جميل أحمد نائب الرئيس لتطوير الشركات وأبحاث السوق في شركة FXTM
يحاول خام غرب تكساس الوسيط البقاء فوق مستوى 50 دولار في ظل تشجع المتداولين على الدخول في مراكز شراء في أعقاب الأنباء بشأن المعارك الدائرة في العراق. وقد جرى النظر إلى بدء تحرك القوات العراقية نحو كركوك – وهي محافظة عراقية غنية بالنفط –
في أواخر الأسبوع الماضي باعتباره حافزًا وراء التحسن الذي شهده زخم الشراء في أسواق النفط. ويرجع ذلك إلى اقتناع المتداولين بفكرة أن إنتاج حقول النفط التي يسيطر عليها الأكراد من الممكن أن يتوقف، حيث يُعتقد أن إنتاج هذه الحقول يبلغ نحو 600 ألف برميل يوميًا. وقد يستغرق الأمر بعض الوقت لمعرفة ما إذا كان هو ما سيحدث بالفعل، ولكن هذه الفكرة قد ساعدت على تحسن معنويات المستثمرين في بداية الأسبوع.
وهناك عوامل أخرى قد ساعدت أيضًا في زيادة إقبال المستثمرين على شراء النفط. فما يزال التوتر السياسي المتصاعد بين الولايات المتحدة وإيران، أحد أهم الأسباب وراء زيادة انجذاب المستثمرين إلى النفط. وبعد أن رفض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأسبوع الماضي التصديق على امتثال إيران للاتفاق النووي، لم يتبق أمام الكونغرس سوى 60 يومًا لاتخاذ قرار بشأن الخطوات التي يجب اتخاذها. وقد تحصل أسواق النفط على دفعة قوية إذا أعاد الكونغرس فرض عقوبات على إيران وهو ما من شأنه أن يؤثر على المعروض العالمي من النفط.
وعلى الرغم من أن تقرير منظمة أوبك الصادر في شهر أكتوبر كان حافلاً بالتباينات، إلا أنه مع ذلك كان حافزًا لزيادة الإقبال على خام غرب تكساس الوسيط، وذلك بفضل التفاؤل بأن الطلب العالمي على النفط يشهد ارتفاعًا. فمن المتوقع أن يرتفع الطلب العالمي على النفط في عام 2017 بمقدار 1.5 مليون برميل يوميًا، في حين تم تعديل نمو الاقتصاد العالمي لعام 2017 بالزيادة من 3.5% إلى 3.6%. ويجب ألا يغيب عن الأذهان أن زيادة النمو العالمي ستؤدي إلى زيادة الاستهلاك وارتفاع الطلب على النفط الخام. وهكذا فإن احتمال اقتراب مستوى الطلب من مستوى العرض في المستقبل يقدم بعض الدعم إلى أسواق النفط.
وكان النفط قد حظي بالدعم أيضًا من التصريحات الأخيرة الصادرة عن منظمة أوبك والتي أفادت بأن المنظمة ترى علامات واضحة على استعادة الأسواق لتوازنها. وكانت أوبك قد أشارت إلى إنه قد يتم اتخاذ “تدابير استثنائية” لاستعادة التوازن في أسواق النفط، وأدى ذلك إلى إقبال المستثمرين على المضاربة. وبعد دعوة الأمين العام لمنظمة أوبك، محمد باركيندو، منتجي النفط الصخري الأمريكيين للمساعدة في تقليل التخمة التي يعاني منها المعروض العالمي، هل يمكن أن يكون ذلك نهاية لحرب الاستنزاف بين منتجي النفط الصخري الأمريكيين ومنظمة أوبك؟ ويذكر أن أرامكو السعودية تعتزم إجراء “أكبر تخفيض لإمداداتها النفطية إلى العملاء في تاريخها” من خلال خفض إمداداتها للمشترين بمقدار 560 ألف برميل يوميًا في شهر نوفمبر، وهو الأمر الذي قد يمنح مزيدًا من التشجيع لثيران النفط.
الريال القطري والاقتصاد المحلي يشعران بضغوط
كان التطور المهم الآخر الذي احتل صدارة الاهتمامات في الأسواق المالية هذا الأسبوع هو هبوط الريال القطري إلى أدنى مستوى له منذ عام 1988 مقابل الدولار الأمريكي يوم الاثنين. وقد جاء ذلك عقب إعلان قطر في وقت سابق من الشهر عن تباطؤ نموها الاقتصادي في الربع الثاني إلى أدنى معدل له منذ الأزمة المالية العالمية. وقالت قطر إن الناتج المحلي الإجمالي المحسوب على أساس سنوي في الربع الثاني من عام 2017 قد بلغ 0.6%، وهو الأمر الذي يجب أن يستدعي قلق قطر، ولاسيما عند الأخذ في الاعتبار أن التوترات الإقليمية لم تبدأ إلا في نهاية الربع الثاني تقريبًا. ويعني ذلك أن قراءات الناتج المحلي الإجمالي المستقبلية سوف تظهر تأثير الأزمة على الاقتصاد المحلي، ومن المرجح أن يكون هذا التأثير كبيرًا جدًا عند الأخذ في الاعتبار أن قطر لم تكن مستعدة على الإطلاق لمثل هذه الأزمة.
وصحيح أنه قد مر الآن أكثر من 100 يوم منذ بداية أزمة قطر، ولكن من الصعب تحديد متى يمكن إيجاد حل للخلاف الحالي. ومن المرجح أن يؤدي ذلك إلى مزيد من المصاعب للاقتصاد القطري، وربما المزيد من الانخفاضات الكبيرة للريال القطري.
أضف تعليق