تعد تأملات بيرنارد سابريه حول التأثير والعمل الخيري مصدر إلهام عميق. في حديثه مع مجلة “أموال”، يقر بالنجاح الكبير الذي حققه شخصيات مثل السيد ويسدورف مع مؤسسة هانس ويلزدورف معبراً عن أمله في أن تحقق جهوده الخاصة، مثل تلك التي يقوم بها مع “أطفال أكشن” (Children Action)، جزءًا من ذلك النجاح. ومع ذلك، يبرز أهمية التواضع في السعي لفعل الخير، مشيرًا إلى أن فعل الخير ليس دائمًا مرادفًا للقيام به بشكل جيد. يكمن النجاح في القياس، والسعي المستمر للتحسين، والاعتراف بأن بعض التأثيرات من الصعب قياسها.
وصف سابريه التحدي المتمثل في قياس التأثير، خاصة في مجالات مثل الصحة النفسية، حيث أدت جهودهم لمكافحة انتحار المراهقين إلى نجاحات قابلة للقياس: انخفاض بنسبة 40% في معدل التكرار، و90% من المراهقين الذين يمرون ببرامجهم يتابعون العلاج النفسي. لكنه أشار إلى أن هناك صعوبة في قياس النتائج على المدى الطويل، خصوصًا في المناطق النائية مثل أمريكا اللاتينية، حيث يكون من الصعب تقييم تأثير البرامج في مجتمعات مثل الأمهات الشابات. هذه الفلسفة المتمثلة في التواضع والاعتراف بصعوبة قياس بعض التأثيرات تعد جوهر تفكيره.
وأضاف سابريه كيف تطورت احتياجات العالم على مر السنين. في البداية كان التركيز على الرعاية الطبية العاجلة في الأسواق الناشئة، لكن العولمة أدت إلى تحسينات كبيرة في الرعاية الصحية في هذه المناطق. بالمقابل، أشار إلى تدهور سريع في المجتمعات الغربية، مع زيادة الفقر والتحديات الصحية النفسية التي تفاقمت بسبب التقنيات الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي.
فيما يتعلق بالتعاون مع الحكومات، يُفضل سابريه الشراكات بين القطاعين العام والخاص، مثل تلك التي أُقيمت مع مستشفيات الدولة في جنيف وزيورخ. يرى أن هناك قيمة كبيرة في الاستفادة من المؤسسات العامة التي تمتلك الخبرات والموارد للتعامل مع القضايا المعقدة. بينما تركز بعض المنظمات الخيرية على توسيع جهودها بدعم حكومي، يؤمن سابريه بنهج أكثر قربًا وتركيزًا، حيث يؤثرون في عدد أقل من الأرواح لكن بطريقة أكثر فاعلية.
وعند سؤاله عن اختياره بين المال، العمل الخيري أو التصوير، لم يفضل سابريه واحدًا على الآخر. يشير إلى أن الحياة تدور حول التنوع، وهو يستمتع بالانخراط في عدة اهتمامات، سواء كان ذلك من خلال المال أو العمل الخيري أو فن التصوير بالأبيض والأسود. يعكس نهجه المتعدد الاهتمامات إيمانه بغنى الفرص التي توفرها الحياة وأهمية السعي وراء اهتمامات متنوعة بكل جدية.
أما بالنسبة لـ “أطفال أكشن” (Children Action)، فقد أسسها سابريه لتقديم الدعم للأطفال في جميع أنحاء العالم الذين يحتاجون إلى جراحة طبية متخصصة، بما في ذلك عمليات القلب، والجراحة العظمية، وعلاج الحروق. في عام 2023، نفذت المؤسسة مشاريع بقيمة تقدر بحوالي: 14,286,510 فرنك سويسري. منذ عام 1994، استفاد من برامجها أكثر من 215,266 شخصًا. اليوم، أصبح المشروع أحد أكبر المشاريع في أوروبا لمكافحة انتحار المراهقين، من خلال التعاون مع مستشفيات الدولة في جنيف وزيورخ. منذ تأسيسها، ساعدت “أطفال أكشن” أكثر من 250,000 طفل، وتهدف إلى تحسين حياة الأطفال الأكثر ضعفًا من خلال توفير الرعاية الطبية والنفسية لهم، سواء في أوروبا أو في مناطق أخرى مثل أمريكا اللاتينية.
هذا النص هو مقتطف من مقابلة كاملة مع بيرنارد سابريه، حيث يتناول فيها رؤيته حول العمل الخيري، التأثير الاجتماعي، وتطور احتياجات العالم.