يوماً تلو الآخر تخترق تقنيات الذكاء الصناعى شتى القطاعات والتى من المنتظر أن تشهد قيمة أكبر لأعمالها المتنامية من خلال الذكاء الاصطناعي . ومؤخراً دخلت التقنيات الجديدة بقوة إلى قطاع السياحة الذي يأمل العاملون فيه الإفادة من الفرص الكبيرة التي يوفرها الاطلاع على البيانات الشخصية
إن الوضع الحالي الذي وصل إليه الذكاء الاصطناعي يفوق بكثير التوقعات عن مساهمة الذكاء الاصطناعي في الاقتصاد الدولي تصل بتلك المساهمة إلى 15.7 تريليون دولار من الآن وحتى عام 2030، أي ما يفوق الناتج المحلي الإجمالي للصين والهند معاً، مع الأخذ في الاعتبار أن قيمة الاقتصاد الكوني حالياً 74 تريليون دولار وسيزيد بنحو 14% بحلول عام 2030.
ولفت التقرير إلى أن الزيادة تنقسم إلى 6.6 تريليون دولار تأتي من ارتفاع معدلات الإنتاجية و9.1 تريليون دولار زيادة نتيجة زيادة الجوانب الاستهلاكية في ضوء ارتفاع مستوى جودة السلع المنتجة،
الذكاء الاصطناعي سيولد 2.9 تريليون دولار ضمن قطاع الأعمال في عام 2021
وأكدت مؤسسة الدراسات والأبحاث العالمية «غارتنر»، أن الذكاء الاصطناعي سيولد 2.9 تريليون دولار ضمن قطاع الأعمال في عام 2021 كما سيستعيد 6.2 بليون ساعة من إنتاجية العمّال.
وأشارت «غارتنر» في تقرير عن تأثيرات الذكاء الاصطناعي في أسواق العمل، إلى إن الذكاء الاصطناعي سيوفر 2.3 مليون وظيفة جديدة في 2020 في حين أنه سيلغي 1.8 مليون وظيفة. وأن 2020 سيشكل عاماً محورياً بالنسبة إلى ديناميات التوظيف المرتبط بالذكاء الاصطناعي. وتتوقع المؤسسة أن تتنوع الوظائف التي يمكن أن تتأثر بتوجهات الذكاء الاصطناعي وفق قطاعاتها، إذ ستشهد وظائف الرعاية الصحية والقطاع العام وقطاع التعليم طلباً متزايداً ومستمراً خلال عام 2019، في حين تتأثر وظائف قطاع التصنيع سلباً في شكل كبير خلال العام ذاته. وأضافت: اعتباراً من مطلع عام 2010، تشهد فرص العمل المرتبطة بالذكاء الاصطناعي انتعاشاً إيجابياً لتصل أعدادها إلى مليوني وظيفة جديدة بحلول عام 2025.
وقالت نائب رئيس البحوث في «غارتنر» سفيتلانا سيكيولار: «إن الذكاء الاصطناعي سيحسّن من إنتاجية الكثير من الوظائف، مع إقصاء ملايين الوظائف ذات المناصب المتوسطة والدنيا، وفي الوقت ذاته خلق ملايين المناصب الجديدة المتميزة ذات المهارات الإدارية العالية، وحتى المناصب المنخفضة المهارات ذات المستوى الأول». وأضافت: «معظم التحذيرات المأسوية التي تدور حول فقدان الوظائف، تخلط لسوء الحظ بين الذكاء الاصطناعي والأتمتة، التي تلقي بظلالها على أهم مزايا الذكاء الاصطناعي أي الذكاء الاصطناعي المُعزز، وهو عبارة عن مزيج بين الذكاء البشري والاصطناعي بحيث يكمّل كل منهما الآخر».
وأكدت أنه لا يجب لقادة تكنولوجيا المعلومات التركيز فقط على الزيادة المتوقعة في أعداد الوظائف، لافتة إلى أن مع كل استثمار جديد في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، يجب أن يأخذ هؤلاء في الاعتبار الوظائف التي ستضيع، وفرص العمل التي سيتم إنشاؤها، وكيف سيساهم هذا الاستثمار في كيفية تعاون العمّال مع الآخرين وكيفية اتخاذهم القرارات وإنجاز العمل المطلوب.
ولفتت إلى أن واحداً من كل خمسة عمّال ممن تقع على عاتقهم المهمات غير الروتينية، سيعتمدون على الذكاء الاصطناعي لتنفيذ عملهم بحلول عام 2022. كما أن تطبيق الذكاء الاصطناعي لتنفيذ الأعمال الأقل روتينية، التي تُعد أكثر تنوعاً بسبب قلة تكرارها، سيبدأ قريباً بتحقيق فوائد كبيرة جداً. فمن الملاحظ أن الذكاء الاصطناعي المُطبق على الأعمال غير الروتينية هو أكثر عرضة لمساعدة البشر في تنفيذ أعمالهم بدلاً من استبدالهم في شكل كامل، حيث يمكن العمل المشترك بين البشر والآلات، أن يقدم فعالية أكبر بدلاً من عمل البشر أو الآلات القائمة على الذكاء الاصطناعي في شكل منفرد. وأكدت أن جهود بائعي التجزئة المتعددي القنوات الرامية إلى استبدال موظفي المبيعات بتقنيات الذكاء الاصطناعي، لن تحقق أية نجاحات خلال عام 2022، على رغم تعطل وظائف عدة مثل الوظائف التشغيلية وأمناء الصناديق.
بائعو التجزئة يستفيدون من الروبوتات
وقالت: سيسعى بائعو التجزئة إلى الاستفادة من التكنولوجيات مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتات، بهدف أتمتة العمليات الذكية لتحديد النشاطات والأعمال الكثيفة التكرار التي يتم تنفيذها حالياً من قبل البشر، وتحسينها وأتمتتها، بهدف خفض تكاليف اليد العاملة عبر تعزيز الكفاءة بدءاً من المقر الرئيس وصولاً إلى مراكز التوزيع ومتاجر البيع.
وأشارت إلى أن الكثير من القطاعات سيشهد قيمة أكبر لأعماله المتنامية من خلال الذكاء الاصطناعي، إلا أن قطاع التصنيع سيحصل على حصة كبيرة جداً من فرص تعزيز العمليات ككل. إذ ستؤدي عمليات الأتمتة إلى تحقيق وفورات كبيرة في التكاليف، إضافة إلى أن التخلص من مشكلات سلاسل القيمة سيزيد الإيرادات في شكل أكبر.
غرف الفنادق تتكيف تلقائيا مع أذواق النزلاء
من غرف الفنادق التي تتكيف تلقائيا مع أذواق النزلاء إلى نظارات الواقع الافتراضي المستخدمة ككتيبات للإرشاد السياحي … تدخل التقنيات الجديدة بقوة إلى قطاع السياحة الذي يأمل العاملون فيه الإفادة من الفرص الكبيرة التي يوفرها الاطلاع على البيانات الشخصية.
ففي فنادق المستقبل، ستتم الاستعاضة عن عمال الاستقبال بمرايا مزودة بتقنية التعرف على الوجوه. وفور التعرف الى الزبون، تتكيف الغرفة فورا مع المتطلبات التي كان قد حددها في وقت الحجز، لناحية درجة حرارة الغرفة ومستوى الإنارة واللوحات التي يرغب في رؤيتها لفنانيه المفضلين في إطارات الصور الرقمية المعلقة على الجدران.
حتى الأقفال باتت ذكية اذ انها تفتح وتغلق عن طريق تطبيق “واتساب” من الهاتف الخاص بالزبون، وفق كارلوس مينديس المسؤول عن الابتكار في شركة “التران” الفرنسية للاستشارات التقنية التي تقدم نموذجها التجريبي هذا الأسبوع في اطار المعروض الدولي للسياحة “فيتور” في العاصمة الاسبانية مدريد.
ومع أن بعض الفنادق يعرض نسخا بدائية أكثر، فإن هذه الغرفة الموجهة للفنادق الفاخرة تدمج أحدث التقنيات في مجال التعرف الصوتي بما يسمح على سبيل المثال للنزيل بطلب البيتزا بأربعين لغة مختلفة.
ويسجل الفراش المزود باجهزة استشعار حركات الشخص النائم في الغرفة بما يتيح على سبيل المثال للعاملين في الفندق عرض القهوة عليه لدى استيقاظه صباحا.
الذكاء الاصطناعي يتيح لأصحاب الفنادق التعرف على الزبائن بطريقة عميقة جدا
وخلف الطابع الترفيهي لهذه الابتكارات، تتيح تقنيات الذكاء الاصطناعي لأصحاب الفنادق التعرف على الزبائن بطريقة عميقة جدا. ويوضح الفارو كاريو دي البورنوس باروخوس وهو مدير المعهد التكنولوجي الفندقي أن “التكنولوجيا ستسمح لنا بمعرفة حاجات الزبون قبل أن يدركها هو نفسه”.
ويستند هذا التعرف خصوصا إلى البيانات الشخصية التي يزود بها الزبون الفندق عند الحجز عبر الانترنت وأيضا بعد وصوله إلى المؤسسة المضيفة، بفضل تكنولوجيا الإرشاد اللاسلكي (“بيكون”) التي تتفاوت مستويات السماح بها تبعا للبلدان وتقوم على رصد مكان وجود الهواتف الذكية في المؤسسة أو المدينة.
وترصد المنظومات الحسابية التي تتلقى هذه البيانات، عادات الزبون بهدف كسب ثقته من خلال تقديم استقبال يتلاءم مع متطلباته الخاصة أو لبيعه منتجات اضافية.
ويقول كاريو “إذا ما كانت المنظومة الحسابية تعلم بموعد وصولك إلى الفندق مع زوجتك وبطلبك للعشاء داخل الغرفة وليس في المطعم، فهي ستعرض عليك قائمة خاصة في الفندق (…) لكن إذا ما كنت ستأتي برفقة عائلتك فهي ستعرض عليك تخفيضات على قائمة الطعام المخصص للاطفال”.
ويمكن لكل المشتريات أن تتكيف مع خصوصيات الزبائن اذ يمكن على سبيل المثال للبرمجية أن تتوقع ازديادا في طلب مأكولات معينة كاللحوم المقددة في حال ستتوافد أعداد كبيرة من النزلاء البريطانيين إلى الفندق، بحسب رودريغو مارتينيس مدير شركة “اوتيل سرفيسرز” الاستشارية في المجال الفندقي.
مصنعو نظارات الواقع الافتراضي يسعون إلى دخول القطاع السياحي
ويسعى مصنعو الأكسسوارات المعتمدة على التقنيات الحديثة مثل نظارات الواقع الافتراضي، أيضا إلى دخول القطاع السياحي. فعلى منصات العرض في معرض “فيتور”، يمكن للزائر الغوص في شوارع مراكش أو التنقل على جزء من درب سانتياغو دي كومبوستيلا.
ويوضح مارسيال كوريال رئيس الشركة الاسبانية لوكالات السفر الافتراضي المروجة لهذه الاداة، “حتى اللحظة نحن في مرحلة رائدة تماما. نحن نظهر الواقع الافتراضي والأخصائيون في القطاع يقولون +يا للروعة+ لكنهم لا يشترون شيئا منا. هذا الأمر ليس ضمن الأولويات في الميزانية التسويقية”.
غير أن سلسلة فنادق “بالاديوم” ومقرها في جزر البليار خاضت هذه المغامرة اذ استغنى العاملون في القطاع عن الكتيبات في التعريف بمؤسساتهم لوكالات السفر واستعاضوا عنها بنظارات للواقع الافتراضي. كذلك ثمة تسجيلات فيديو لكل واحد من الفنادق التابعة للمجموعة بما يسمح بزيارة الغرف وأحواض السباحة والمطاعم.
ويشير ايفان كورسو المسؤول التسويقي لأوروبا في السلسلة إلى أن “وكلاء السفر يعرفون بشكل أفضل الفنادق ويقولون لنا إن هذا الأمر يساعدهم في مبيعاتهم”، مؤكدا أن الزبائن يفضلون امكان معاينة الغرف بأحجامها الحقيقية بفضل هذه التقنيات.
ويقول سيزار اوربينا من وكالة “ايرالتا” للواقع الافتراضي “الغش مع نظارات للواقع الافتراضي أصعب بكثير”. ويشير إلى أن النظارات تباع بأسعار معقولة (بين 50 و600 يورو) فيما يمكن لتسجيلات الفيديو المعدة لتلائم المؤسسات بشكل افرادي أن تكلف ما بين ألفين و150 الف يورو.أما المكتب الوطني المغربي للسياحة فيبدو مقتنعا بفوائد الواقع الافتراضي اذ انه سجل مقاطع فيديو عدة بهذه التقنية.
الصين تكشف عن خطتها للريادة في قطاع الذكاء الاصطناعي
وأعلنت السلطات الصينية، عن خطتها للريادة في قطاع الذكاء الاصطناعي ومضاهاتها لتكنولوجيا الدول المتقدّمة بالمجال بحلول عام 2020.
وتوقع نائب وزير الخارجية الصيني للعلوم والتكنولوجيا لي مينغ، أن تشهد الصين “نجاحاً هائلاً” عام 2025 لتصبح بحلول عام 2030 “مركزاً للابتكار في قطاع الذكاء الاصطناعي.”
وأتت ملاحظات مينغ حلال مؤتمر صحفي للتعليق على بيان للسياسات التي أصدرها مجلس الصين، الخميس، في خطة تهدف إلى تحويل الذكاء الاصطناعي لقطاع يقدّر بـ 150 مليار دولار خلال الأعوام المقبِلة.
وتاتي هذه الخطوة في وقت تقبل عليه أكبر الأسماء العالمية في قطاع التكنولوجيا للتخصص بالذكاء الاصطناعي، بدءاً من “ألفابيت” الشركة الأم لـ “غوغل” ووصولاً على شركات تصنيع السيارات مثل “تسلا”.
وقد أنشأت عمالقة التكنولوجيا الصينية “Baidu” و”Tencent” مراكز لأبحاث الذكاء الاصطناعي في الولايات المتحدة.وتأتي هذه الخطة أيضاً وسط توظيف الحكومة الصينية للذكاء الاصطناعي في تشديد رقابتها على الإنترنت.
واشار تقرير صادر عن مكتب الدراسات الاستراتيجية في شركة إي.دي.إس سيكيوريتيز إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح من أكثر القطاعات الاقتصادية الواعدة، حيث تجاوز حجم الاستثمارات في مختبرات الكريبتون أكثر من 5 تريليونات دولار بما يؤشر ببدء العصر الذهبي الجديد للاقتصاديات الذكية.
وذكر التقرير أن مفهوم الذكاء الاصطناعي وهو في بدايته وفي مراحل اختبارية قد جذب هذا الحجم الكبير من الاستثمارات، الأمر الذي يدل بحسب دراسة الشركة إلى أن المكون الاستثماري الحالي يمكن أن يصل إلى أكثر من 30 ضعفاً خلال الخمس عشرة سنة القادمة على أقل تقدير، نظراً لأهمية مساهمة الذكاء الاصطناعي في زيادة الإنتاجية وتقليل التكلفة وتخفيض المخاطر والأخطاء إلى درجة متدنية جداً وفق بيئة أعمال مثالية وفق أعلى درجات الانضباط Discipline والنتائج اللامحدودة.
الذكاء الاصطناعي جزءاً من الطفرة التي سيشهدها الاقتصاد الأميركي فى 2018
وأشار تقرير إلى أن الذكاء الاصطناعي سيكون جزءاً من الطفرة الاقتصادية التي سيشهدها الاقتصاد الأميركي عام 2018، خاصة أن الولايات المتحدة الأميركية تشكل 75% من حجم الاستثمارات في هذا القطاع الواعد.
وفي تقرير نشر فى وقت سابق فإن المرحلة المقبلة من النمو ستتلقى دعماً كبيراً من ثورة الذكاء الاصطناعي التي نحن على مشارفها وعام 2018 سيكون الانطلاقة الفعلية لهذا القطاع الواعد الجديد حيث سيشكل فرصة استثمارية تاريخية مع عائدات تفوق بعشرات الأضعاف عائدات الثورة التكنولوجية التي بدأت عام 2000 وهي فرصة لن تتكرر للمستثمرين كون الذي يدخل قطار هذا القطاع الواعد يكون من أكثر المستفيدين، نظراً للتوقيت الاستراتيجي الذي بدأ من خلاله تشكيل المقومات الرئيسة للذكاء الاصطناعي.
وأضاف التقرير: “على سبيل المثال ستعمل الأنظمة المالية على إدارة الاستثمارات والتداولات وتحقيق الأرباح بشكل ذكي بأقل نسبة من المخاطر وإجراء العمليات الجراحية عبر روبوتات ذكية بدقة عالية والحفاظ على أرواح الناس بنسبة أكبر بكثير من السابق وصناعة المنتجات والسيارات والآلات بتكلفة أقل وبفاعلية أعلى أيضاً من دون التدخل البشري والحصول على التعليم والشهادات العلمية من دون الذهاب إلى المدارس والجامعات وتكبد الأقساط، بل تلقي العلوم بحجم أكبر واستيعاب المعلومات بأسرع بكثير من السابق”.
أبوظبى تقود المبادرة الأولى فى العالم العربى
المبادرة الأولى من نوعها في العالم العربي والعالم التي سجلت تقدماً نوعياً فيما يخص القطاع المالي هو نظام الذكاء الصناعي الذي تم اختراعه في إمارة أبوظبي بكفاءات محلية ووطنية في شركة إي.دي.إس سيكيوريتيز، حيث يستطيع هذا النظام صناعة السوق وتسعير العملات والمعادن الثمينة لكل الأسواق المالية العالمية من دون التدخل البشري الذي أذهل المؤسسات المالية العالمية وجعلها تعيد حساباتها في عمليات التسعير والتداول.
أضف تعليق