تبحث اثنتان من كبرى شركات الأدوية العالمية التي حققت تقدما ملحوظا في لقاحات وعلاجات كورونا، الاندماج سويا في صفقة يعني اكتمالها مولد أضخم شركة دواء في العالم.
وحسب بلومبرج، تبحث شركة أسترازينيكا AstraZeneca البريطانية، التي تعمل على تطوير أحد لقاحات كورونا، تقديم عرض اندماج مبدئي لشركة جيلياد الأمريكية وهي الشركة التي تصنع العلاج الوحيد المعتمد من الولايات المتحدة للفيروس.
وبلغت قيمة جيلياد 96 مليار دولار عند إغلاق يوم الجمعة الماضي، بينما تبلغ القيمة السوقية لأسترازينيكا نحو 140 مليار دولار.
وعلى الرغم من أن الشركات ليست في مناقشات رسمية، وفقًا لمصادر بلومبرج، إلا أن مجرد اقتراح اندماج شركات الأدوية يعد علامة على أن الصناعة تعود إلى شيء يشبه فترة ما قبل كورونا.
وفي عصر ما قبل كورونا كان صناع الأدوية يواجهون ضغوطا لتوسيع وجودهم وتعزيز الابتكار أو المخاطرة بأن يصبحوا أهدافًا للاندماج من الشركات الأضخم.
ولا يرجح أن تؤدي العلاجات أو اللقاحات الناجحة لكوفيد 19 إلى در الكثير من الأرباح لشركات الأدوية.
وتعتبر شركة جيلياد التي تتخذ من كاليفورنيا في الولايات المتحدة مقراً لها، أنجح صانع للأدوية المضادة للفيروسات في التاريخ الحديث، وهي تقريباً صورة طبق الأصل لأسترازينيكا.
وأحدثت الشركة الأمريكية التي تأسست عام 1987 ثورة في علاج فيروس نقص المناعة البشرية “الإيدز” في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
و في عام 2013، أنتجت الشركة علاج “سوفالدي” الذي قضى على فيروس التهاب الكبد C.
وفي عام 2015، قفز سعر سهم جيلياد إلى الذروة بعد أن بدت واعدة للغاية مع تركيزها على أدوية الفيروسات، وسجل سهمها قمة عند 122 دولار.
لكن حاليا، ومع تجاوز الأدوية الأكثر مبيعًا للشركة مظلات حماية براءات الاختراع وفي ظل المنافسة الشديدة، أصبح وضع جيلياد محل تساؤل.
وفشلت الشركة العام الماضي في محاولة تطوير علاجات لمرض الكبد الدهني المسمى NASH، لتبحث عن النجاح في قطاع آخر.
ومؤخرا، أظهرت جيلياد القليل من سحرها القديم مع عقار “ريميسيديفير” وهو العلاج الوحيد الذي أظهر فعاليته على فيروس كورونا في تجربة سريرية قوية.
وفي حين أن مبيعات الدواء قد تصل إلى 7.7 مليار دولار، وفقًا لمحللين، فإن أكثر من 130 شركة – بما في ذلك أسترازينيكا نفسها – تقوم بتصميم واختبار لقاحات تجريبية يمكن أن تنسف الحاجة إلى علاجات للفيروس التاجي في غضون أشهر إلى سنوات.
أضف تعليق