أكد الرئيس التنفيذي لأرامكو السعودية، أمين الناصر، أن خطط الطرح العام الأولي تمضي قدما للتنفيذ في النصف الثاني من 2018.
جاء ذلك خلال كلمته اليوم في مؤتمر البترول العالمي 2017 في مدينة إسطنبول التركية، بحضور عدد من القادة والوزراء والمسؤولين التنفيذيين في صناعة النفط.
وأشار إلى نية الشركة استثمار أكثر من 300 مليار دولار في الأعوام العشرة المقبلة لتعزيز موقع “أرامكو” البارز في مجال النفط.
وحذر الناصر من أن العالم فقد استثمارات بتريليون دولار منذ بدء تراجع أسعار النفط، معرباً عن قلقه بشأن وضع إمدادات النفط في المدى الطويل.
وأشار إلى أن استثمارات النفط الصخري لن تكون كافية لتلبية الطلب العالمي في المدى الطويل، مؤكداً أن العالم بحاجة إلى إنتاج جديد قدره 20 مليون برميل يومياً لتلبية نمو الطلب، وتعويض أثر التراجع الطبيعي للحقول المطورة خلال الخمس سنوات المقبلة.
وفي سياق متصل، أكد الناصر أن اكتشافات النفط التقليدي تراجعت أكثر من النصف في الأربع سنوات الأخيرة مقارنة مع الأربع السابقة.
وأكد الناصر أن على قطاع النفط والغاز التعامل مع عدة اعتبارات استراتيجية بعيدة المدى، وذلك نظراً لكونه سيظل مصدراً رئيساً للطاقة على المستوى العالمي.
واستعرض الناصر خلال المؤتمر مرئياته وآراءه حول مستقبل الطاقة، مسلطاً الضوء على آليات التحول التي تتبعها أرامكو السعودية كنموذجٍ مميزٍ لمواكبة المتغيرات الاقتصادية والمتطلبات الصناعية الجديدة.
وتطرّق الناصر إلى الدروس المستفادة من الفترات السابقة التي شهدت ارتفاعًا في مقدار الطلب على أنواع الوقود التقليدي، حيث توقع أن يتضاعف الاقتصاد العالمي خلال السنوات الخمس والعشرين القادمة، لتتسع بذلك قاعدة مستهلكي الطاقة لتضم ملياري مستهلك إضافي، وهو ما سيؤدي لاحقاً إلى نشوء مرحلة تحول في منظومة الطاقة قد تطول مدتها، مشيراً إلى أنها لا تستطيع مصادر الطاقة البديلة وحدها مثل مصادر الطاقة المتجددة تلبية الطلب المستقبلي المتوقع.
وأشار رئيس أرامكو السعودية إلى أن حجم النفط الخام التقليدي المكتشف حول العالم قد تقلَّص إلى النصف خلال السنوات الأربع الماضية مقارنة بالسنوات الأربع السابقة لها نتيجة لنقص حجم الاستثمارات.
وأضاف الناصر أن العالم بدأ يشهد مرحلة تحول في منظومة الطاقة ستستمر لعدة عقود قادمة، محدداً ثلاثة مجالات من شأنها أن تبني المرونة والانضباط اللازمين لنجاح مرحلة التحول.
تتمثل أولى هذه المجالات في التحقق من توفر الإمدادات الكافية من جميع مصادر الطاقة، مبيناً في الوقت ذاته أن أرامكو السعودية تخطط لاستثمار أكثر من 300 مليار دولار خلال السنوات العشر القادمة، وستعزز هذه الاستثمارات مكانتها الرائدة في مجال النفط، والمحافظة على طاقتها الإنتاجية الاحتياطية من النفط الخام، ومباشرة برنامج ضخم للتنقيب والإنتاج يركز على موارد الغاز التقليدية وغير التقليدية.
أما المجال الثاني فيتمثل في التركيز على هيكل تكلفة تنافسي يرتكز على درجة أعلى في تكامل مجموعة الأعمال بين التنقيب والإنتاج والتكرير والكيميائيات.
والمجال الثالث هو العمل على استخدام النفط والغاز بأساليب فائقة النقاء للحد من الانبعاثات بشكل كبير، مبيناً في ذات الشأن أن الهدف هو مضاعفة إنتاج الغاز الطبيعي إلى 23 مليار قدم مكعبة قياسية في اليوم خلال السنوات العشر القادمة، بما يعني زيادة حصة استخدام الغاز في قطاع المنافع بالمملكة إلى قرابة 70%، وهي النسبة الأعلى على مستوى الدول الأعضاء في مجموعة العشرين.
يذكر أن مبادرة شركات النفط والغاز بشأن المناخ التي تضخ استثمارات بقيمة مليار دولار تأتي لتطوير هذه الحلول وطرحها للاستخدام التجاري في الأسواق، ومن أجل ذلك تولي شركة أرامكو السعودية أولوية كبرى إلى التحويل المباشر للنفط الخام إلى بتروكيميائيات، وهو ما يمثل ركيزة أساسية ضمن خطة الشركة الاستراتيجية بعيدة المدى.
وعلى صعيد الاستثمار في مجال الطاقة الشمسية، أطلقت الشركة برنامجاً يتكون من عدة مراحل للإسهام في توليد 9.5 غيغاواط من مصادر الطاقة المتجددة بحلول عام 2023.
أضف تعليق