أرامكو” في سوق الأسهم السعودية سوف يعني ضخ كميات ضخمة من السيولة في السوق، وهو ما سيؤدي الى إنعاش الاقتصاد السعودي برمته.
وذهب تقرير إلى أن تصل القيمة السوقية لشركة “أرامكو” الى عشرة أضعاف قيمة “أبل”، ونحو 20 ضعف شركة “إكسون”، وهي أكبر الشركات النفطية المدرجة في البورصات على مستوى العالم.يشار إلى أن “إكسون موبايل” هي شركة أميركية عملاقة تتخذ من مدينة تكساس مقراً لإدارتها، وتعمل في مختلف أنحاء العالم في مجال النفط والغاز، أما قيمتها السوقية فتزيد حالياً عن 74 مليار دولار أميركي، وهو ما يعني أن التوقعات تشير إلى أن “أرامكو” سيزيد حجمها عن 1.5 تريليون دولار.
سوق الاسهم
وأظهر تحليل خاص أن إدراج “شركة أرامكو” سيرفع القيمة السوقية للأسهم السعودية إلى 5٫2 تريليون ريال، على اعتبار أن القيمة السوقية للأسهم السعودية تبلغ 1٫4 تريليون ريال يضاف إليها 3٫75 تريليون ريال هي القيمة السوقية المقدرة لشركة أرامكو السعودية.
ووفقا للتحليل فإنه في حال تم طرح 5% فقط من أسهم شركة أرامكو للاكتتاب العام، أي 188 مليار ريال ستعادل قيمتها السوقية نحو 31% من قيمة الأسهم الحرة (المتاحة للتداول) حاليا في السوق البالغة حاليا 608 مليارات ريال.
وفي حال تم اعتماد سيناريو طرح 10% من أسهم الشركة للاكتتاب، سيتم ضخ نحو 375 مليار ريال، ما يعادل 100 مليار دولار في سوق الأسهم ستكون متاحة للتداول، تعادل 62% من قيمة الأسهم المتاحة للتداول حاليا.
أما في حال اتباع سيناريو طرح 30% من الشركة للاكتتاب، فيعني ذلك ضخ نحو 1.1 تريليون ريال، ما يعادل 300 مليار دولار، في سوق الأسهم ستكون متاحة للتداول، تعادل 185% من قيمة الأسهم المتاحة للتداول حاليا.
وبافتراض طرح نسبة الـ30% من الشركة، ستبلغ قيمة الأسهم المتاحة للتداول في “أرامكو” نحو ضعفي الأسهم الحرة في السوق حاليا.
ويستبعد التحليل طرح حصة من شركة أرامكو الأم مباشرة للاكتتاب العام، لكنه من المرجح طرح حصص من مشروعات وقطاعات تابعة للشركة خصوصا قطاعي التكرير والكيميائيات.ويتوقع التحليل أن يؤدي اكتتاب “أرامكو” إلى ضخ أموال أجنبية ضخمة في سوق الأسهم السعودية لاقتناص فرصة الشراء في أكبر شركة نفط في العالم.
حصة مسيطرة
وأعلن الرئيس التنفيذي لشركة «أرامكو السعودية» أمين الناصر، أن حكومة المملكة ستحتفظ بحصة مسيطرة في الشركة إذا قررت طرح أسهم للاكتتاب العام. وفي الأسواق، ارتفعت أسعار النفط للمرة الأولى في ثمانية أيام مع صدور بيانات تجارية صينية إيجابية وانخفاض غير متوقع للمخزون الأميركي الأسبوع الماضي، ما دفع المستثمرين للإقبال على شراء العقود الآجلة للخام.
وقال الناصر «يجري درس مجموعة من الخيارات، من بينها إدراج نسبة ملائمة من أسهم أرامكو السعودية في أسواق المال، مع احتفاظ الحكومة بحصة مسيطرة فضلاً عن خيار إدراج مجموعة من وحدات نشاطات المصب». وأشار الناصر، الذي يرأس اللجنة المشرفة على العملية، إلى أن مبادرة التخصيص التي أطلقتها الحكومة والإصلاحات الاقتصادية الواسعة هي الدوافع الرئيسة لاتخاذ هذه الخطوة.
من سيدير اكتتاب أرامكو؟
حتى الآن لم تتقدم أرامكو بأي طلب للمصارف العالمية بدراسة الاكتتاب أو التجهيز له مما يعني أن المرحلة مبكرة جدا لمعرفة أي من البنوك العالمية والمحلية سيقوم بإدارة الاكتتاب.و نقلت مصادر في القطاع المصرفي أن أقرب المصارف العالمية لإدارة هذا الاكتتاب هي المصارف التي سبق لها التعامل مع أرامكو في السابق.من خلال ما سبق يمكن ترشيح ثلاثة مصارف عالمية لإدارة الاكتتاب وهي جي بي مورجان الأمريكي وإتش إس بي سي البريطاني ودويتشه بانك الألماني.
وساعد كل من جي بي مورجان وإتش إس بي سي أرامكو في تدبير قرض بقيمة 10 مليارات دولار العام الماضي. والمصرفان من بين أهم عشرة مصارف في المملكة لإدارة الاكتتبات.
وكان إتش إس بي سي هو مستشار اكتتاب البنك الأهلي التجاري والبالغ 6 مليارات دولار الأكبر في تاريخ المملكة والشرق الأوسط حتى الآن. وكان البنك مستشار اكتتاب أرامكو عندما طرحت جزءا من بترورابغ للاكتتاب العام في سنة 2008.
أما دويتشه بانك الألماني فقد كان مستشار صفقة شراء أرامكو لحصة بقيمة 3 مليارات دولار من شركة لاكنسيس الألماني العام الماضي، وهو ما يجعله من بين البنوك المحتملة كما ذكرت بلومبيرج.
ولا تتقاضى المصارف العالمية رسوما كبيرة في الاكتتابات في السعودية مقارنة بالرسوم في الخارج، حيث أنهم يتقاضون نحو 0.1% من قيمة الاكتتاب فيما يتحصلون على 2.7% في أوروبا. ولهذا فإن طرحا بحجم اكتتاب أرامكو لا يعني بالضرورة أن المصارف العالمية ستجني مبالغ ضخمة جدا.
تأثير أرامكو
تعتبر المملكة العربية السعودية اكبر مصدر للبترول في العالم ، حيث تقوم بإنتاج نصف الإنتاج الكلي لمنظمة الدول المصدرة للبترول “أوبك” وتملك ربع احتياطي العالم من البترول، ولأن شركة أرامكو هي الشركة السعودية الأولى في إنتاج النفط فهي تساهم بأكبر قدر في وجود السعودية في منظمة الأوبك ومن ثم في تصدير النفط إلى كافة دول العالم.
وبحسب خبراء فأن تأثير تغيير وهيلكة مجلس إدارة الشركة على سياسة الإنتاج النفطي للسعودية، فإن هناك العديد من التقارير الصحفية السعودية التي أكدت أن التغيير لن يمس السياسة الإنتاجية النفطية للدولة.
رؤية ارامكو المستقبلية
ويؤكد كبار المسؤولين في أرامكو أن هدفهم الأسمى هو توفير الطاقة للمملكة وللعالم بصورة مأمونة ومستدامة وموثوقة. وعلى الرغم من أن عام 2014 كان استثنائياً سواء على الصعيد الاقتصادي والجيوسياسي أو على صعيد تقلبات سوق النفط، إلا أن أرامكو السعودية استطاعت عمل الكثير ومن أهم هذه الإنجازات زيادة الاحتياطيات السعودية من النفط والغاز الطبيعي، والعمل على جعل أرامكو شركة عالمية رائدة ومتكاملة للطاقة والكيميائيات.
وترى الشركة ان في العقود القادمة ستكون هناك حاجة لتوفير المزيد من الطاقة من مصادر متعددة لتلبية احتياجات لعالم الذي يتقدم بخطى متسارعة، والذي يتوقع أن يرتفع الطلب على النفط وحده فيه من نحو 93 مليون برميل في اليوم حاليًا إلى 111 مليون برميل في اليوم في عام 2040.حافظت شركة أرامكو السعودية في إمداد العالم بالطاقة على مدى أكثر من سبعة عقود، وهي تتعهد اليوم بالوفاء بالتزاماتها على أكمل وجه في المستقبل.
أهم الشركات التابعة
تتبع لشركة ارامكو السعودية العديد من الشركات الفرعية حيث تتوزع حول العالم وهي كالأتي :
• ارامكو للخدمات (ASC)، المركز الرئيسي في هيوستن
• أرامكو الشرق الأقصى لخدمات الشركات المحدودة، المركز الرئيسي في بكين
• أرامكو ما وراء البحار، المركز الرئيسي في لاهاي
• أرامكو أسوشيتد (AAC)
• أرامكو لخدمات التدريب
• موتيفا
• السعودية للتكرير، (SRI)
• أرامكو للخدمات المالية (AFSC)
• البترول السعودي الدولي، وشركة (SPI)، المركز الرئيسي في نيويورك
• بولانتير N.V.
• بانيلو N.V.
• البترول السعودي المحدودة في الخارج، المركز الرئيسي في لندن
• فيلا البحرية العالمية المحدودة، المركز الرئيسي في دبي
احتياطيات وإنتاج أرامكو من النفط لعام 2014 | |||
البند | 2013 | 2014 | التغير |
احتياطيات النفط الخام والمكثفات القابلة للاستخراج (بليون برميل) | 260.2 | 261.1 | + 0.3 % |
الطاقة الإنتاجية القصوى من الزيت الخام (مليون برميل/يوميا) | 12.0 | 12.0 | — |
الإنتاج السنوي للزيت الخام (بليون برميل) | 3.4 | 3.5 | + 3 % |
متوسط الإنتاج اليومي من الزيت الخام (مليون برميل/يوميا) | 9.4 | 9.5 | + 1 % |
صادرات الزيت الخام (بليون برميل) | 2.68 | 2.54 | (5 %) |
متوسط صادرات الزيت الخام (مليون برميل/يوميا) | 7.33 | 6.97 | (5 %) |
نسبة الصادرات من الإنتاج | 79 % | 73 % | (6 %) |
أضف تعليق