ريادة

بوسطن كونسلتينج جروب: الأمن الوظيفي من أهم المقومات بالنسبة للمواطنين

أصدرت مجموعة بوسطن كونسلتينج جروب (BCG)، الشركة الرائدة على مستوى العالم للاستشارات الإدارية والتي تتخصص في مجال استراتيجيات الأعمال، بالتعاون مع ذا نتورك (The Network)، وهو تحالف دولي يضم أكثر من 50 موقع توظيف رائد حول العالم، تقريراً جديداً يسلط الأضواء لأول مرة على أهم المعايير التي تجعل الموظفين الإماراتيين راضين عن وظيفتهم. وقد تم ضمن إطار الدراسة إجراء استطلاع للرأي، شارك فيه ما مجموعه 502 من الذكور والإناث (175 مواطناً و327 وافداً) تتراوح أعمارهم بين 21 و45 عاماً، يعملون بدوام كامل ويعيشون في الإمارات العربية المتحدة.

وكان من أكثر نتائج الدراسة إثارة للدهشة أنه لدى كل من المواطنين والمقيمين الذين يعيشون في الإمارات العربية المتحدة حالياً معايير متباينة بشكل جذري على صعيد الأولويات التي تهمهم في اختيار العمل.

ووفقاً لنتائج الدراسة، يمتلك المواطنون الإماراتيون منظوراً وظيفياً بحتاً، في حين يميل الوافدون إلى التركيز بشكل أكبر على المكافآت الجوهرية. وبالنسبة للمواطنين الإماراتيين، تتمثل المقومات الأكثر أهمية في الأمن الوظيفي، تتبعه سمعة الشركة وقيمها المؤسسية، يليها الاستقرار المالي، والعلاقات الجيدة مع الزملاء، ومبادرات المسؤولية الاجتماعية، والتوازن بين العمل والحياة، والمسؤوليات القيادية، وتمتع الشركة بثقافة تشجّع الأداء العالي، وفرص التعليم والتطور.

في المقابل، يعتمد مستوى رضا الوافدين المقيمين في الدولة عن وظائفهم أولاً وقبل كل شيء على مستوى التقدير التي يتلقونه لأدائهم، ويلي ذلك التوازن الجيد بين العمل والحياة، والعلاقات الجيدة مع الرؤساء والزملاء، ومسؤوليات القيادة، وفرص التنمية والتعلم، وقيم الشركة، والأمن الوظيفي، والاستقرار المالي، وأخيراً نوع العمل.

كما كشفت الدراسة أيضاً عن وجود عوامل متنوعة تؤثر على مدى أهمية وأولوية المعايير المختلفة. ويعد عمر الموظف أحد المعايير التي تغير الأولويات بشكل كبير. ورغم أن الأمن الوظيفي يتصدر قائمة أولويات معايير العمل المطلوبة بين المواطنين الإماراتيين الذين تتراوح أعمارهم بين 21 و40 عاماً، إلا أنه يحتل المرتبة الثالثة على قائمة الأولويات بالنسبة للمشاركين الذين تتراوح أعمارهم بين 41 و50 عاماً (والذين يفترض أنهم يشغلون مناصب متوسطة إلى عليا).

وبالتعليق على نتائج الدراسة، قال باس فان أولدن، مدير المشاريع في بوسطن كونسلتينج جروب بالشرق الأوسط: “عادة ما يشعر الأشخاص الذين يشغلون مناصب إدارية عليا بأنهم أبلوا حسناً في حياتهم. والأهم من ذلك، فهم يشعرون بأنهم مطلوبون في سوق العمل وأسسوا علاقات رفيعة المستوى وشبكة واسعة من المعارف، الأمر الذي يجعلهم غير قلقين جداً على فقدان وظائفهم أو التوقف عن العمل. ولهذا السبب تحديداً، سيتوجب على إدارات الموارد البشرية في الإمارات العربية المتحدة العمل بشكل جاد على مدى السنوات العشر القادمة لإيجاد طرق متنوعة لتحفيز المواهب والاحتفاظ بها على رأس عملها”.

كما أظهرت نتائج الدراسة أن أهمية عوامل عديدة تتبدل مع تنامي خبرة موظفي الإمارات العربية المتحدة وتقدمهم في حياتهم المهنية، فعلى سبيل المثال، تصبح باقة التعويضات الشاملة، والتي تضم التأمين والتقاعد وراتباً ثابتاً جيداً، أولوية أكبر عند دخول الموظفين فترة الثلاثينات. علاوة على ذلك، تبدأ التفاصيل المتعلقة بأجواء العمل بفقدان أهميتها مع دخول الموظفين سن الأربعينات، في حين تصبح معايير مثل تقدير العمل وسمعة صاحب العمل بالغة الأهمية.

وعلى صعيد مواطني دولة الإمارات العربية المتحدة من الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 21 و30 عاماً، تتربع معايير الأمن الوظيفي، وسمعة صاحب العمل، وقيم الشركة، ومبادرات المسؤولية الاجتماعية، على رأس قائمة أولوياتهم من سمات العمل المطلوب. وهذا يعزز فكرة أن المواطنة المؤسسية المثالية هي مطلب أساسي لكل شركة بالنسبة لجيل الشباب في دولة الإمارات العربية المتحدة.

واختتم فان أولدن حديثه بالقول: “يتوجب على شركات التشغيل في الدولة والتي ترغب بالاستفادة من المواهب الوطنية وتوظيف المزيد من الشباب الإماراتي الكفء أن تأخذ نتائج هذه الدراسة بعين الاعتبار. ويبدو من الدراسة أن الرواتب والتعويضات التنافسية ليست مصدر قلق كبيراً لمواطني دولة الإمارات العربية المتحدة، فهم حريصون على أن يضمن لهم عملهم الرضا الوظيفي من جهة، ويمدّهم بالقدرة على إنجاز أمور تجعلهم يشعرون بالفخر وتعكس بوضوح قيمهم ومبادئهم المتجذّرة من جهة أخرى. وفي حين أن هذه المعلومات قد تكون مفاجئة للبعض، إلا أنها تمثل عاملاً..